لم تعد تفصلنا إلا أيام قلائل عن بداية تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ل2015، وقد وضعت الدولة الجزائرية ميزانية ضخمة من أجل إنجاح هذه التظاهرة التي ستعرف حضورا مميزا لأبرز الوجوه الفنية العربية وحتى الأجنبية، ومن هذه الوجوه التي شاع في الأيام الأخيرة أنها في مسودة قائمة المدعوين (أنريكو ماسياس) الفنان الفرنسي صاحب الأصول اليهودية، والذي ولد في قسنطينة إبان الثورة التحريرية، إلا أن هذا الفنان منبوذ من طرف الجزائريين لأنه يهودي لذلك فهو ممنوع من الدخول إلى الجزائر، ولكن خبر احتمال تواجده في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية أثار الكثير من الجدل. عتيقة مغوفل ورد في العديد من وسائل الإعلام وفي مناسبات عديدة أن العديد من الأطراف رفضت دخول المطرب الفرنسي أنريكو ماسياس إلى الجزائر، والسبب معروف وهو أصوله اليهودية التي يفتخر بها في كل مرة، ولكن تسربت بعض الأخبار تقول إن هناك بعض الفنانين من اقترحوا اسم أنريكو ماسياس في مسودة قائمة المدعوين للتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، لذلك نزلت (أخبار اليوم) إلى الشارع من أجل رصد آراء المواطنين حول الموضوع. حضور اليهودي ماسياس يدنس أرضنا الطاهرة تجولنا ببعض شوارع العاصمة الجزائرية وذلك حتى نتمكن من لقاء أكبر قدر ممكن من الأشخاص، وسؤالهم عن رأيهم في احتمال زيارة أنريكو ماسياس إلى الجزائر في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية سنة 2015، وكان أول من قابلناه وطرحنا عليه سؤالنا (إسلام) شاب يبلغ من العمر 25 ربيعا، طالب جامعي بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار حين أخبرناه عن الخبر الذي يتداول هنا وهناك أبدى تعجبه وغضبه في نفس الوقت مما سمعه، ولكن ورغم أن الخبر غير أكيد إلا أن الأمر حز في نفس (إسلام) كثيرا وعبر لنا عن ذلك بقوله إنه سيثأر لرسول لله إن زار ماسياس الجزائر فعلا، فحسبه هو الوقت المناسب للرد عن الهجمة المسعورة لمجلة شارلي إيبدو ضد نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كلام إسلام جعلنا نطرح عليه سؤالا آخر عن الطريقة التي سيرد بها من خلال ماسياس، فقال إنه سيكون أول من سيستقبل ماسياس في المطار والطلب منه الرحيل من حيث جاء لأنه شخص مرفوض في بلاد مسلمة، بل أبعد من ذلك سنقوم بتنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة الفرنسية للمطالبة بأخذ مواطنها الدنيء من أرض طاهرة مسلمة لأن وجود ماسياس فيها سيدنسها بالتأكيد. تنظيم مظاهرات حاشدة في حال حضور ماسياس بعد أن تركنا (إسلام) التقينا بسيد علي البالغ من العمر 37 ربيعا يعمل سائق أجرة، وفي خضم الحديث الذي جمعنا به بينما كنا راكبين معه حتى ينقلنا إلى مقر عملنا، طرحنا عليه فكرة احتمال زيارة أنريكو ماسياس إلى الجزائر في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وخصوصا وأن هذا الأخير من مواليد سنة 1938 بمدينة قسنطينة، وأنه يعتبر نفسه من أصول جزائرية ويحق له أن يزور البلد الذي ولد فيه متى يشاء، إلا أن ملامح الغضب ظهرت على سيدعلي بعد سماع الكلام الذي قلناه ليبدي بعدها رفضه الشديد لهذه الفكرة وأنه واحد من الناس الذين سيعارضون بشدة فكرة زيارة ماسياس للجزائر، حتى ولو تطلب ذلك عمل المستحيل لأن في هذا جرح لكرامة الجزائريين والعرب ككل، وذلك نظرا للتصريحات العديدة لأنريكو ماسياس الذي كان يفتخر في كل مرة بأصوله اليهودية ورغم أنه يؤمن بأن الشعب الفلسطيني مظلوم، ولكنه يساند دوما بني جلدته من اليهود، لذلك قال سيدعلي إنه سيخرج في مظاهرات حاشدة وسيحاول تعبئة أكبر قدر ممكن من الناس للتعبير عن رفضهم الصريح والقاطع لزيارة هذا الصهيوني للجزائر. بعد الكلام الذي سمعناه من المواطنين أردنا أن نقطع الشك باليقين، لذلك حاولت (أخبار اليوم) ربط اتصالات كثيرة بوزارة الثقافة من أجل التحقق من مدى صحة المعلومة من عدمها، ولكن لا حياة لمن تنادي فلم نتلق أي رد عن اتصالاتنا.