من بين الأمور التي تراها بعض الأسر الجزائرية هينة، ولكنها عظيمة، أن تتهاون في أمر التفرقة بين الأبناء، او بين الذكور والبنات من أبناء الأعمام والأخوال، بل وحتى الجيران، إلى أن يقع المحظور. هو ما يحدث للأسف في بعض البيوت الجزائرية، حيث يستهين البعض بأمور مثل هذه، والتي من شانها أن تؤدي إلى وقوع كوارث واعتداءات، حيث يتركون الأبناء لوحدهم، ذكورا وإناثا دون رقابة أو حراسة، متحججين بأنهم تربوا مع بعضهم البعض، وأنهم لا يمكن أن يقع بينهم ما يريب، ولكن الحقيقة عكس ذلك، فكثيرا ما يؤدي هذا التهاون إلى الوقوع في المحظور، فإذا كنا نسمع يوميا بعلاقات مشبوهة تقع بين الإخوة وبين المحارم، فلمَ لا يقع نفس الشيء، او كيف يأمن البعض على بناتهم من الخطأ والوقوع في الرذيلة، بل ويفسحون المجال لأشخاص من المفروض أن يكونوا غرباء أن يجالسوا بناتهم، بل وينفردون مع بعضهم البعض دون أن يردعهم احد، رغم أن الله أمرنا أن نفرق حتى بين الإخوة في المضاجع، لأنّ نفس الإنسان ضعيفة، ويُمكن في أيّ وقت أن يؤدي خطا في التصرف إلى ما لا تمد عقباه، وربما يتسبب في دمار كل العائلة وتفككها. نسرين واحدة من ضحايا إهمال الوالدين، اعترفت لنا بأنها اخطات، ولكنها مع ذلك ألقت ببعض اللوم على والديها اللذين تركاها منذ صغرها تكبر مع ابن عمها، ورغم أنها محرَّمة عليه، إلا أن الجميع كانوا يتركانه معها ولوحدهما كذلك، دون الشعور بالخطر المحدق بكليهما، وفعلا فلما بلغت نسرين السابعة عشر، وابن عمها العشرين، وقع بينهما المحظور، ولكن الأمور صلحت بعدها، أو على الأقل فانه اعترف بالخطأ وقرر الزواج بها، ولو أن الذي انكسر لا يمكن إصلاحه، وكما تقول لنا نسرين أنها تمنت لو لم يقع شيء من ذلك، ولو أنها زفت إلى زوجها طاهرة نقية، أفضل لها من الفضائح التي وقعت فيها، وصار ينظر إليها على أنها عاهرة، وكل ذلك، تضيف بحسرة، بسبب الأهل الذين لم يقدروا خطورة الأمر وتهانوا في التفريق بينهما. من جهته سليمان يقول انه كاد يقع في المحظور لولا انه والده انتبه إلى الأمر في آخر لحظة، ولم يعنفه ولا شيء، ذلك انه اعترف بخطئه وبان له نصيبا من المسؤولية، حيث عثر عليه مع ابنة خاله في وضعية مخلة بالحياء، ولحسن الحظ لم يكن قد حدث بينهما شيء، ولهذا قام الجميع باستدراك الأمر، وفصل الأب بينه وبين ابنة خاله، وقرر أن ينتبه مستقبلا إلى مثل هذه الأمور، بل صار يحارب هذه الظاهرة عندما يكتشف أنها استشرت بين أسرته او أقاربه. أما رانية، 16 سنة، فكانت قصتها أكثر مأساوية، من حيث أنها أقامت علاقة مع جارها، والذي كان يدخل إلى بيتهم ويخرج دون أن يردعه رادع، حيث كان ينظر إليه على انه فرد من العائلة، ولكن ذلك جعله يستغلّ الوضع فاعتدى على الفتاة، وعندما أخبرت هذه الأخيرة أمها طلبت منها أن تهرب فذلك خير لها قبل أن يسمع والدها بالخبر فيقتلها، ففعلت الفتاة وعندما عاد الوالد وبحث عن ابنته أخبرته زوجته بما وقع، فوقع مغشيا عليه وتعرض إلى نوبة جعلت يصاب بشلل نصفي.