*دروس بيريمي في أقراص بن غبريط * * الأساتذة يستغلوننا للدروس الخصوصية والوزارة تستهزئ بنا بالسيديات * يعيش تلاميذ الأقسام النهائية في مختلف ولايات الوطن، هذه الأيام حالة من الخوف والغضب نتيجة لما آلت إليه الأمور بقطاع التربية، مع اشتداد الصراع بين النقابات ووزارة التربية، ما جعلهم يطلقون صرخة يناشدون بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من أجل التدخل لإنصافهم بعد أن تحول التعليم -حسبهم- إلى بزنسة من طرف الأساتذة و(استهزاء) من طرف الوزارة التي لم تكلف نفسها حتى عناء التحقق من مضامين الأقراص المضغوطة التي أريد بها استدراك الوضع فتحولت إلى نكتة، وسرعان ما صارت فضيحة بعد اكتشاف دروس (بيريمي) في أقراص بن غبريط. وعلى غرار تلاميذ ولايات أخرى، يطالبون بتدخل الرئيس بوتفليقة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، شن صباح أمس، تلاميذ ثانوية عبد المالك رمضان باسطاوالي، في العاصمة، إضرابا رفعوا فيه شعارات (رفض الأقراص المضغوطة)، التي وزعت لهم أول أمس، والتي تحتوي على دروس لسنة 2012 لا تتناسب مع المقرر الدراسي. وعبر التلاميذ عن استيائهم البالغ من هذا القرار ما دفع بهم إلى الخروج باتجاه متقنة العقيد عميروش آيت حمودة لرفع صوت واحد والتنديد بقرار الوزارة الوصية. حيث أكد في تصريحات إعلامية، الأساتذة والتلاميذ على حد سواء، أن الدروس الموجودة في الأقراص لا تتطابق مع بكالوريا 2015، كما تحتوي على دروس لا يمكن الاطلاع عليها إلا بتوفر شبكة الأنترنيت وهو الأمر الذي أثار حفيظة التلاميذ. وأضاف المصدر ذاته، أن الأساتذة شجعوا الطلبة على الصمود في إضرابهم، بإعتبار الأقراص المضغوطة حلول تدعيمية وليست تعويضية، مشيرين إلى أن عملية توزيع الأقراص تم التخطيط لها من زمن، وإلا كيف يمكن توزيعها بين عشية وضحاها. وحسب شهود عيان، تدخلت مصالح الأمن لتفريق الاحتجاجات، أين حاولت إلى جانب مدير المؤسسة إقناع التلاميذ بالدخول ولكنهم رفضوا ذلك. قرارات الوزيرة مرفوضة.. والتعليم أصبح بزنسة و استهزاء أخبار اليوم جست نبض تلاميذ الأقسام النهائية ببومرداس، ونقلت العديد من تصريحات التلاميذ الغاضبين الذي أكدوا أنهم سيقاطعون الامتحانات لو بقيت الأمور على حالها، مؤكدين أنهم الضحية الأكبر من كل ما يجري في القطاع من تعفن منذ شهرين كاملين من الصراع. (أمينة) من أنجب تلاميذ القسم النهائي بثانوية بغلية، عبرت لنا في قولها أنها ترفض ما وصفته بمهزلة القرص المضغوط المدرج به الدروس للسنة الدراسية التي لم يتم تناولها بعد بسبب إضراب المجلس الوطني لأساتذة التعليم التقني والثانوي الكناباست ، حيث طالبت بنبرة شديدة رفضها المطلق لذلك، وطالبت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط بتحديد العتبة نظرا لعدم استكمال الدروس، كما فتحت (أمينة) النار كذلك على أساتذتهم المضربين واتهموهم، بدفعهم بشكل غير مباشر لانتهاج الدروس الخصوصية بمبالغ خيالة. وهو الأمر الذي تطرق إليه الطالب فارس، الذي بدا متخوفا على مصيرهم باعتباره الضحية الأكبر من هذا الصراع الذي دام أكثر من شهرين، بين الوصايا والنقابات، والذي قال أنه يعكس تماما التعفن الذي يعيشه القطاع بعد أن تحول التعليم في الجزائر -حسبه- إلى (تبزنيس) من طرف الأساتذة، و(استهزاء) من طرف الوزارة، بأقراصها التي تحوي -حسبهم- مادة يعود برنامجها إلى 2012، وهي مواد منتهية الصلاحية، كما أكد عبر لنا العديد مما قابلناهم عن استيائهم وسخطهم الشديدين من قرار وزارة التربية تخصيص الدروس المتبقية من البرنامج الدراسي لهذا العام في شكل أقراص مضغوطة، اعتبروها سابقة هي الأولى وهو الأمر الذي رفضه التلاميذ، وعبروا عن استيائهم من الدراسة بأيام العطلة لاستكمال الدروس، كونهم أصبحوا رهينة وضحية لسياسة الوزارة والنقابات غير المسئولة. تحديد العتبة ضرورة.. ومع استمرار الوضع الذي يشهده القطاع، صرح لنا التلاميذ أن قرار تحديد العتبة أصبح أمرا ضروريا لا رجعة فيه، مؤكدين تأييدهم لمطالب ممثليهم المنادية بتحديد عتبة دروس امتحان الباكالوريا، نتيجة التذبذب الكبير في المسار الدراسي الذي أفرز تأخرا فادحا في عملية التقدم بالدروس لأقسام المستوى النهائي، بسبب الإضراب الذي دام أكثر شهر مهددين بالخروج إلى الشارع ومساندة زملائهم الذين نظموا مسيرات متفرقة في جميع ولايات الوطن، فيما وجه هؤلاء نداء استغاثة للرئيس بوتفليقة على لسان إحدى الطالبات بثانوية بغلية ببومرداس، أن ينقذهم من هذه المعضلة التي وجدوا أنفسهم ضحية فيها، والتدخل الفوري لإنصافهم وإعادة الأمور إلى حالها باعتباره المسؤول الأول على البلاد ونجاح أبنائها.