وجهت الولاياتالمتحدةالأمريكية تحذيرا خاصا للجزائر من مغبة وقوعها تحت طائلة تهديدات إرهابية جديدة، بالنظر إلى ما يجري في جارتيها ليبيا وتونس. جاء التحذير الأمريكي على لسان السفيرة الأمريكية ببلادنا جوان بولا شيك التي قالت إن الجزائر باتت في مواجهة خطر الإرهاب تأثرا بالوضع الأمني في ليبيا وتونس. وأشارت بولاشيك في حوار مع الموقع الأمريكي (دبليو توب) نشر أمس الثلاثاء إلى التعاون الجزائري مع الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب، لا سيما في سياق التعامل مع (نحو 20 ألف مقاتل من 90 دولة انخرطوا في التنظيمات المتشددة، الآلاف منهم من دول غربية منها الولاياتالمتحدة، الأمر الذي يجعل من قضية عودتهم وإمكانية إعادة تشكيلهم خطرا على الدول التي انطلقوا منها يحتم توثيق التعاون مع الدول الشريكة في التصدي للإرهاب)، ووصفت بولاشيك الجزائر ب (الشريك المهم). وتابعت السفيرة أن (المتأمل في الأحداث التي وقعت يعرف جيدا كيف تطور الإرهاب على صعيد أعداد عناصره ونوعيتهم)، كما أكدت أن الجيش الجزائري الأفضل في المنطقة نتيجة الخبرة التي اكتسبها في مواجهة الإرهاب، إضافة إلى تواجده على رقعة جغرافية واسعة من التراب الجزائري. وأشارت المسؤولة الأمريكية إلى تواجدها في الجزائر قائلة: (صحيح أن التواجد بالجزائر يستلزم التزام الحذر من كل ما يحيط بنا، لكن العناية التي نلقاها من طرف الحكومة، التي هي حذرة من الخطر نفسه وتتقاسم معنا المعلومات يجعل الأمور على ما يرام). ومن الواضح أن الجزائر ليست بحاجة إلى أمريكا لتدرك حجم التهديدات والمخاطر الإرهابية التي تتربص بها، حيث قال الوزير المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل يوم الثلاثاء إن التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل تبعث على القلق بسبب توسع رقعة العمليات الإرهابية الشنيعة التي ترتكبها جماعة (بوكو حرام) الإرهابية في دول الساحل. وحذر مساهل في كلمته لدى افتتاح الجمعية العامة لمجموعة العمل المخصصة لتعزيز قدرات مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل التي ترأسها مناصفة الجزائر وكندا من أن (هذا الخطر يؤثر على أمن واستقرار العديد من البلدان)، موضحا أن هذه التهديدات (تدعو إلى تعاون إقليمي ودولي وثيق وملموس من طرف المجموعة الدولية لدعم جهود الاتحاد الإفريقي وبلدان المنطقة في مكافحة هذه الجماعة الإرهابية)، واعتبر أن كل بلد قد يكون اليوم (مسرحا وهدفا للتهديد الإرهابي والأعمال الإجرامية) وأنه (لا أحد في منأى عن أهداف هذه المجموعات)، وأشار إلى أن التعبئة الدولية ضد هذه الظاهرة (تعززت مما يسمح اليوم بمقاربة تستهدف هذه الآفة وتفرعاتها)، مضيفا أنه تم إحراز تقدم من حيث الفهم المشترك لبعض عوامل هذا التهديد على غرار منابع تمويل الإرهاب وفروع التجنيد في الجماعات الإرهابية. وبخصوص تأمين الحدود ورصد المعلومات وتبادلها فيما بين البلدان أكد مساهل (ارتياح) الجزائر لهذه المسألة، ملحا على ضرورة ترجمة ذلك في برامج وأدوات ناجعة للتعاون الثنائي والإقليمي والدولي.، وواصل قائلا إن (الجزائر تجدد سعيها في حل الأزمات في دول الجوار بطرق سلمية وعن طريق حلول سياسية بواسطة التفاوض والحوار لأن الحوار يضيف ما من شأنه حرمان الجماعات الإرهابية من البيئة الفوضوية التي تبحث عنها)، موضحا أن الحلول السياسية التفاوضية للنزاعات والأزمات في الساحل وسوريا وليبيا وغيرها ستساهم في تعزيز مكافحة الإرهاب. وحول أعمال الجمعية العامة لمجموعة العمل حول تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل التي تحتضنها الجزائر على مدار يومين قال مساهل إن الاجتماع يعرف مشاركة حوالي 30 بلداً ومنظمة دولية. وأَضاف المسؤول أن هذا الاجتماع يندرج في إطار المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، خاصة وأن الجزائر بذلت مجهودات من أجل تفعيل الحوار المباشر على مستوى القارة الإفريقية وعلى الصعيد الدولي ، لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود وتأمين المناطق الحدودية وضمان استقرارها.