استنكرت العديد من العائلات التي تم ترحيلها مؤخرا على مستوى بلديات الجزائر الوسطى، زمن عملية الترحيل التي انعكست سلبا على المسار الدراسي لأبنائهم، حيث اعتبر أولياء التلاميذ خصوصا المقبلين على امتحانات البكالوريا، أن الرحلة لم تكن في الوقت المناسب، ليعيش أبناؤهم أياما عسيرة قبل امتحاناتهم الدراسية نظرا لقلة وسائل النقل الرابطة بين الأحياء السكنية الجديدة والمؤسسات التربوية التي يزاولون تعليمهم فيها. في هذا السياق، علمنا أن الجمعية قد راسلت الوزير الأول بطلب تدعوه إلى إعادة النظر في زمن الرحلة، هذه الأخيرة التي مست عددا معتبرا من البلديات وتعتبر أكبر عملية رحلة تشهدها الجزائر العاصمة من قلب المدينة إلى ضواحيها، فالبداية كانت جد مفرحة لتخلص العائلات من التفكير من أزمة السكن، لتجد نفسها أمام ما لم تكن تحسب له، وهي قلة وسائل النقل التي يضطر أبناؤها للتنقل فيها يوميا للتوجه نحو مدارسهم التي لم يتم سحب ملفاتهم على مستواها بعد، كون عملية الترحيل كانت تقترب من نهاية السنة الدراسية، وهو التوقيت الذي يستعد له التلاميذ لامتحانات نهاية السنة خصوصا الامتحان الوطني البكالوريا. لتعتبر جمعية أولياء التلاميذ أن عملية الترحيل لم تكن مدروسة من الناحية الزمنية. في هذا الشأن، قالت السيدة ”ليلى” أم لتلميذين في الطور الثانوي: ”رغم أن الأحياء السكنية لم نتعود عليها بعد، فمناطق الترحيل تختلف فيها أنشطة الحياة اليومية عن تلك التي ألفناها في الجزائر الوسطى، فهنا لا توجد الأسواق الشعبية، كما لا نتوفر حاليا على كثير من الخدمات كنا في غنى عنها قبل الترحيل، كوسائل النقل التي لا يوجد منها غير حافلات الخواص، وولداي لم يتعودا بعد على هذا النظام في حياتهم”. ليضيف لنا السيد ”مصطفى”: ”أضطر يوميا لإيصال ابنتي المقبلة على امتحانات البكالوريا بالسيارة، وقبل أن تدخل المدرسة أشعر بتعبها لطول مسافة الطريق من البيت إلى الثانوية”. لتشهد عملية الرحلة اشتباكات وفوضى طارئة بسبب أن كثيرا من العائلات لم يتجاوبوا مع زمنها من جهة، والبعض احتج على مكان ترحيله من جهة أخرى، ما استدعى تدخل مصالح الأمن في كثير من الأوقات، لتبقى حالة التلاميذ الحلقة المفقودة التي لم تكن في الحسبان.