خلص القائمون على الملتقى الولائي الثالث حول نجدة التربية الذي نظم من قِبل الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين إلى عدة توصيات هامة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في القطاع قصد النهوض به وتحسين مستوى نتائج المنظومة التربوية وإعطاء تصور حقيقي لبناء مدرسة جزائرية أصلية يتلقى فيها الأبناء تعليما جيدا، حيث أكد جميع المشاركون في الملتقى على ضرورة السعي للرقي بالمدرسة لجعلها مرتبطة بالقيَّم والأصالة وتمحيص الأخطاء الموجودة في قطاع التربية وتبنّي مشروع وطني جاد والعودة بهيكلة التعليم الإلزامي لمدة 10 سنوات، كما ألحوا على أهمية فتح حوار وطني جاد ومسؤول حول الكتاب المدرسي ومراجعته من جميع النواحي بدءا من الإخراج إلى المحتوى والمضامين، وتفعيل مشروع الجامعة الصيفية التي بقي مشروعا وهميا ينتظر التجسيد منذ السنين. كما قدم القائمون توصية بإعادة تأهيل المعلّم وتكوينه علميا وبيداغوجيا وذلك بإعادة فتح المعاهد التكنولوجية للتربية ومراجعة طرق التقويم المدرسي والعمل على تكثيف الملتقيات التربوية وتفعيل الشراكة مع الهيئات والجمعيات ذات الاختصاص وأخذ التجارب، مؤكدين على طبيعة إدراج التخصص في الابتدائي وتخفيض ساعات الحجم الساعي لأستاذ المدرسة الابتدائية. واكتفى الأساتذة المشاركون بوضع توصيات تُعنى بإصلاح وضع القطاع محليا، منها إجراء إصلاحات عميقة وشاملة على مستوى مديرية التربية باختيار إطارات ذات كفاءة ونزاهة عاليتين، وكذا تجنب ازدواجية المهمة والتكليف المدير والمقتصد بتسيير أكثر من كمؤسسة وتوفير التأطير التربوي والإداري بالحجم الكافي من أجل تغطية العجز في بعض الأسلاك وخاصة مستشاري التربية والتوجيه والمفتشين. كما نوه الحضور بأهمية التكفل بالحل العاجل لمشاكل وانشغالات جميع عمال التربية في آجالها، وكذا اِلتزام العدالة والنزاهة في إعداد الخارطة التربوية والحركة النقلية والتقيد بقرارات اللجان المتساوية الأعضاء، في حين شددوا في خضم التوصيات على ضرورة رسكلة الإطارات التربوية للمدراء والمفتشين وإبرام عقود نجاعة بين مختلف القطاعات التي لها علاقة بقطاع التربية وإعادة بعث المنافسات الثقافية بين المؤسسات التربوية. كما تضمنت التوصيات التي خلص إليها المشاركون من الناحية التربوية فتح المؤسسات طيلة أيام الأسبوع لتقديم دروس للتلاميذ والعمل للقضاء على الاكتظاظ داخل الأقسام وتنظيم أولمبياد تربوي وإنشاء إذاعات محلية ونوادي داخل المؤسسات التربوية. هذا، وقد أشار الأساتذة إلى توحيد الامتحانات التجريبية للفصل الثالث في جميع المؤسسات التربوية بالولاية والعمل على فصل الذكور عت الإناث، مع اختيار مؤسسات نموذجية لهذه التجربة على غرار ما هو واقع بالعاصمة وولاية المدية. كما أجمع المشاركون على أهمية ترقية الملتقى الولائي إلى ملتقى وطني أو جهوي ابتداء من السنة القادمة وتفعيل صندوق خاص بالملتقى مفتوح لمساهمة كل الفاعلين من تربويين ورجال أعمال ومؤسسات خاصة. كما نوه المشاركون بأن جل توصيات الملتقيين السابقين لم تتجسد على أرض الواقع، مما نتج عنه نتائج وخيمة على المستوى التربوي.