* لا تُصدّقوا أدعياء السياسة * صحة المواطنين خط أحمر* فتح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، يوم الخميس، النار على (الخلاطين)، أصحاب (سياسة الأرض المحروقة) الذين لا يهمهم شيء قدر الوصول إلى السلطة، وهم مستعدون لحرق الجزائر لتحقيق أهدافهم، وأوصى بوتفليقة المواطنين بأن لا يصدقوا ادعاءات (أدعياء السياسة) الذين يدعمهم جزء من الإعلام، موّجها، من جانب آخر، رسالة طمأنة إلى أبناء عين صالح وغيرهم من رافضي استغلال الغاز الصخري، حين أشار إلى صحة المواطنين خط أحمر. وقال رئيس الجمهورية في رسالته بمناسبة عيد النصر الموافق ل19 مارس وجهها إلى المشاركين في احتفالات عيد النصر بغرداية: أن هناك انشغالات بل توجسات تؤرقني فمن الفائدة لي ولكم أن أغتنم هذه المناسبة وأفضي لكم بها ونحن نحيي ذكرى هذا اليوم الأغر الذي بدأت بفضله الدولة الجزائرية الحديثة الدولة التي حلم بها الشهداء تخرج إلى الوجود. هذه الدولة التي جاءت لتخدم الشعب الجزائري الذي يصبح مدينا لها مقابل ذلك بصونها والدفاع عنها لأن ديمومتها لا تتأتى بإخلاد مواطناتها ومواطنيها إلى الحياد أو إلى الوقوف وقفة المتفرج في هذا الظرف الذي نرى فيه الكثيرين منا ينساقون ويا للأسف لأسباب مفتعلة باطلة إلى سقوط أخلاقي سقوط حضاري يتنافى وكل مقومات المواطنة الصادقة المسؤولة . وأضاف الرئيس في الرسالة التي قرأها نيابة عنه السيد محمد بن عمر زرهوني، المستشار لدى رئيس الجمهورية: (لما كنت من هذا الشعب ونذرت حياتي لخدمته ومقاسمته سراءه وضراءه يملي علي الضمير والمنصب، حيث بوّأني بمحض اختياره أن أصارحكم وأقول لكم إنني متوجس خيفة مما قد يقدم عليه من منكرات أناس من بني جلدتنا اعترتهم نزعة خطيرة إلى اعتماد سياسة الأرض المحروقة في مسعاهم إلى الوصول إلى حكم البلاد حتى ولو كان ذلك على أنقاض دولتنا وأشلاء شعبنا. إنني أرى جموعا من أدعياء السياسة تعمد صباح مساء إلى بث الخوف والإحباط في نفوس أبناء هذا الشعب وبناته وإلى هد ثقتهم في الحاضر والمستقبل). وأشار بوتفليقة إلى أن (أراجيف أدعياء السياسة) (لم تنطل ولن تنطلي على هذا الشعب الأبي الأريب الذي يمقت الشر ومن يتعاطاه ولا يروم سوى الخروج مما بقي من تخلفه بتحويل طاقة شبابه كل شبابه إلى حراك وطني شامل عارم يبني ولا يهدم). نداء الرئيس لسكان الجنوب وجه رئيس الجمهورية رسالة قوية لسكان الجنوب داعيا إياهم إلى التكتل من أجل رص بنيان الجبهة الداخلية والحفاظ على وحدة الأمة والتجند حول الدولة الوطنية الحريصة كل الحرص على مصالح جميع الجزائريين بدون أي تمييز. وأتاح الاحتفال بعيد النصر بغرداية هذا العام للرئيس بوتفليقة فرصة التطرق إلى الوضع الداخلي لاسيما في الجنوب الذي شهد -كما قال- شأنه في ذلك شأن مناطق أخرى من الوطن صعوبات نجمت عن تضافر وضعين تولد أولهما عن المشاكل المترتبة عن إدارة مختلف الجبهات (...) من أجل تسريع وتيرة تنمية البلاد وترتب ثانيهما عن التوتر الذي تسببت فيه في الآن نفسه تلك الأحداث التي شهدتها المنطقة والقيود التي فرضتها عولمة كاسحة . وتعد الآلام التي نالت مدينة غرداية واستمرار الاحتجاجات بعين صالح ضد الغاز الصخري رغم كل ما تلقوه من تطمينات ومحاولات التفرقة والتهجم على الدولة وتهديد وحدة الأمة من بين الانشغالات بل التوجسات التي أفضى بها رئيس الجمهورية بكل صراحة. وأشار الرئيس بوتفليقة إلى أنه بعد ما ناب غرداية من الأيام ونالها من الآلام ما نالها ل تعود إلى سابق عهدها من الأمن والأمان والطمأنينة ظهرت بعين صالح محاولات للتفرقة. واعتبر رئيس الدولة أن هذه المحاولات ترمي إلى جعل البعض ينساق إلى الوقوف موقف الإرتياب والتشكيك بهدف الكيد إلى دولة بلاده. وقال الرئيس بوتفليقة أنه يعز عليه أن يرى البعض من أبناء المنطقة يستدرج إلى الكيد إلى دولة بلاده و البعض الآخر ينساق إلى الوقوف موقف الإرتياب والتشكيك في إخلاص قادة دولتهم ونزاهتهم داعيا سكان عين صالح ترجيح الحكمة وتحكيم العقل فالحفاظ على صحة المواطنين وعلى البيئة التي يعيشون فيها -كما قال- خط أحمر لا يمكن للدولة أو غيرها تجاوزه . كما طمأن رئيس الجمهورية مواطني مناطق الجنوب والهضاب العليا بأن التقسيم الإداري الجديد الذي أعلن عنه مؤخرا سينفذ فور الفراغ من الإجراءات التنظيمية، موضحا: هناك أمر أثار خلال الأيام الأخيرة بعض التساؤلات وأعني به التقسيم الإداري الجديد المزمع إجراؤه في مناطق الجنوب والهضاب العليا. لا بد لي أن أطمئن المواطنات والمواطنين بأن ما تم إعلانه من الإجراءات سينفذ فور الفراغ قبليا من الإجراءات التنظيمية . رسالة الرئيس إلى أبناء منطقة عين صالح كما دعا رئيس الجمهورية أبناء منطقة عين صالح إلى ترجيح الحكمة وتحكيم العقل مؤكدا أن الحفاظ على صحة المواطنين وعلى البيئة التي يعيشون فيها خط أحمرلا يمكن للدولة أو غيرها أن تتجاوزه . وقال الرئيس بوتفليقة أنه يعز عليّ أن أرى البعض من أبناء المنطقة يستدرج إلى الكيد إلى دولة بلاده . وأضاف انه يعز علي ايضا أن أرى البعض الآخر ينساق إلى الوقوف موقف الإرتياب والتشكيك في إخلاص قادة دولتهم ونزاهتهم وإلى الطعن في سلامة وجدوى تدابيرهم وقراراتهم ومخططاتهم الرامية إلى تنمية البلاد برمتها . وفي هذا الشأن قال رئيس الدولة إنه يحز في نفسي ما رأيته وما لا زلت أراه من فتن رعناء تثبط عزائم أولئك العاملين ليل نهار من أجل سعادة الشعب كله وعزة الجزائر وسؤددها . وخاطب رئيس الدولة سكان المنطقة موضحا إن فيكم نخوة تأبى على الوطن الضيم وإباء لا يرضى الهوان ولا الوقوع في براثن من يتربصون به الدوائر إن دبت بين أبنائه الفرقة واستشرى فيهم الانقسام . إنه ليحذوني عميق اليقين من أننا --يضيف الرئيس بوتفليقة --سنتخطى كلنا جميعا في كنف الأخوة التي لم نتنكر لها أبدا والتي تزداد قوة يوما بعد يوم.. كافة الصعوبات التي قد تعترض سبيل مسيرتنا المشتركة صوب التقدم والرفاه الذي يعم نفعه المجموعة الوطنية قاطبة . لا تخافوا استكشاف الغاز الصخري جدد رئيس الجمهورية التأكيد على إرادة السلطات العمومية في مواصلة استكشاف قدرات البلاد من مصادر الطاقة غير التقليدية الضرورية لتنمية البلاد على المدى الطويل لكن دون الإضرار بمصالح وصحة سكان المناطق المعنية. وأوضح رئيس الجمهورية أن عمليات استكشاف الغاز الصخري الجارية في منطقة عين صالح حيث لازالت الاحتجاجات على المشروع مستمرة ستتم حتى النهاية مع الالتزام بعدم الإضرار بالتوازنات الطبيعية ولا بأمن المواطنين . وبعبارة أخرى -يضيف الرئيس بوتفليقة- فإن استغلال هذه الثروات الطبيعة الوطنية الضرورية للأمن الطاقوي للبلاد لن يتم إلا عندما يتم توفير جميع الشروط والضمانات الأمنية الكاملة للمواطن وبيئته الطبيعية. وكان رئيس الدولة قد طلب بفتح نقاش واسع يشرك جميع القوى الحية والكفاءات في هذا البلد من اجل توضيح الرهانات الاقتصادية والإستراتيجية والأمنية التي تواجهها الجزائر ودور الطاقة في التحديات التي تنتظرها في عالم متغير والمعطيات التي يجب التكيف معها. صحة وبيئة المواطن خط أحمر قال الرئيس بوتفليقة أن المحافظة على صحة المواطنين وبيئتهم يعد خطا احمر لا يمكن للدولة ولا لأي طرف آخر أن يتخطاه وهي الجملة التي أخذت شكل التزام رسمي من الدولة أمام شكوك ومخاوف السكان الذين دعاهم بهذه المناسبة إلى (التحلي بالحكمة) و(تغليب العقل) كما قال. كما ذكر رئيس الجمهورية في هذا الصدد بان تلك المناطق الصحراوية لا يمكن اعتبارها مجرد خزان للمواد الطاقوية وإنما جزء لا يتجزأ من البلاد لها مكانتها لدى جميع الأمة وتمكينهم أكثر من أي وقت مضى من البرامج التنموية التي ترقى لمكانتها وأهميتها في الإستراتيجية التنموية المتوازنة للجزائر. وعلى غرار مناطق أخرى من الجنوب والهضاب العليا التي استفادت مؤخرا من برنامج خاص فان عين صالح -يؤكد رئيس الدولة- ستستفيد من تدابير ومخططات موجهة لتحسين الظروف المعيشية لسكانها وتحقيق تغير نوعي يرتقي بهم إلى مستوى من التطور يضاهي ذلكم السائد في شمال البلاد . كما أعلن الرئيس بوتفليقة بأن التقسيم الإداري الجديد لمناطق الجنوب كأداة لتسريع التنمية سينفذ فور الفراغ قبليا من الإجراءات الإدارية. ونفس العزم يحدو الدولة -يقول رئيس الجمهورية- للبحث عن التوافقات الضرورية من اجل إرساء الثقة كلما كانت مهددة وذلك في معرض تطرقه للأحداث التي تعرفها منطقة غرداية مرحليا حيث يجب -كما قال- إعادة الهدوء وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. الرئيس يحيي الجيش وكافة أسلاك الأمن حيّى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الجيش الوطني الشعبي وكافة أسلاك الأمن (الذين يدافعون عن حمى الجزائر رابضين على كل حدودها) ويعملون على إجتثاث آفة الإرهاب المقيت. وقال الرئيس بوتفليقة في مثل هذه المناسبة، تجب التحية لكل من هم جديرون بها من خدمة الدولة بمؤسساتها وإداراتها، وإلى رجال الجيش الوطني الشعبي الأشاوس، إلى ضباطه وصف ضباطه وجنوده البواسل وكافة أسلاك الأمن الذين يدافعون عن حمى الجزائر رابضين على كل حدودها، وإلى الذين يجوبون منهم أوعار هذا الوطن وسهوله من أجل إجتثاث الإرهاب المقيت من جذوره وقطع شأفته . وأضاف الرئيس بوتفليقة قائلا: و التحية تجب، أيضا، في هذا المقام، إلى كل أعوان الدولة في جميع القطاعات الذين يسهرون على بنائها وترقية إقتصادها و مصلحة شعبها . كما حيا رئيس الجمهورية كافة المواطنات والمواطنين الذين يدلون بدلوهم، بما يتحلون به من إخلاص وتوثب، ومن وعي بالتحديات التي لا بد لبلادنا من مغالبتها، في تنشيط مسارها التنموي على جميع الصعد وفي ازدهارها . وقف إطلاق النار ليس هدية من فرنسا وعازمون على مواصلة رسالة الشهداء أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إن إعلان وقف القتال بين الجزائروفرنسا في 19 مارس 1962 (تم افتكاكه بقوة السلاح وإصرار جماهير شعبنا على الصمود ورفضها البقاء تحت السيطرة الاستعمارية). وقال الرئيس بوتفليقة إن إعلان وقف القتال جاء غلابا وتم افتكاكه بقوة السلاح وإصرار جماهير شعبنا، مضيفا: جاء النصر بعد أن قدم الشعب الجزائري ثمنا غاليا قوامه قوافل من الشهداء والآلاف من الأرامل والأيتام ومئات الآلاف من السجناء والمعتقلين والمعطوبين فضلا عن تدمير الآلاف من القرى والمداشر وتخريب ممتلكات أبناء الشعب الجزائري ونهبها . كما أكد الرئيس بوتفليقة عزم الجزائر وتصميمها على مواصلة رسالة الشهداء، مشيرا إلى أنها ستتذكر تلك المواقف في ظرف تمضي فيه قدما في سائر المجالات . وقال الرئيس بوتفليقة: سنتذكر، اليوم، تلك المواقف في ظرف تمضي فيه الجزائر قدما في سائر المجالات، سواء في الوعي الوطني الرصين وترسيخ المواطنة أو في تكريس السلم والمصالحة الوطنية وتثبيت الثقة وتجسيد طموحات شعبنا من خلال البرامج الإنمائية . وأضاف قائلا: (إنه موعد نؤكد فيه عزمنا وتصميمنا على مواصلة رسالة الشهداء، رسالة نوفمبر، ونحن بصدد الاحتفال المخلد للذكرى الستين لاندلاع ثورتنا المجيدة خلال هذه السنة كلها). وفي ذات السياق، أوضح الرئيس بوتفليقة أنه لا مندوحة لنا مواصلة هذه الرسالة، عن فعل ما ننطق به حين ننشد نشيدنا الوطني الخالد (...))، علما أن كتابة التاريخ فرض عين ومهمة حيوية للغاية، وأن رواية وقائعه من قبل الذين صنعوه أو عايشوه لا تحتمل التأجيل أو التسويف).