باتت قنواتنا الفضائية الخاصة تحت مجهر الحكومة، وطائلة القانون، فبعد الإنذار الذي وجهته سلطة الضبط بمجال السمعي البصري إلى قناة الجزائرية الفضائية، شدد رئيس السلطة المذكورة ميلود شرفي ضرورة احترام القوانين الوطنية المعمول بها في هذا المجال، ملمّحا إلى أن هيئته لن تتسامح مع أي خرق للنظام التشريعي، الأمر الذي يجعل بعض القنوات (في خطر). ورسم السيد ميلود شرفي خلال لقاء جمعه بالمدير العام لقناة الشروق علي فضيل، أمس، معالم خارطة طريق عمل الفضائيات الوطنية، مشددا على ضرورة الاحترام التام لمضمون القانون، وتفادي استعمال العنف اللفظي والسب والشتم في مختلف القنوات. وحسب بيان صادر عن سلطة ضبط السمعي البصري تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه، فإن شرفي تحدث خلال لقائه بمدير قناة الشروق ومجموعة من إطارات القناة عن تجنب أسلوب الإقصاء وفتح المجال أمام كل الأطياف الفكرية والسياسية في كل البرامج الحوارية أو التفاعلية داعيا إلى التحلي بالمهنية وأخلاقياتها وكذا مسؤلية العمل على ترقية الأداء الصحفي وإحترام الرأي والرأي الآخر دون تحيز إديولوجي أو تطرف ديني. شرفي أكد أيضا على أن سلطته تقدر حرية الإبداع والتعبير ولكن في حدود الأطر القانونية المنصوص عليها في قوانين الجمهورية. كما قدم رئيس سلطة الضبط جملة من الملاحظات إلى مدير قناة الشروق تتعلق بضرورة إحترام القناة للثوابت الوطنية ورموز الدولة وخصوصيات قيم المجتمع الجزائري من خلال البرامج الحوارية والإخبارية والتفاعلية. ويعد لقاء شرفي مع علي فضيل الثاني من نوعه، حيث سبق أن إلتقى رئيس سلطة الضبط مع المدير العام لقناة النهار أنيس رحماني في نهاية الأسبوع. للإشارة، فقد استدعت سلطة ضبط السمعي البصري يوم الأحد الماضي مسير القناة التلفزيونية الخاصة (الجزائرية) قرداش كريم وبلغته إنذارا شفهيا بسبب التجاوزات (المتكررة) في الحصة الأسبوعية (week end) (نهاية الأسبوع). وأفاد بيان سابق لسلطة ضبط السمعي البصري أن رئيس هذه السلطة ميلود شرفي (استدعى قرداش كريم مسير قناة الجزائرية وبلغه إنذارا شفهيا بسبب التجاوزات المتكررة في الحصة الأسبوعية week end التي تمادت في التجريح والسخرية بمس أشخاص بما فيهم أسماء رموز من الدولة ومسؤولين بارزين في مختلف هيئات ومؤسسات الجمهورية). وأكد السيد شرفي بأن هذه التجاوزات (تعد خرقا لأخلاقيات المهنة وتقع تحت طائلة قانوني الإعلام والسمعي البصري)، مبرزا أن مسعى سلطة ضبط السمعي البصري (يرمي إلى تطوير حرية الإبداع والتعبير دون ممارسة الرقابة والتضييق، لكن المهنية تقتضي احترام الأطر القانونية والأخلاقية للجمهورية). واستغل رئيس الهيئة المذكورة فرصة اللقاء لبرمجة لقاء مع مسؤولي هذه القناة في غضون هذا الأسبوع حول الوضع العام لقطاع السمعي البصري بالجزائر وطبيعة العلاقة بين السلطة والقنوات (حتى يتمكن الجميع من الالتزام بالقوانين المنظمة لسير العمل بالقطاع). ومعلوم أن الساحة الإعلامية السمعية البصرية في الجزائر تعج بعشرات القنوات الفضائية، لا يحترم بعضها قواعد وأخلاقيات المهنة الصحفية، الأمر الذي يبدو أنه عجّل بتدخل هيئة شرفي التي تتحرك هذه الأيام في كل الاتجاهات، ولا تستبعد بعض المصادر أن تشهر سيف الحجاج في وجه بعض الفضائيات التي تتخطى (الخطوط الحمراء)، وتدوس القوانين، ولا تستبعد المصادر ذاتها اللجوء إلى سحب الترخيص من بعض القنوات، أو إصدار أمر بوقف بثها في حالات معينة، ما يجعل أصحاب القنوات الفضائية مُطالبين بحذر أكبر، وفق قاعدة (حرية التعبير لا تجيز الشتائم والسباب والقذف).