تشهد الجزائر بصفة عامة والعاصمة بصفة خاصة حالة كبيرة من الفوضى في حركة المرور بسبب التعداد الهائل للسيارات بالإضافة لعدم وجود نظام ثابت وحازم يوقف المخالفين وأيضا سوء تخطيط الشوارع وضيقها كل هذه الأمور جعلت التنقل لا يطاق وأصبح مثارا للصراعات بين السائقين والمواطنين. ورغم وجود ميترو الأنفاق الرابط بين الجزائر الوسطى وحي البدر بباش جراح وكذا توسيع شبكات التراموي بهدف التخلص أو على الأقل التقليص من أزمة حركة السير لكن لا يزال الازدحام ديكورا في الطرقات خاصة عل مستوى بعض النقاط السوداء على غرار الأبيار، حسين داي، سيدي محمد والجزائر الوسطى مما أحرق اعصاب الكل. فرضية (أكثر من سيارة في كل بيت) من هنا نستنتج التصاعد السريع في عدد السيارات والمركبات هذا ما جعل الفوضى تعم في الطريق، وحسب آخرالإحصائيات فإن الجزائر تستوعب حاليا ما لا يقل عن 8 ملايين مركبة من بينها 1.5 مليون في الجزائر العاصمة لوحدها. وتثير أزمة المرور ارتباكا شديدا لدى الأولياء في هذه الفترة بالذات بسبب تخوفهم من تأخر أبنائهم الممتحنين وعدم وصولهم في الوقت المحدد لإجراء الامتحانات كون الطلبة المقبلين على امتحان شهادة التعليم الثانوي أي البكالوريا وحتى شهادة التعليم المتوسط دون أن ننسى الجامعيين كلهم يجرون الامتحانات بعيدا عن منازلهم هذا يعني أنه يتوجب عليهم التنقل لخوض الامتحان في الوقت المحدد، وعليه يطالب كل من الأولياء وكذا الطلبة بإيجاد حل سريع لفتح الطرقات في أيام البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط والتخفيف من وطأة الازدحام خاصة وأن أغلب المترشحين في البكالوريا يجرون امتحاناتهم في مراكز بعيدة. ويرى المختصون أن هناك أسبابا عديدة ساهمت في آفة الازدحام منها الأسباب الفنية والتي تتجسد في انعدام النظام عبر شوارع العاصمة، كما أن بعض سائقي السيارات لا يتمتعون بحس قيادي للسيارة ومعظم الشباب يقودون دون رخصة سياقة، ونرى هذه الأمثلة يوميا فسائقو حافلات النقل يمكثون وسط الطريق لمدة طويلة لإنزال الركاب ما يؤدي إلى مضاعفة مشكل الازدحام، فعلى هؤلاء أن يتحدوا لأجل تخفيف المشكل الذي عطل مصالحهم وحتى رزقهم في بعض المرات، إلى جانب مشكل الركن العشوائي للسيارات الذي زاد هو الآخر في آفة الازدحام. الطالبة زيتوني سميحة الساكنة ب(درقانة) وتدرس بجامعة الجزائر للغات ببن عكنون تقول إنها تضجر من تنقلها يوميا إلى الجامعة والسبب هو الازدحام وأرجعته إلى إهمال السلطات له وعدم تقديم حلول لصالح المواطنين والدولة ككل، وأشارت أن الحواجز الأمنية هي الأخرى تكون سببا في خلق الازدحام. وأضافت الطالبة أنها طردت مرتين من الامتحان بسبب الازدحام بالرغم من خروجها مبكرا، وعليه أبدى جل المواطنين بمختلف شرائحهم انزعاجهم من مشكل الازدحام وطالبوا السلطات المختصة بالتدخل السريع لإيجاد حل في أقرب الآجال.