سُجّل خلال الساعات الماضية انزلاق خطير في احتجاجات الغاز الصخري، فبعد أن ظلّت طيلة قرابة شهرين من الزمن ملتزمة بالطابع السلمي (تعفّنت) الأوضاع فجأة سهرة السبت، حين اندلعت مناوشات بين بعض المحتجّين المعتصمين في مدينة عين صالح بولاية تمنراست وعدد من أفراد الشرطة، وبلغ (التعفّن) حدّ أن تعرّضت بعض خيم المعتصمين للحرق، وهو ما يدفع إلى التساؤل حول هوية الجهات التي تقف وراء تعفين الأوضاع في عين صالح، لا سيّما وأن هذا الانزلاق جاء بعد إقدام بعض المحسوبين على رافضي استغلال الغاز الصخري على مهاجمة شركة نفطية أمريكية قريبة من المدينة. اندلعت يوم السبت مناوشات بين الشرطة ومحتجّين رافضين مشروع استغلال الغاز الصخري بوسط مدينة عين صالح بعد أن منعهم الدرك الوطني من الدخول (عنوة) إلى مقرّ إحدى الشركات الأجنبية الناشطة بالمنطقة، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية من مصادر محلّية. وتبعد هذه الشركة الأجنبية 10 كيلومترات عن مدينة عين صالح، حيث حاول محتجّون دخولها (عنوة) وتوقيف الشاحنات بحجّة (حملها لمواد تستعمل في الحفر)، وفق ذات المصادر. وقد واجهت قوّات الدرك الوطني الوضع، حيث منعت المحتجّين من الدخول إلى مقرّ الشركة. وبعد هذا الحادث عادت مجموعة المحتجّين إلى مدينة عين صالح وقامت بإضرام النيران في عجلات مطاطية حول مقرّ كتيبة الدرك الوطني بوسط المدينة، حيث لازالت المناوشات مستمرّة، وفق ذات المصادر المحلّية. وكانت مدينتا عين صالح وتمنراست خلال الأيّام الأخيرة مسرحا للعديد من وقفات ومسيرات احتجاجية سلمية شارك فيها عشرات المواطنين تعبيرا عن رفضهم لمشروع الغاز الصخري، وطالبوا بوقف المشروع لما له -حسبهم- من أثار (وخيمة) على صحّة الإنسان والطبيعة. وكان رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة قد أكّد أهمّية الاستفادة من الطاقات التقليدية وغير التقليدية والطاقات المتجدّدة المتوفّرة في البلاد، مع الحرص على حماية صحّة المواطنين والبيئة. وقال رئيس الجمهورية في رسالة له بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمّال الجزائريين وتأميم المحروقات إن (النفط والغاز التقليدي والغاز الصخري والطاقات المتجدّدة كلّها هبة من اللّه ونحن مناط بنا حسن تثميرها والاستفادة منها). كما جدّد الوزير الأوّل عبد المالك سلاّل بأرزيو (وهران) التأكيد على أنه ليس هناك استغلال الغاز الصخري، بل الأمر منحصر في القيام بدراسات. وقال السيّد سلاّل في تجمع شعبي نشّطه في قاعة 24 فيفري بمناسبة الذكرى المزدوجة إن (قضية الغاز الصخري حظيت بنقاش واسع على مستوى الحكومة والبرلمان، وقد وضعنا شروطا صعبة جدّا لاستغلال هذه الطاقة)، مشدّدا على أنه (ليس هناك استغلال وإنما هناك دراسات وبحوث يجري إعدادها).