خيانة... فضائح وكشف للخصوصيات * ظواهر سلبية تلحقه وتلغي إيجابياته يعد الفايسبوك من أكبر الوسائل التي تساهم في شرح الأفكار والمبادئ، ويمنح مساحات للحوار وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا الوطنية منها والعالمية بحرية تامة دون وجود مقص الرقابة، حيث وجد الكثير من الأشخاص فيه ضالتهم خاصة فيما يتعلق بتسهيل عملية التواصل مع مختلف شرائح المجتمع باعتباره مصدرا هاما للمعلومات والقضايا التي هي محل بحث واهتمام بالنسبة لهم كفضاء للتواصل في حياتهم العملية. حسيبة موزاوي أضحى الفيايسبوك لا يخلو من السلبيات فالظاهر يبين وجود أفراد استطاعوا أن يجعلوا من ذلك الموقع وسيلة لتمرير توجهات سلبية، حيث يمكنه أن يتحول إلى مجال للتحريض والمساس بكرامة وخصوصيات الآخرين. من هذا المنطلق حاولت (أخبار اليوم) رصد بعض التطلعات في الشارع بعد أن مرت بضع سنوات على خوض الجزائريين لتجربة الاشتراك في هذا الموقع، وانتشار المخاوف حول معرفة انطباعات البعض بخصوصه ومدى تخوفهم من إمكانية سوء استخدامه في نشر صورهم وبعض البيانات الشخصية أو تسرب ما يدلون به من معلومات. فضح وكشف للخصوصيات وفي هذا الصدد تقول السيدة (م. س) أم لطفلة إن الحديث عن (الفايسبوك) عبر مختلف وسائل الإعلام دفعني لأخوض تجربة التواصل عن طريق الاشتراك في هذا الموقع الجديد، وبناء عليه وضعت بعض البيانات الشخصية الخاصة بي على غرار الصورة ورقم الهاتف النقال.. امتلكتني السعادة في البداية كون هذا المولود الجديد سمح لي بالتواصل مع الأصدقاء القدامى، لكن سرعان ما أخذت المشاكل تشق طريقها نحوي بسبب رقم الهاتف الذي جعلني عرضة لسلسلة من المضايقات من طرف الأشخاص الذين كنت أتواصل معهم عن طريق هذه التقنية، ولذلك سحبت الصورة وبعض البيانات الشخصية، ثم سرعان ما ألغيت الاشتراك في الفايسبوك نهائيا لتأكدي بعدم جدواه. من وجهة نظر محمد وهو شخص منطلق، ويحب التعرف على كل جديد في الحياة، يعد (الفايسبوك) في المجمل وسيلة راقية جدا للمعرفة، فهو يرجع لنوع الهدف الذي يدخل من أجله الشخص إلى (الفايس بوك) فهناك دائما أهداف سامية وأخرى متدنية والباقي معروف. أما نورة فتقول إن هذا الموقع الاجتماعي عرّضها إلى العديد من المضايقات والابتزاز بسبب نشر صورها وبعض البيانات الخاصة. من جهتها ترى الآنسة (ب. ت) خريجة معهد العلوم السياسية أن هذا الموقع يساعدها كثيرا في عملها، حيث مكنها من التواصل مع عدد كبير من المثقفين والاستفادة من أفكارهم وخبراتهم، إلا أنها تعرفت من ناحية أخرى على أشخاص من باب الصداقة، لكن هذه الأخيرة كثيرا ما يعتبرها المشتركون الذين يتواصلون معها افتراضية، في حين تأمل هي في ربط علاقات صداقة حقيقية ومتينة، وتقول (بعض الناس يتعاملون مع الموقع على أنه فضاء حر للتصريح بما يريدونه للآخرين بعيدا عن الجدية في التعامل، مما يصيبني في كثير من الأحيان بخيبات أمل، ولحسن الحظ لست من الأشخاص الذين يؤيدون فكرة نشر تفاصيل الحياة الخاصة لأنه لا مجال للثقة في هذا الموقع. عالم افتراضي يبعد عن الواقع ومن جهتها، تحدثت أمينة بلفارس أخصائية في علم النفس الاجتماعي عن موقع (الفايسبوك) كوسيلة للتعارف وتبادل المعلومات والأفكار، وكل ما هو إيجابي حسبما تروج له الشركات العالمية، إلا أن هناك من يسيء استخدام هذه التقنية ويسخرها لأغراض دنيئة. كما أشارت أمينة بلفارس إلى النمط العام للمبالغة في استخدام الفايسبوك ما يعطي احتمالية الإدمان عليه، لأنَّ الشخص في البداية يكون منبهرا بما يقوم به في كل شيء أي حاجة الشخص إلى نيل الإعجاب والتقدير والإحساس المبالغ فيه بالأهمية لبناء المئات من العلاقات السطحية والفارغة، والأهم من ذلك مكنت هذه الشبكة بشكل عام المستخدم من التحكم بالطريقة التي يرغب في أن يقدم نفسه فيها وفي رد فعل نظرائه والمستخدمين الآخرين لهذه الشبكة التي يرغب بمشاركتها معهم، موضحة أن التفاعل عبر صفحات الفايس بوك تسبب فيما بعد الكثير من الكآبة ولكنه سرعان ما سيكتشف الجميع أن هذا العالم وهمي، وسرعان ما سيعرف المستخدم أن ما يمر به هو حالة وهمية من التفاعل. وترى الأخصائية أن على الشبان استغلال تقنية الفايس بوك وكل التقنيات الحديثة من أجل تنمية الأفكار وتبادل الآراء، وكل ما يساعدهم على خوض غمار الحياة وليس العكس.