مشاكل ومتاعب صحية واجتماعية مختلفة وجه العديد من رؤساء الجمعيات المدنية الناشطة باسم ذوي الاحتياجات الخاصة نداء استغاثة إلى الجهات المسؤولة عنهم والمشرفة على ملفاتهم فوق طاولة وزارة التضامن الوطني، بضرورة التدخل العاجل من أجل إيجاد صيّغ تتوافق والمعمول بها عالميا لإخراج أكثر من مليوني معاق جزائري من رحمة المعاناة والآهات التي يتجرعونها في صمت في ظل استمرار تناسي هذه الشريحة التي تسمي نفسها بالمعذبون في الأرض والتي لا يذكر اسمها إلا مناسباتيا فقط كيومهم العالمي من كل سنة على سبيل المثال· ويعاني ما لا يقل عن المليوني شخص في الجزائر من الإعاقة، حسب ما أوضحته آخر أرقام الديوان الوطني للإحصائيات، قدمتها وزارة التضامن الوطني والأسرة عشية الاحتفال باليوم العالمي لمعوقين المصادف للثالث ديسمبر من كل سنة· وقد بلغ عدد الأشخاص المعاقين في الجزائر 1975084 شخصا منهم 284073 معاق حركي و73937 معاق سمعي و173362 معاق بصري و167331 معاق ذهني و85611 شخصا يعانون من إعاقات متعددة و626711 شخصا يعانون من أمراض مزمنة و50299 شخصا يعانون من إعاقات أخرى، بالإضافة إلى 29380 معاقا غير مصرح بهم، إذ تعتبر نسبة كبيرة مقارنة بالممنوح الضئيل لهذه الشريحة التي لا تزال تتجرع المعاناة بالرغم من النداءات الموجهة بغرض إيجاد صيغ عاجلة للرفع من المنحة المقدمة كي تصل إلى الحد الأدنى للأجر القاعدي المضمون حتى يحفظوا بها كرامتهم إلى جانب الدعوة إلى القضاء على بيروقراطيات الإدارة التي تعرقل العديد من الإجراءات التي تسمح لهم بتسهيل تنقلاتهم كاستغلال النقل المجاني وبعض المشاكل الأخرى التي تنفيها وزارة التضامن بحجة الأرقام النظرية التي تطرحها على طاولة الحكومة بشأن نشاطاتها في هذا المجال، غير أن الملموس بالميدان يظهر عكس ذلك حسب تلك الجمعيات التي تتهم من جهتها الوزارة الوصية في التقصير في حق هذه الفئة بالرغم من الأرقام والإنجازات التي يتحدث عنها إلا أنها تبقى بالنسبة إليهم مجرد أرقام نظرية لم يلمسوا من خلالها أي تحسن ظاهر على أرض الواقع، وما تخصيص الدولة لهذه الشريحة ميزانية تفوق ال9 ملايير دينار، ما هي إلا تقارير مخططة بالحبر على السجلات كون حقيقة معاناة المعاق في الجزائر تزداد من يوم لآخر -حسب ممثلي الجمعيات- المدافعة عن المعاقين وذلك في ظل تدهور محيطه ومطالبه التي تبقى حبرا على ورق· وكنموذج مصغر لإبراز معاناة هذه الشريحة من المجتمع الجزائري، فقد وجه رئيس الجمعية الوطنية تحدي للمعاقين بالعاشور في العاصمة نداء استغاثة إلى السلطات المعنية وعلى رأسها وزارة التضامن الوطني من أجل التدخل ووضع حد لمعاناة هذه الشريحة على مستوى بلدية العاشور التي لم تقبض منحتها لسنة كاملة (2010)، الأمر الذي زاد من متاعب هؤلاء خاصة منهم المعاقين بنسبة مائة بالمائة في ظل تفاقم المشاكل اليومية وما يقابلها من ضعف التكفل بهم خاصة ما تعلق منه بالشق الاجتماعي· وعبر رئيس الجمعية عن استيائه لمثل هذه التأخرات الحاصلة بشأن المنحة الموجهة لهم باعتبارها فترة جد طويلة تؤثر بالسلب على هؤلاء الذين لا يسترزقون سوى على هذه المنحة في ظل غلاء التكاليف الطبية التي ترافقهم كالحافظات وأجهزة السمع التي لا يتم التعويض عنها، وانعدام مشكل تسهيل المحيط من التهيئة والأرصفة الخاصة بهذه الشريحة حتى بالمستشفيات وبالوزارات·