بلادنا تذيلت ترتيب المنتدى الاقتصادي العالمي - إخفاق جزائري في استثمار رأس المال البشري - تذيّلت الجزائر قائمة الدول في مؤشر تطوير إمكانات الأفراد، وفقاً لتقرير مؤشر رأس المال البشري الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يشمل دراسة ل 124 دولة، ما يؤكد بشكل ما عجز الحكومة عن الاستثمار في القدرات والإمكانيات البشرية رغم أن بلادنا تتوفر على قاعدة شبابية هائلة. أفاد تقرير مؤشر رأس المال البشري الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي مؤخرا بأنَّ الجزائر تحتل المرتبة 114 في تطوير إمكانات الأفراد، في الترتيب العام للدول الذي تصدرته فنلندا عالمياً. ورغم أن بلادنا أدرجت في فئة الدخل فوق المتوسط للفرد إلا أن ذلك لم يؤثر إيجابا على مؤشر استثمارها في الأفراد، بينما أتت الدول في نفس فئة الجزائر أي التي يكون نصيب الفرد الواحد من الناتج المحلي الإجمالي بين 4.126 دولاراً و12.745 دولاراً، في مراكز متقدمة حيث حلت المجر في المركز 32 وكازاخستان 37، ورومانيا 39. ويتخذ المؤشر نهج دورة الحياة لرأس المال البشري، حيث يقيم مستويات التعليم، والمهارات، وفرص العمل المتاحة للأشخاص في خمس مجموعات عمرية مختلفة، بدءًا من عمر أقل من 15 عامًا وحتى أكبر من 65 عامًا، وتقييم نتائج الاستثمارات السابقة والحالية في رأس المال البشري، وتقديم رؤية معمّقة لما ستبدو عليه قاعدة المواهب في دولة ما في المستقبل. وأكد تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي أن تقييم المواهب وإمكانات الإنسان يمكن أن تعزز الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 20 في المائة، وتقيس هذه الدراسة الأولى من نوعها قدرة الدول على رعاية المواهب من خلال التعليم، وتنمية المهارات، والتوزيع في كل مراحل دورة حياة الإنسان. وجاء في التقرير أنه عندما يتعلق الأمر بتطوير مواهب الأشخاص ومساعدتهم في الوصول إلى الاستفادة من كامل إمكاناتهم، فإن تحقيق مفهوم عالم لا يتم فيه إهمال أي شخص يظل، أمرًا بعيد المنال. وهذا هو الحال حتى في الدول الغنية ذات الأنظمة التعليمية المتطورة وفرص العمل القوية. و على الصعيد العالمي، تصدرت فنلندا التصنيف العالمي لمؤشر رأس المال البشري في عام 2015، حيث سجلت 86 في المائة من إجمالي نسبة 100 يمكن إحرازها. وقد احتلت فنلندا المركز الأول في المؤشر، بعد أن قامت بتطوير وتوزيع 86 في المائة من إمكانات رأس المال البشري لديها. واحتلت النرويج المركز الثاني، وسويسرا المركز الثالث، وتليها كندا ثم اليابان لتكتمل دول المراتب الخمس الأولى، والتي تشكل جزءاً من مجموعة الدول ال 14 التي تخطت نسبة 80 في المائة. وضمن الاقتصادات المتقدمة الكبرى الأخرى، جاءت فرنسا في المركز 14، بينما جاء ترتيب الولاياتالمتحدة في المركز 17 مسجلة أقل من 80 في المائة. واحتلت المملكة المتحدة المركز 19 وألمانيا المركز 22. أما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فتصدرت الإمارات العربية المتحدة قائمة الدول العربية بالمركز 54، وجاءت قطر في المرتبة 56. وجاء في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي أن الأردن في المركز 76 ومصر 84، والمملكة العربية السعودية 85 والكويت 93. وفي مرتبة لاحقة تقع المغرب 95 وتونس 98. وموريتانيا 122 واليمن 124 المراكز الأخيرة في المنطقة. ويرى "تقرير رأس المال البشري" الجديد أن الوصول لعالم "لا يتم فيه إهمال أي شخص" لا يزال أمرًا بعيد المنال، حتى في الاقتصادات المتقدمة، ويؤمن المنتدى الاقتصادي العالمي في أن هذه المواهب، وليس رأس المال، هي العامل الرئيسي الذي يربط بين الابتكار والقدرة التنافسية والنمو في القرن الحادي والعشرين. و لعل هذا التصنيف المتدني للجزائر في مؤشر تطوير إمكانات الأفراد يفسر ظاهرة هجرة الأدمغة الجزائرية إلى الخارج، هذه الظاهرة التي أكدت بشأنها دراسة جزائرية حديثة أنجزها باحثون جزائريون مختصون في علم الاجتماع أنها فاقت كل الأرقام في السنوات الأخيرة، وأن الجزائر باتت مهددة بنزيف حاد لعلمائها، ما لم تتخذ الدولة الإجراءات اللازمة لحماية علمائها وتوفر لهم كل شروط العمل المريحة والمحفزة في بلادهم.