انتعش معدل أسعار خام الصحاري الجزائري خلال شهر فيفري الماضي، مرتفعا بأكثر من 10 دولارات ليبلغ 18ر58 دولار للبرميل، حسب ما كشفت عنه منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في تقريرها الشهري الصادر أمس الاثنين. أوضحت بيانات المنظمة أن معدل أسعار خام الصحاري انتقل من 91ر47 دولار للبرميل في جانفي إلى 18ر58 دولار للبرميل بارتفاع قدره 27ر10 دولار. وجاء هذا الارتفاع توازيا مع الانتعاش العام لأسعار النفط في الأسواق العالمية منذ منتصف جانفي الماضي. وبالرغم من هذا النمو المحسوس بأكثر من 20 بالمائة، إلا أن أسعار الخام الجزائري تظل بعيدة عن مستوياتها المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي حينما تجاوزت 109 دولارات للبرميل. وبيع برميل خام برنت لبحر الشمال أمس الاثنين بنحو 53 دولارا، فيما بلغ سعر الخام الأمريكي الخفيف حوالي 44 دولارا للبرميل. وكشف التقرير من جهة أخرى عن تراجع طفيف ب 34 ألف برميل يوميا في حجم إنتاج الجزائر النفطي خلال الشهر الماضي، حيث وصل إلى 131ر1 مليون برميل يوميا في فيفري مقابل 165ر1 مليون برميل في جانفي، استنادا إلى بيانات رسمية جزائرية. وتعرف صناعة النفط الجزائرية بشكل عام في السنوات الأخيرة استقرارا في الإنتاج عند حدود 2ر1 مليون برميل يوميا. واستنادا إلى مصادر رسمية (حكومية) فإن إجمالي إنتاج منظمة (أوبك) تراجع بشكل ملحوظ في فيفري، حيث قامت المنظمة بسحب 338 ألف برميل يوميا من السوق إلى 249ر30 مليون برميل يوميا، لا سيما بسبب التراجع الحاد في مستويات الإنتاج العراقي (-259 ألف برميل يوميا). وعرف معدل أسعار سلة المنظمة لشهر فيفري ارتفاعا ب 68ر9 دولار مقارنة بجانفي لتبلغ 06ر54 دولار للبرميل، واضعة حدا لسلسلة التراجعات المسجلة منذ جوان 2014 في أطول فترة انخفاضات عرفتها السوق منذ الأزمة المالية ل 2008. وترجع المنظمة في تقريرها تحسن الأسعار إلى انتعاش الطلب في أوروبا وآسيا، وكذا حالة التفاؤل التي تسود الاسواق حاليا، حيث يعتقد المتعاملون أن الأسعار بلغت في جانفي أدنى مستوياتها ولايمكن لها أن تتراجع أكثر من ذلك. وأبقت المنظمة من جهة أخرى توقعاتها بخصوص نمو الطلب العالمي على النفط في 2015 دون تغيير، حيث تنتظر (أوبك) نموا يقارب 17ر1 مليون برميل يوميا ليبلغ الطلب حوالي 4ر91 مليون برميل يوميا، غير أنها توقعت أن يتقلص إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة، معتبرة أنه مع انحسار أنشطة الحفر هناك بسبب ارتفاع التكاليف واحتمال استمرار انخفاض الأسعار فإنه يمكن توقع تراجع الإنتاج الأمريكي بحلول أواخر 2015. للإشارة، فقد بشّر وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة الجزائريين بخصوص انفراج محتمل لأزمة البترول، حيث صرح بأن الجزائر بلغتها أنباء (جد مشجعة) و(جد إيجابية) بخصوص مسعاها المتعلق بالتشاور والحوار إزاء تطور سوق النفط. وقال لعمامرة أمسية السبت: (بلغتنا أنباء جد مشجعة وجد إيجابية بخصوص المسعى الذي باشرته الجزائر)، موضحا أن المبادرة (لا تهدف إلى استحداث مقاربة للمنتجين مقابل المستهلكين). وبعد أن ذكر بأن سوق النفط تتوقف على العوامل الموضوعية والاقتصادية والتكنولوجية سجل السيد لعمامرة أنها تخضع كذلك لعوامل ذات طابع سياسي واستراتيجي، موضحا أن الجزائر ستستمر في العمل مع (شركائها لبلوغ هذا الاستقرار).