يصطدم الأجانب في الدنمارك الذين يعتبرون أشخاصا (غير مرغوب فيهم) ومن (حضارة أدنى مستوى) بالنبرة العدائية للنقاش السياسي حول الهجرة، ولا يتوقّع أن يؤدّي انطلاق الحملة الانتخابية إلى تهدئة الأمور. قالت كيلي درايبر المدرسة البريطانية التي وصلت قبل 7 سنوات إلى الدانمارك: (آخر مرّة شاهدت نشرة الأخبار التلفزيونية بثّوا 4 تحقيقات أساسية، تحدّث 3 منها عن أن المهاجرين يفسدون كلّ شيء). وتنظّم البلاد الانتخابات التشريعية في 18 جوان وتعدّ المعارضة اليمينية الأوفر حظّا، كما تفيد استطلاعات الرأي. ويتمثل أحد أكبر الرهانات في نتيجة الحزب الشعبي الدنماركي اليميني الذي يعارض الهجرة وتصدر الانتخابات الأوروبية في 2014. ويدلي نوابه بتصريحات قاسية جدّا، ودائما ما يعرب معارضوه عن أسفهم لما يصدر عنهم من ملاحظات عرقية. ويواجه الأجانب في الدنمارك صعوبة في الاعتياد على ذلك، حتى لو أنهم يعرفون التاريخ الحديث لبلد رأى قبل 10 سنوات مسلمين يحرقون علمه لأن صحيفة يلاندس-بوستن نشرت رسوما كاريكاتيرية للنبيّ الكريم. وقارن نواب من الحزب الشعبي الدانماركي الحجاب الإسلامي بالصليب المعقوف والقرآن بكتاب (كفاحي) (لأدولف هتلر)، واعتبروا أن الإسلام هو (أخطر تهديد لحضارتنا). وتعتبر الرئيسة السابقة للحزب بيا كيارسغارد أن بعض الأحياء في الدانمارك (يسكنها أشخاص أتوا من حضارة أدنى مستوى). ويرى النائب الأوروبي أنديرس فيستيسن في النمو الديموغرافي للبلدان المسلمة (أكبر تحد للإنسانية). وفي صيف 2014 كتب النائب الواسع النفوذ في حزب فنستري اينغر ستويبرغ (ثمّة فارق كبير في القدرة والرغبة في الاندماج بين أمريكي أو سويدي مسيحي أو صومالي أو باكستاني مسلم يصل إلى هنا). وقبل شهرين كشف استطلاع للرأي أن 44% من الدانماركيين (يشعرون بالعار أحيانا من النقاش حول الهجرة) في البلاد. وقال مارتن هنريكسن لوكالة (فرانس برس): (يعتقد أشخاص أن المسألة عنصرية إذا ما قلنا إن 20% من المسجونين في الدانمارك يأتون من عائلات مسلمة، لكن ذلك ليس سوى واقع، هذه هي الحقيقة، لذلك أعتقد أن من الضروري قول ذلك ببساطة وإجراء نقاش بالاستناد إلى ذلك).