عددهم بلغ 14 أهداف سياسية وراء اعتقال مسؤولي "الفيفا" يرى العارفون بخبايا بيت هيئة "الفيفا "بأن هناك أهدافًا سياسية وراء اعتقال مسؤولين كبار في الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل يومين فقط على انتخابات رئاسة ا الهيئة المعنية التي فاز بها السويسري جوزيف بلاتر باكتساح، قبل أن يقدم استقالته تحت وطأة فضائح الفساد، وظهر جلياً مدى اختلاط السياسة بالرياضة على خلفية أزمة الفيفا مثلما برز في تصريحات الرئيس الروسي ووزيريّ خارجية بريطانيا وفرنسا. لا تزال تبعات فضيحة الفساد التي ضربت الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" مستمرة، إذ يرى متتبعو القضية أن هناك تسييساً متعمداً وراء حملة الاعتقالات الأخيرة لقيادات "الفيفا"، غير مسبوقة لمسؤولين كبار في أكبر منظومة كروية في العالم طالت شخصيات مشهورة بلغ عددهم 14 مثلما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أسماء المتهمين بقضايا فساد ويتعالق الأمر بكل من جيفري ويب (نائب رئيس فيفا، رئيس اتحاد كونكاكاف)، اوجينيو فيغيريدو (نائب رئيس هيئة "الفيفا"، رئيس اتحاد امريكاالجنوبية)، جاك وارنر، ادواردو لي، خوليو روشا، كوستاس تاكاس، رافايل اسكيفيل (رئيس اتحاد فنزويلا)، خوسيه ماريا مارين (رئيس الاتحاد البرازيلي) ونيكولاس ليوز، بالإضافة إلى مسؤولون كبار في شركات تسويق رياضية،كما ووجهت التهمة ايضًا إلى خوسيه مارغيليس الوسيط الذي سهل عملية الدفع غير القانونية. وكانت الشرطة السويسرية بالإتفاق مع السلطات الأمريكية قد رتبت للقبض على المسؤولين عن قضايا الفساد في سرية تامة قبل إجراء انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم التي أقيمت في موعدها رغم مطالب الاتحاد الأوروبي بضرورة تأجيلها إلى ستة أشهر على الأقل،وسط أجواء مشحونة بين "الفيفا " والاتحاد الاوربي باعلان الفرنسي ميشال بلاتيني دعمه صراحة للأمير الأردني علي بن الحسين في مواجهة السويسري العجوز الذي انتصر في النهاية. وحقق بلاتر فوزاً لافتاً على منافسه الشاب لكن من دون الحصول على أغلبية الثلثين وفقاً للوائح الانتخابات الرئاسية، ما فرض جولة ثانية يتطلب الفوز بها الحصول على الأغلبية المطلقة،وهو ما دفع المرشح الأردني للانسحاب وإعلان فوز جوزيف بلاتر على عرش الفيفا لولاية خامسة على التوالي حتى عام 2019. جدل سياسي رهيب وعلى خلفية الفساد الذي ضرب هيئة " الفيفا"، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولاياتالمتحدةالأمريكية بالتدخل خارج نطاق ولايتها القضائية باعتقال مسؤولين من الاتحاد الدولي لكرة القدم، مصرحا بقوله هذه ما هي إلا محاولة سافرة أخرى من الولاياتالمتحدة لمد ولايتها القضائية لدول أخرى وأن الاعتقالات محاولة صريحة لمنع إعادة انتخاب جوزيف بلاتر لفترة جديدة، على اعتبار وبحسب متبعبي ملف القضية كون السويسري ا بلاتر من أشد المؤيدين لاستضافة روسيا وقطر لنهائيات كأس العالم عامي 2018 و2022 على الرغم من تعالي الأصوات في الولاياتالمتحدة والقارة العجوز بضرورة سحب شرف تنظيم المونديالين من الدولتين الأوروبية والخليجية. وكانت إنجلترا قد خسرت سباق الحصول على استضافة مونديال 2018 لصالح الروس، فيما منيت آمال أمريكا بتنظيم كأس العالم 2022 بضربة قاسية بعد فوز البلد الخليجي الغني بالغاز الطبيعي بالمونديال. ومن جانبه، قال وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند إن هناك خطأ فادحًا داخل الاتحاد الدولي، وإن الاتحاد بحاجة إلى إصلاح، مضيفاً أن مشجعي كرة القدم في أنحاء العالم يشعرون بالخذلان، مشيراً إلى أن سمعة اللعبة الشعبية تلطخت.
بلاتر يرفع الراية البيضاء مع توالي الضربات مع استمرار الكشف عن فضائح الفساد التي طالت الفيفا، خرج السويسري جوزيف بلاتر بمؤتمر صحافي على نحو مفاجئ، وأعلن تقديم استقالته بعد أيام قليلة من فوزه رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم لولاية خامسة على التوالي. وقال بلاتر في خطاب الاستقالة، "فكرت مليًا حول رئاستي وخلال السنوات الأربعين من حياتي التي كانت مرتبطة كليًا بالفيفا، وبهذه الرياضة الرائعة التي هي كرة القدم. عشقت الفيفا اكثر من أي شيء آخر ولا أتمنى الا أن اقوم بالافضل لكرة القدم وهذه المؤسسة،مضيفا بقوله قررت أن اترشح لمنصب الرئيس لانني مقتنع بأنه افضل خيار للمنظمةو انتهت الانتخابات لكن التحديات التي تفرض نفسها على "الفيفا "، التي هي بحاجة لاعادة هيكلة عميقة". وأردف" ومع أن أعضاء الفيفا اختاروني لهذه الولاية إلا انها لا تحظى بدعم كامل من قبل عالم كرة القدم، واقصد بذلك المشجعين واللاعبين والأندية وكل من يعيش ويتنفس ويحب كرة القدم بقدر ما نعيش ذلك نحن في الفيفا"،ولهذا السبب سأضع هذه الولاية امام جمعية عمومية استثنائية. هذا القرار سيكون ساريًا في اسرع وقت ممكن أي لحين انتخاب رئيس جديد من قبل الجمعية لخلافتي. سأستمر في ممارسة مهامي كرئيس لهيئة "الفيفا "حتى تنظيم الانتخابات المقبلة.
اتهام فالكه كان بمثابة الضربة القاضية لبلاتر وكان القضاء الأمريكي قد وعد أن اتهاماته لمسؤولي الاتحاد الدولي بالفساد لا تزال في بداياتها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية المطلعة أن امين عام "فيفا" فالك قام بتحويل عشرة ملايين دولار لوارنر،بحيث اقر الاتحاد الدولي بتحويل الملايين العشرة، لكنه نفى تورط فالك، وقال في بيان إن فالك "أو أي عضو اداري رفيع المستوى في فيفا لم يكن متورطًا في المباشرة، الاقرار وتنفيذ" حوالة لوارنر الذي كان آنذاك رئيسًا لاتحاد كونكاكاف (امريكا الشمالية والوسطى والكاريبي)، من قبل جنوب افريقيا. وأضاف الاتحاد الدولي "عام 2007، وفي اطار كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا، وافقت الحكومة الجنوب أفريقية على مشروع بقيمة 10 ملايين دولار لمساعدة الشتات الافريقي في الكاريبي"، موضحًا أن المبلغ صادر عن اللجنة المنظمة لمونديال جنوب إفريقيا،وفقًا للوائح الاتحاد الدولي". وبحسب "نيويورك تايمز"، التي نقلت الخبر عن عدة مسؤولين امريكيين، فإن الحوالة التي تعود على ثلاث دفعات بين جانفي ومارس 2008 صدرت من حساب مصرفي يملكه الاتحاد الدولي وستكون "عنصرًا محوريًا في قضية الفساد التي تضرب المنظمة الدولية" ومسؤوليها،كما اعتبرت أن الاتهامات لم تشر إلى أن المسؤول الكبير كان يعلم باستخدام الاموال كرشوة، ولم يعتبره القضاء الامريكي متهمًا في القضية.