* تزيد من آفة الازدحام وتهدد السلامة المرورية في الوقت الذي أصبحت فيه الجزائر تسعى للمضي قدما في مظاهر الحضارة والازدهار العمراني، ووسط الطرق الكثيرة التي تتقاطع في قلب العاصمة، يضيع الناس اليوم في سيل المركبات المتلاطم، فقد سجل سوء التخطيط في حركة المرور لاسيما على مستوى مفترقات شوارع العاصمة الفرعية والرئيسية والسريعة بسبب الافتقار للإشارات المرورية. ولم يتوقف سوء التنظيم عند هذا الحد، بل جاء ليضيف تهميشا آخر من خلال تراجع خدمات السلامة المرورية بشكل غير مسبوق. حسيبة موزاوي من يزور العاصمة، سيلفت نظره مظهر مصابيح الإشارات الضوئية، التي أغمضت عيونها في مشهد يثير التساؤل عن هذا الإهمال الكبير الذي أصاب هذه الخدمة التي تعد مظهرا حضارياً وجزءا مهما من أدوات السلامة المرورية، فالبرغم من اعتماد أغلب دول العالم على نظام الإشارات الضوئية لتجنب الازدحام واختناق حركة المرور، تبقى الجزائر متأخرة خاصة في العاصمة رغم الارتفاع الكبير لعدد المركبات، حيث يوجد أقل من 100 إشارة مرور ضوئية في شوارع العاصمة وإن وجدت تصاب بأعطاب تقنية في ظل غياب مخطط مروري لائق، الأمر الذي جعل المواطن لا يولي أهمية لها، كما جعل الكثير من الخبراء في مجال السلامة المرورية وممثلي منظمات وجمعيات المجتمع المدني يطرحون أكثر من سؤال عن سبب عدم تفعيل هذه التكنولوجيا في تنظيم سير الطرقات. مفترقات الطرق تتحوّل إلى كابوس من جهته السائق الجزائري يشتكي من الازدحام الخانق في مفترقات الطرق باعتبار الاختلاف الحاصل بين العمل اليدوي والعمل الآلي لتبقى الإشارات الضوئية الذكية من بين آخر الطرق والوسائل التي تسهل سير حركة المرور في الدول المتقدمة والتي يمكن الاعتماد عليها، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة لإرشاد السائقين وتوجيههم للاتجاه الصحيح واللازم، بعدما أضحت مفترقات الطرق كابوسا يرعب الجزائريين، ونقاطا سوداء كثيرة تعيق سير المركبات يوميا بتعطيلهم عن العمل والدراسة، وكأنها قدر محتوم على السائق الجزائري، ففي الكثير من البلديات في الجزائر عامة اقترن اسمها بطوابير طويلة من الانتظار بالسيارات والتي وإن انتهت المعاناة بها إلا واصطدم المواطن بحالة جديدة من الازدحام، معاناة يومية تلاحق وشبح حقيقي يلاحق السائق الجزائري والسلطات المحلية تعد بالحلول. سائقون يشتكون غياب الإشارات من هذا المنطلق نزلت (أخبار اليوم) إلى طرقات الجزائر العاصمة لرصد آراء الشعب الجزائري، حيث كانت تقريبا كلها آراء تعبر عن استياء وغضب، حيث أشار (بدر الدين) إلى أن هناك أماكن تتواجد بها إشارات المرور كقلب العاصمة، غير أننا لو خرجنا عن العاصمة ولو بقليل نجد انعداما تاما لها وفي غالب الأحيان حتى الشرطة تكون غائبة، في هذه الحالة يجد السائق نفسه أمام مهارته فقط في السياقة، خاصة بالنسبة للمتحصلين على شهادة سياقة جديدة يصعب عليهم قانون المرور ولذا نقع في مشكل أن الكل يريد أن يعبر هو الأول لنقع في مشكل أكبر وهو غلق الطريق ولا أحد يمر، أما (كمال) فقد قال بصريح العبارة (أصبحنا نفكر كلما خرجنا من المنزل صباحا من أي طريق نعبر ونحسب حسابات لكي نتفادى مشكل الازدحام، خاصة في المساء وقت خروج العاملين، الأمر الذي يحدث أزمة حادة واختناقا كبيرا بسبب انعدام إشارات المرور ضف إلى ذلك الوضعية الكارثية التي آلت إليها الطرقات من حفر ومطبات خاصة في فصل الشتاء، فيوم تتهاطل الأمطار تكون المعاناة). وعود بتنظيم 500 مفترق فيما ذهب السيد (محمد) إلى ضرورة توفير الأضواء الذكية، هذه الأخيرة تشعر بوجود السيارات حسب الثقل وحسب الطابور وتبرمج بين الضوءين هذا بالنسبة للمفترق الواحد، كما أشار إلى أنه يجب التنسيق بين المفترقات، ليضيف هذا يرجع إلى السلطات المعنية كمؤسسة المرور والنقل الحضاري ومديرية النقل الذين سبق لهم وأن وعدوا بتنظيم 500 مفترق، لكن مرت السنوات ولم تتحقق هذه الوعود التي بقيت حبيسة الأدراج، كما طالب بإنشاء مصلحة خاصة ليكون هناك تصحيح للأعطاب. ليبقى المخطط المروري الجديد الذي تسعى السلطات المحلية لتجسيده لتقليل الضغط من خلال إضافة 500 إشارة ضوئية جديدة في مفترقات حبرا على ورق مذ عدة سنوات ولم يطبق إلى حد الساعة في ظل التزايد المستمر للسيارات.