* هكذا رحب الاحتلال بمحاربة قائد الانقلاب للأفكار الإسلامية عبر مركز أبحاث مرموق في دولة الاحتلال، عن خشيته من أن الزمن لا يلعب لصالح السيسي وأنه في حال ظلت أوضاع مصر تحت حكمه على هذا النحو فإن فشله محقق، وهو ما ينعكس بشكل كارثي على (الأمن القومي) للاحتلال. وجاء في تقدير موقف نشره (مركر يروشليم لدراسة المجتمع والدولة)، الذي يديره دوري غولد، كبير المستشارين السياسيين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن (فشل نظام السيسي سيفجر الأوضاع ليس في مصر وحدها بل في جميع أرجاء العالم، ستحل الفوضى وستدفع دولة الاحتلال ثمناً كبيراً لقاء ذلك). ونوه التقرير الذي نشر أمس على موقع المركز إلى حقيقة أن (السيسي يدرك أن وقته محدود جداً وأن عليه أن يقدم نتائج ملموسة للشعب المصري الذين لن يمنحه وقتاً نهائياً، بل سيحاسبه في حال لم يوفر البضاعة). وشدد التقرير على أن ما يبعث على القلق هو عجز الجيش المصري عن حسم المواجهة مع عناصر تنظيم (ولاية سيناء)، على الرغم من استخدامه كل ما لديه من سلاح وضمنها طائرات (إف 16)، ومروحيات الأباتشي. وأوضح التقدير أن الجيش المصري يحاول منع عناصر (ولاية سيناء) من الوصول إلى قناة السويس ومنطقة شرم الشيخ، مشيراً إلى أن فشله في تحقيق هذا الهدف يعني توجيه ضربة اقتصادية هائلة للسيسي تقلص من قدرة نظامه على البقاء. وهاجم المركز الإدارة الأمريكية لرفضها عرض السيسي توسيع الحرب على الإرهاب - الإسلام- لتشمل ليبيا، بزعم أن ليبيا تمثل مصدر تزويد المقاتلين في سيناء وغزة بالسلاح. وهاجم المركز بقوة المنظمات الحقوقية الدولية التي انتقدت قيام الجيش المصري بتدمير المنازل في رفح المصرية، معتبراً أن هذا الإجراء تفرضه الحاجة لاستتباب الأمن والاستقرار. وحذر المركز من خطورة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في مصر، مشيراً إلى أن معدل زيادة النسمة في مصر كبير جداً، حيث يزداد عدد السكان مليونا كل ستة أشهر، محذراً من أنه لا يوجد ثمة أمل في أن يتمكن نظام السيسي من توفير مقومات الحياة لهذا العدد الكبير من الناس. وأوضح المركز أن مشاكل مصر هائلة، حيث إن معدل البطالة يصل إلى 50 بالمائة، وقطاعات واسعة من المصريين تعيش تحت خط الفقر، بالإضافة إلى حقيقة أن الأمية في مصر تصل إلى 30 بالمائة، في حين أن 10- 12 بالمائة من المصريين يعانون من أمراض مزمنة، علاوة على مظاهر الفساد والبيروقراطية. وشدد المركز على أن السيسي خاطر عندما ألغى 80 بالمائة من نسبة الدعم على السلع الرئيسة من أجل تقليص المصاريف. وقلل المركز من أهمية إعلان السيسي عن انطلاق مشاريع ضخمة، مثل إقامة مدينة جديدة، مشيراً إلى أن هناك شكوكا في أن يكون بوسع السيسي تأمين الدعم المالي اللازم. وامتدح المركز قرار نظام السيسي التخلص من الكتب الدينية التي تحث على الجهاد من المناهج التعليمية، مشيراً إلى أن السيسي جاد في القضاء على (مصادر التطرف الديني)، التي يستفيد منها (المتطرفون).