هل للصيام فضل في شهر شعبان؟ ورد في فضل الصيام نصوص كثيرة فهو من أفضل الأعمال التي شرعها الله تعالى لعباده ليتقربوا بها إليه وينالوا بها الأجر والمثوبة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يصوم عبد يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً) يوم واحد يصومه العبد ابتغاء وجه الله تعالى يعتقه الله تعالى من نار جهنم إنه فضل من الله تعالى على عباده حيث شرع لهم من الأعمال الصالحة ما يقربهم إلى ربهم ويباعدهم من سخطه وعذابه. وعن أبي أُمامة رضي الله عنه قال: قلت:يا رسول الله مرني بعمل ينفعني الله به قال: (عليك بالصوم فإنه لا عدل له) وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم: (عليك بالصيام فإنه لا مثل له). وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان) هذا فضل الصيام عموما في أي شهر من أشهر السنة، أما الصيام في شهر شعبان فله فضل وأجر لمن صامه، وقد كان النبي صلى الله عيه وسلم يكثر من الصيام في شهر شعبان كما في الحديث الذي أخرج الإمام النسائى فى سننه عن أسامة بن زيد، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: (ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)، فاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم يستحب الصيام في شعبان للحصول على الغرض الذي من أجله صام النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه شهر يغفل الناس عنه، والعمل في وقت غفلة الناس له أجر وثواب لأنه بعيد عن الرياء، وكذلك ليرفع عملك وأنت صائم، فاللهم وفقنا لما تحبه وترضاه، واجعلنا من عبادك الصالحين. والحمد لله رب العالمين. ما حكم الصيام إذا انتصف شعبان؟ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد سبق وأن أجبنا عن هذا السؤال، ولزيادة التوضيح والبيان في هذه المسألة نقول: وردت أحديث كثيرة مضمونها النهي عن الصيام إذا انتصف شعبان، كما وردت بالمقابل أحاديث تبيح الصيام، والمسألة محل خلاف بين الفقهاء. فقد روى أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان). وقد اختلف العلماء في هذا الحديث: فمنهم من صححه ومنهم من ضعفه، فقال الشافعية وبعض الحنابلة: لا يصام بعد النصف من شعبان، إلا لمن كان له عادة بالصيام، كمن يصوم يوماً ويفطر يوماً، ومن اعتاد أن يصوم الإثنين والخميس، وصيام القضاء والنذر ونحو ذلك. ولم يأخذ الجمهور بهذا الحديث وردوه بأحاديث منها: حديث أبي هريرة في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا رجلاً كان يصوم صوماً فليصمه). وحديث عائشة في الصحيحين قال: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان) زاد البخاري في رواية: (كان يصوم شعبان كله) ولمسلم في رواية: (كان يصوم شعبان إلا قليلاً) وفي رواية للنسائي: (كان أحب الشهور إليه أن يصومه شعبان كان يصله برمضان). وحديث أم سلمة وعائشة قالتا: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلاً، بل كان يصومه كله) رواه الترمذي. وعن أم سلمة قالت: (ما رأيت رسول الله يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان) رواه أبو داود والنسائي والترمذي وحسنه. وحديث أسامة بن زيد قال: (قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) رواه أبو داود والنسائي، وصححه ابن خزيمة. والخلاصة: أن هذه المسألة مسألة خلافية معروفة في كتب الفقه، والمكروه هو ما كان الغرض من الصيام هو الاحتياط لشهر رمضان، أما من اعتاد صوما كان يصومه كصيام يوم الإثنين والخميس، أو نذرا وصام فلا حرج عليه. والله أعلم. وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. * يرجى وضع هنا العناوين الإلكترونية للشيخ الفايسبوك والإيمايلات كما جرت العادة.