كشف الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل أمس أن الجزائر ستحتضن ندوة دولية حول ظاهرة الإرهاب وأسبابه في شهر جويلية القادم، موضحا أن مكافحة الإرهاب تعتبر من (أهم التحديات التي تواجهها دول المنطقة)، مشيرا إلى أن مكافحة هذه الظاهرة تهم كل المجتمع الدولي في مقدمته الأممالمتحدة ومجلس الأمن، سواء كان ذلك في ليبيا أو في منطقة الساحل أو في أي نقطة أخرى من العالم. قال مساهل في ندوة صحفية مناصفة مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا برنادردينو ليون في ختام الجولة الثانية من الحوار الوطني الليبي: (سنعقد ندوة دولية حول ظاهرة الإرهاب وأسبابه وكشف من يقف وراء من)، مؤكدا أن الجزائر (كانت الدولة الاولى المستهدفة من الإرهاب القادم من ليبيا)، مذكرا في هذا الصدد بالهجوم الإرهابي على المركّب الغازي لتفنتورين (عين أميناس) في جانفي 2012، مشيرا إلى وجود تنسيق لمكافحة الإرهاب بين الجزائر ومصر وتونس في إطار ما يعرف بدول الجوار، بالاضافة إلى مجهودات الأممالمتحدة والولايات المتحدةالأمريكية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية. هذا ما تحتاجه ليبيا خلال ختام الجولة الثانية من أشغال الحوار الليبي أكد عبد القادر مساهل وجود إجماع لدى الأطراف الليبية على ضرورة تشكيل (حكومة وحدة وطنية قوية) تسمح لليبيا بالمرور إلى مرحلة جديدة، قائلا: (هناك إجماع على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية قوية)، وكذا (ترتيب أوضاع الميليشيات وعدم تسليحهم واندماجهم كأفراد في الحياة السياسية والعسكرية)، مشيرا إلى أن هذا المسعى (يسمح للبلد الشقيق ليبيا بالدخول في مرحلة جديدة). وكشف مساهل عن استعداد الجزائر لاحتضان جولات أخرى من الحوار الوطني الليبي، مجددا دعم الجزائر وتضامنها مع الشعب الليبي في هذه المرحلة. وأبرز الوزير المنتدب أن الهدف من اجتماع الجزائر هو (الوصول إلى تشكيل تلك الحكومة التي تعبّر عن الدولة وهناك نقاش حول صلاحيات هذه الحكومة)، معتبرا أن تشكيل حكومة وطنية قوية بالإجماع سيسمح بمكافحة ناجعة ضد الإرهاب، مذكرا بوجود (إجماع دولي على أن الأزمة الليبية لن تحل إلا سياسيا)، حيث خلص المتحدث إلى القول إن (قضية ليبيا الآن تسلك مسارا سياسيا لحلها بطريقة سلمية عن طريق الحوار بين كل الأطراف والحساسيات الليبية) وهو أمر (هام جدا). الجزائر تنسّق مع مصر لإنهاء الأزمة في ليبيا فيما عبّر الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عن أمل الجزائر في أن توقّع الأطراف الليبية (في أقرب وقت) على اتفاق يرضي الجميع لفتح صفحة جديدة في ليبيا، قائلا إنه (سيأتي الوقت الذي توحّد فيه هذه المسارات إذا تقدمت الجهود لإيجاد حلول للأزمة الليبية)، مشيرا إلى أن الدور الذي تقوم به دول جوار ليبيا في حل الأزمة (هام وتعمل هذه الدول بالتنسيق فيما بينها وفق آلية وسيكون لها اجتماع قريبا في نجامينا بالتشاد). وردا على سؤال حول إمكانية توحيد مسارات حل أزمة ليبيا قال مساهل: (نتمنى أن توقّع الأطراف الليبية في أقرب وقت بطرابلس على اتفاق يرضي الجميع لفتح صفحة جديدة في ليبيا)، مشيرا إلى أن تعدد هذه المسارات (استراتيجية قامت بها هيئة الأممالمتحدة لأنها تضم شكلا سياسيا وشكلا خاصا بالبرلمان وآخر متعلقا بالمجتمع المدني وفيه قضايا أخرى تتعلق بالقبائل الليبية)، فيما أوضح أن الجزائر (تنسّق من أجل وضع حل سياسي للأزمة في ليبيا مع مصر، كما هناك أيضا تنسيق جزائري-مصري-إيطالي)، وذكر أن هناك (إجماعا دوليا على أن الأزمة الليبية لن تحل إلا سياسيا وعن طريق الحوار)، مؤكدا أن الجزائر كبلد جار لليبيا ملاحظ وعضو في المجموعة الدولية (يقر بوجود ديناميكية إيجابية وإرادة قوية لدى الأشقاء الليبيين للنجاح). وأشار مساهل إلى أنه (إذا نجح الليبيون سيتمكنون من دخول التاريخ لأن مهتهم هي إنقاذ ليبيا ولا مكان للإخفاق عندهم)، وأبرز أن مشاركة الأحزاب والنشطاء السياسيين الليبيين، وكذا نساء ممثلات للمجتمع المدني الليبي في الجولة الثانية من الحوار الوطني الليبي بالجزائر (تعطي أملا في الخروج من الأزمة)، مشيرا إلى أن حضور سفراء دول الجوار والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية وروسيا والصين (يعتبر دعما لهذا العمل الهادف لاستقرار ليبيا).