أكد الوزير الاول السيد عبد المالك سلال ، أن بلادنا تمتلك احتياطات نقدية في الخزينة تمكنها من مواجهة الوضع الاقتصادي لغاية 2019، حتى وإن بقيت أسعار النفط الخام في حدود 50 الى 60 دولارا للبرميل.... ووفقا للتوقعات التي قدمها سلال "فينتظر أن تتراجع احتياطيات الصرف الى حدود 38 مليار دولار سنة 2019 بمعدل سعر مرجعي يقدر ب60 دولارا للبرميل، أما إذا هبط معدل السعر الى 50 دولارا للبرميل فسينزل مستوى احتياطي الصرف إلى حدود 9 مليارات دولار"، مؤكدا أن حكومته اتخذت قرارات شجاعة حتى لا تختار طريق اللجوء الى احتياطي الصرف كحل وحيد لتمويل الاقتصاد. ولمواجهة هذا الوضع أكد سلال، خلال اجتماع عقده مع مسؤولين في قطاع الطاقة، أن الحكومة اتخذت عددا من الإجراءات التصحيحية والمتمثلة في ترشيد نفقات الميزانية وتأجيل المشاريع الاستثمارية التي لا تحمل طابع الأولوية إلى جانب اللجوء الى السوق المالية لتمويل عدد من المشاريع الاقتصادية العمومية. ودعا بهذا الصدد الى ضرورة العمل على تمكين (سفينة الجزائر) من عبور هذه الأزمة وعلى البدء في نفس الوقت في تنويع الاقتصاد وتحريره من هيمنة المحروقات، مضيفا أن الحكومة ترتكز على روافد دعم الاستثمار المنتج وتحسين مناخ الأعمال والتعجيل بالإصلاحات الهيكلية إلى جانب مكافحة كل أشكال التبذير وترشيد الانفاق العمومي. ولدى تطرقه لمسالة تطهير التجارة، قال سلال "إن الإجراءات المتخذة من طرف الحكومة في هذا الشأن ترمي إلى تخفيض الواردات ومحاربة التحويلات غير الشرعية للأموال". وبهذا الخصوص كشف سلال عن تعديل الإجراء الخاص بالقرض المستندي في إطار قانون المالية التكميلي المقبل الذي سيكون جاهزا شهر جويلية المقبل، وإن هذا الإجراء الذي يسمح بتحويل قيمة فاتورة الواردات قبل استلام السلعة قد سهل عمليات الغش التي يمارسها "اشباه المستوردين" من خلال تحويل مبالغ هامة من العملة الصعبة نحو الخارج. ومن جهة أخرى، قال عبد المالك سلال ، إن الوقت قد حان لتتمتع الشركة الوطنية للمحروقات (سوناطراك) باستقلالية التسيير، مؤكدا بهذا الصدد أن السياسي لن يتدخل مستقبلا في القرارات التقنية التي تهم الشركة. ودعا سلال إلى عدم الاشتغال في المناجم ولا في أشياء أخرى بل الاقتصار على الاستثمار في مجالات اختصاصها، معتبرا استثمار الشركة خارج تخصصها "انزلاقات يجب إيقافها"، مضيفا أنه حان الوقت لنسخر كل امكانيات (سوناطراك) في الانتاج برا وبحرا، وأن المهمة الأولى للشركة هي أن تتكفل بنفسها".