سنتحدث في حلقة اليوم وهي الأخيرة من هذه السلسلة عن أهمّ الحقائق والأحداث التي ميّزت الأدوار النّهائية لكأس الجزائر. يعدّ فريقا وفاق سطيف واتحاد الجزائر الأكثر تتويجا بالكأس، حيث فازا بها ثماني مرّات. وكان الوفاق السطايفي أوّل من عاد بالكأس في عهد الجزائر المستقلّة إلى مدينة (عين الفوّارة) على حساب الفريق المغوار ترجي مستغانم (2-0) في نهائي عام 1963 الذي أعيد مرّة ثانية بعد انتهاء المباراة الأولى بالتعادل (1-1). أمّا اتحاد الجزائر الذي نال بدوره أوّل لقب للبطولة عام 1963، والذي يملك الرقم القياسي في المباريات النّهائية (17) فقد انتظر مباراته النّهائية الثامنة ليظفر بكأسه الأولى عام 1981 بسيدي بلعباس على حساب جمعية وهران (2-1). ومنذ ذلك الحين تدارك أصحاب اللّونين الأحمر والأسود الأمور ليتوّجوا بسبعة كؤوس أخرى كانت آخرها على حساب المنافس الغريم مولودية الجزائر عام 2013 (1-0). ويأتي عميد الأندية الجزائرية مولودية الجزائر في الصف الثالث بسبعة تتويجات وراء الثنائي وفاق سطيف-اتحاد الجزائر. وكان أوّل فوز للمولودية بهذه الكأس عام 1971 بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لتاسيسها، وأيضا آخر نهائي احتضنه ملعب 20 أوت بالجزائر. فمولودية الجزائر التي نالت كأس الطبعة ال 50 في البليدة لم تخسر سوى مباراة نهائية واحدة من أصل ثماني مباريات، كان ذلك عام 2013 أمام منافسها الدائم اتحاد الجزائر (0 - 1). وتجدر الإشارة إلى أن الناديين العاصميين تلاقا في آخر محطة للكأس خمس مرات ( 1971- 1973 - 2006 - 2007 - 2013)، حيث تتفوّق المولودية بأربعة انتصارات لواحد. وتعتبر أندية شباب بلوزداد (6 انتصارات) وشبيبة القبائل (5) ومولودية وهران (4) الأندية الأخرى المتعوّدة على الفوز بالكأس. أخيرا، نجحت سبعة أندية في نقش اسمها في السجِّل الذهبي للمنافسة نذكر منها حمراء عنابة الفائزة بأوّل نهائي احتضنه ملعب 5 جويلية الذي دشّن ذلك العام وشباب بني ثور (ورفلة) الفريق الوحيد الذي أهدى الجنوب الجزائري أوّل كأس له. ملعب 5 جويلية احتضن أوّل نهائي سنة 1973 20 أوّت أوّل ملعب يحتضن مباراة نهائية أوّل ملعب أسند له احتضان المباراة النّهائية لكأس الجزائر هو ملعب 20 أوت الذي كان يسمى آنذاك ملعب العناصر، وقد قدّر عدد المتفرّجين الذين تابعوا أوّل لقاء نهائي بين الوفاق وترجي مستغانم بحوالي 18 ألف متفرّج، ويأتي هذا الملعب في المرتبة الثانية بعد ملعب 5 جويلية الذي احتضن أكبر عدد من المباريات النّهائية. بعد احتضان ملعب 20 أوت جميع المباريات النّهائية التي أعقبت سنوات الاستقلال باستثناء اللّقاء المعاد بين بلوزداد والاتحاد عام 1969 الذي احتضنه ملعب بولوعين، كان الجمهور الجزائري خاصّة العاصمي على موعد مع نهائي مثير جمع بين الجارين وأبناء البيت الواحد المولودية والاتحاد، إذ جرى في ملعب 5 جويلية بمناسبة تدشينه لأوّل مرّة، الأمر الذي جعل عدد الحاضرين يناهز التسعين ألف متفرّج وانتهى لمصلحة المولودية، وهو أوّل نهائي يجرى في ملعب 5 جويلية. من صدف النّهائيات أوّل وآخر كأس للرئيس الرّاحل بومدين كان لشباب بلوزداد من الصدف الغريبة التي تعجّ بها تاريخ (السيّدة الكأس) هو أن أوّل وآخر كأس للجزائر يسلّمها الرئيس الرّاحل هواري بومدين كانت لفريق شباب بلوزداد، الأولى كانت في عام 1966 بملعب 20 أوت، والتي تغلّب فيها الشباب على جاره رائد القبّة، فيما الكأس الأخيرة التي حضرها الرئيس بومدين قبل وفاته كانت في الفاتح من شهر ماي عام 1978 وفيها ابتسم الحظّ لشباب على حساب اتحاد العاصمة بضربات الجزاء بعد انتهاء الوقت القانوني والرسمي دون أهداف. ذهب ضحيتها فريق (النصرية) لعنة (السياسة) أهدت شبيبة القبائل أوّل كأس عام 1977 يقول العارفون بخبايا وأسرار كأس الجزائر إن نهائي عام 1977 الذي جمع بين نصر حسين داي وشبيبة القبائل في ملعب 5 جويلية أمام 60 ألف متفرّج أريد له أن ينتهي لمصلحة الشبيبة، وهو الذي حدث في نهاية المطاف، حيث أعطيت تعليمات صارمة من جهات مسؤولة إلى الحكَم الرئيسي لتسهيل مهمّة تتويج الشبيبة بالكأس، والسبب حتى لا يثور أنصار هذا الأخير الذين تنقّلوا بكثرة إلى ملعب 5 جويلية من أجل إثارة الرعب والفزع في شوارع العاصمة في حال إخفاق فريقهم، لكن حنكة الرئيس الرّاحل هواري بومدين تفوّقت على حنكة أعداء الأمّة وحرم فريق (النصرية) من تذوّق حلاوة لكأس بعد رفض الحكَم احتساب هدف شرعي لفريق (النصرية)، لتنتهي المباراة بفوز الشبيبة (2 - 1) وهو أوّل تتويج لهذا الفريق بالكأس. عاما 1989 و1993 نهائيان لم يُلعبا في نظرة خاطفة على سجِّل كأس الجزائر نجد أن سنتي 1990 و1993 غابت فيها السيّدة الكأس، ففي السنة الأولى ورغم أن وفاق سطيف فاز بها على حساب جاره مولودية باتنة هذا النّهائي كان من المنتظر أن يقام في صائفة 1989، لكن وبسبب تحضيرات المنتخب الوطني لتصفيات مونديال إيطاليا 1990 تمّ تأجيل المباراة النّهائية إلى العام الموالي، والتي حسمها الوفاق لمصلحته بهدف دون ردّ. أمّا النّهائي الثاني الذي كتب له القدر أن لا يجر فكان في سنة 1993 بسبب الظروف التي كانت فيها الجزائر. تابعه حوالي 5 آلاف متفرّج نهائي 1982 بين (النصرية) والدينامكية للنّسيان في عزّ أفراح الجزائريين بالفوز التاريخي الذي حقّقه منتخبنا الوطني على المنتخب الألماني الغربي في مونديال إسبانيا عام 1982 لعب اللّقاء النّهائي لكأس الجزائر بين نصر حسين داي ودينامكية بناء العاصمة في ملعب 5 جويلية، ففي يوم حارّ جدّا ناهزت فيه درجة الحرارة ال 35 درجة جاء لقاء الفريقين جدّ مملّ وافتقد إلى الإثارة والتنافس، وكانت الغلبة لديناميكة بهدفين لواحد أمام جمهور لم يتعدّ الخمسة آلاف متفرّج. كان ينشط في القسم الشرفي (الكراك) أصغر فريق نشّط النّهائي من أبرز ما ميّز نهائيات كأس الجزائر منذ الاستقلال هو تأهّل فريق مؤسسات قسنطينة الذي كان يعرف باسم (الكراك) إلى نهائي عام 1985 بتفوّقه في الدور نصف النّهائي على غالي معسكر في غياب لخضر بلّومي، ليواجه في المباراة النّهائية مولودية وهران الذي كان قد أقصى في الدور نصف النّهائي شباب برج منايل بضربات الجزاء في سهرة رمضانية وامتدّ اللّقاء إلى مطلع الفجر. فريق (الكراك) ورغم قلّة خبرة لاعبيه بقيادة بن كنيدة الذي لعب فيما بعد لمولودية وهران تمكّنوا من الصمود خلال المرحلة الأولى التي انتهت دون أهداف، لينهار زملاء لفرود في المرحلة الثانية أصحاب الزي الأحمر والأسود بتلقّيهم هدفين توّج على إثرها فريق (الحمراوة) بثالث كأس لهم. شباب بني ثور توّجوا بالكأس عام 2000 أبناء الصحراء يدخلون سجِّل المتوّجين يبقى تاريخ الفاتح من نوفمبر عام 2000 مكتوبا بأحرف من ذهب في سجِّل كأس الجزائر بالنّسبة لأندية الجنوب الجزائري، فقبل هذا التاريخ لم يسبق لفريق من أعماق الجزائر الكبير وأن صعد فوق منصّة التتويج، لكن شباب بني ثور أو اتحاد ورفلة كما كان يسمّى تمكّن من تدوين اسمه في سجِّل (السيّدة) التي يعشقها الجميع من خلال فوزه في المباراة النّهائية على وداد تلمسان في ملعب 5 جويلية بنتيجة هدفين لواحد. تفوّقوا عليهم سنتي 1998 و2002 (الزيّانيون) لعنة (الحمراوة) في الخامس من شهر جويلية 2002 احتضن ملعب 19 ماي 1956 بمدينة عنابة النّهائي بين فريقين من الغرب الجزائري مولودية وهران ووداد تلمسان، وهما نفس الفريقين اللذين اِلتقيا عام 1998 في ملعب 5 جويلية، لكن إذا كان النّهائي الأخير انتهى بفوز الوداد بهدف دون ردّ فإن النّهائي الثاني انتهى بنفس النتيجة، وهو التتويج الذي أكّد فيه لاعبو الوداد قوّتهم على أبناء (الحمراوة)، كما أن هذا التتويج الثالث من نوعه لوداد والثاني الذي يضيع من فريق مولودية ومهران وكلا النّهائيين كان أمام الجار الوداد. أهدى اتحاد العاصمة الكأس الغالية الهدف رقم 100 لمنصف ويشاوي نهائي عام 2003 الذي جمع -كما هو معلوم- بين شباب بلوزداد واتحاد العاصمة شهد تسجيل الهدف رقم 100 في تاريخ المباريات النّهائية وكان بطله اللاّعب العنّابي منصف ويشاوي وقّعه في الأنفاس الأخيرة من المباراة في شباك حارس الشباب ولد ماطة، علما بأن الهدف الأوّل في المباراة النّهائية وقّعه لاعب ترجي مستغانم خليل في شباك الوفاق في أوّل نهائي عام 1963. لونيس ماتام أوّل لاعب يفوز بكأس الجزائر مع فريقين يعدّ ابن الهضاب العليا لونيس ماتام أوّل لاعب في تاريخ نهائيات كأس الجزر يفوز بالسيّدة الكأس مع فريقين مختلفين، المرّة الأولى حين فاز مع الوفاق سنتي 1963 أمام ترجي مستغانم والثانية في السنة الموالية مع نفس الفريق مع الوفاق أمام مولودية قسنطينة، وبعد انتقاله إلى شباب بلوزداد في عام 1965 حاز على السيّدة الكأس مع الشباب وهذا في عام 1966 في المباراة النّهائية التي تفوّق فيها الشباب على رائد القبّة بنتيجة (3 - 1). للتذكير، لونيس ماتام هو والد اللاّعب السابق لوفاق سطيف والمنتخب الوطني عبد اللّه ماتام الذي اعتزل اللّعب في نهاية العشرية الأخيرة. كان يلعب لفريق مولودية وهران مشري بشير أصغر لاعب حاز على الكأس يعتبر لاعب مولودية وهران مشري بشير من بين اصغر اللاّعبين الذين حازوا على كأس الجزائر، كان ذلك في نهاية عام 1984 بملعب أوّل نوفمبر بمدينة باتنة أمام ديناميكية بناء العاصمة بنتيجة هدفين لواحد. كان مشري بشير الذي كان يلقّب (راح مشري راح) حين توّج بكأس الجزائر عام 1984، يبلغ من العمر 17 سنة فقط. وقد عرف هذا اللاّعب الفذّ الذي لعب لكلّ من مولودية العاصمة وجمعية وهران ولفترة قصيرة لمولودية بجاية بتحرّكاته السريعة وبحسن انتشاره داخل منطقة العمليات، الأمر الذي كان يشكّل سُمّا قاتلا لحرّاس المرمى، فلا يوجد حارس ما في الجزائر لعب ضده مشري ولم يهزّ شباكه. بلعباس.. وهران.. عنابة.. باتنةوالبليدة مدن استضافت النّهائيات إضافة إلى الجزائر العاصمة خمسة مدن احتضنت المباريات النّهائية، ملعب (تشاكر) في الصدارة بثلاث نهائيات سنوات 2003 و2008 و2009، ونهائي واحد احتضنه ملعب 28 فيفري بسيدي بلعباس عام 1981 بين اتحاد العاصمة وجمعية وهران، وهو أوّل نهائي لعب خارج العاصمة، بعدها بثلاث سنوات احتضن ملعب الفاتح نوفمبر بباتنة المباراة النّهائية بين مولودية وهران وديناميكية بناء الجزائر. المدينة الثانية التي احتضنت المباراة النّهائية كانت عام 1992 في ملعب الشهيد (زبانة)- 19 جوان سابقا- بمدينة وهران بين جمعية الشلف وشبيبة القبائل، ليأتي الدور عام 2002 على مدينة عنابة، حيث احتضن ملعب 19 ماي النّهائي بين مولودية وهران ووداد تلمسان، بعدها جاء الدور على مدينة الورود البليدة، حيث احتضن ملعب (مصطفى تشاكر) ثلاث نهائيات سنوات 2003 بين اتحاد العاصمة وشباب بلوزداد ونهائي 2008 بين وداد تلمسان وشبيبة بجاية والنّهائي الموالي عام 2009 بين شباب بلوزداد وأهلي البرج. العمود الأندية المتوّجة بالكأس ثماني تتويجات: وفاق سطيف: 1963 - 1964 - 1967 - 1968 - 1980 - 1989 - 2010 - 2012. اتحاد الجزائر: 1981 - 1988 - 1997 - 1999 - 2001 - 2003 - 2004 - 2013. 7 تتويجات: مولودية الجزائر: 1971 - 1973 - 1976 - 1983 - 2006 - 2007 - 2014. 6 تتويجات: شباب بلوزداد: 1966 - 1969 - 1970 - 1978 - 1995 - 2009. 5 تتويجات: شبيبة القبائل: 1977 - 1986 - 1992 - 1994 - 2011، 4 تتويجات: مولودية وهران: 1975 - 1984 - 1985 - 1996. تتويجان: اتحاد الحرّاش (1974-1987) - وداد تلمسان (1998 - 2002). تتويج: واحد : مولويدة سعيدة (1965) - حمراء عنابة (1972) - نصر حسين داي (1979) - ديناميكية الجزائر (1982) - اتحاد بلعباس (1991) - شباب بني ثور (2000) - جمعية الشلف (2005) وشبيبة بجاية (2008) - أمل الأربعاء أو مولودية بجاية (2015)، أرقام ومحطات من النّهائيات * أوّل مدرّب يحمل على الأكتاف من طرف لاعبي فريقه كان المرحوم مختار لعريبي عقب قيادة فريقه الوفاق في النّهائي المعاد عام 1963 إلى منصّة التتويج. * أوّل أشقّاء لعبوا النّهائي هم الإخوة بولكفول الثلاثة من وفاق سطيف، في النّهائي الأوّل أمام ترجي مستغانم عام 1963. * أوّل لاعب ومدرّب في آن واحد خاض المباراة النّهائية هو مدرّب ترجي مستغانم ولد الباي، علما بأن هذا المدرّب كان مساعدا لمدرّب الرئيسي لفريق وهو الفرنسي أغوستين. * على ذكر المدرّب أغوستين هو أوّل مدرّب أجنبي يصل بفريقه إلى المباراة النّهائية، لكن فرحته بهذا النّهائي لم تكتمل، حيث خسر فريقه ترجي مستغانم المباراة النّهائية عام 1963 أمام وفاق سطيف في اللّقاء المعاد بهدفين لصفر. * أوّل لاعب يوقع هدفين في مباراة نهائية هو لاعب وفاق سطيف بن كاري، وذلك في النّهائي الثاني عام 1964 في مرمى مولودية قسنطينة بن بطوش. * أوّل لاعب يسجّل ضد مرماه هو حنيفي، مدافع ترجي مستغانم، في الكأس الثالثة سنة 1965 ضد مولودية سعيدة، كان ذلك في الدقيقة ال 21.