يبدو »التكفيريون الجدد« من أتباع درودكال »القتّال«، اليوم، كما لو أنهم »يعضون بالنواجذ« على نهج المجرم زوابري، حيث كشفت الاعتداءات المختلفة التي قام بها أعضاء تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال والسلف الصالح بريئ مما يصنعون أن هؤلاء التكفيريين لا يترددون في قتل الأطفال الصغار والشيوخ الكبار حين تتاح لهم فرصة ذلك، فالكل أهداف قابلة للقتل! ولذلك يجد التكفيريون أنفسهم معزولين اليوم، لأن الشعب »فاق«، ويعرف أنه ليس منطقيا أن يمد يد المساعدة لتكفيريين يريدون قتله عن بكرة أبيه، وهو ما يفسر رفض سكان بعض مناطق ولاية تيزي وزو مؤخرا تسديد فدية مقابل الإفراج عن مقاول طاعن في السن رغم حرصهم على حياة »عمي علي«، الذي كاد أن يكون ضحية أخرى للتكفيريين لولا أن الجماعات الدموية خشيت فعلا من انتقام شديد من السكان الذين لم يرضخوا لابتزاز أتباع درودكال، الذين يمارسون سياسة الخطف في كل مكان لتمويل اعتداءاتهم، أو على الأقل البقاء على قيد الحياة.. وإذا كانت بعض الحكومات الغربية لا تتردد في دفع الأموال لتنظيم درودكال مقابل الإفراج عن بعض رعاياها المخطوفين من طرف التكفيريين، مع ما يمثله ذلك من تمويل صريح للإرهاب، فقد أثبت سكان منطقة القبائل ومختلف مناطق الوطن، أنهم أكثر حكمة من تلك الحكومات، وأكثر حرصا على مكافحة الإرهاب، واجتثاثه من جذوره، وحرمانه من كل مصادر التمويل، حتى لو كان ذلك على حساب حياة أقاربهم وأحبائهم في بعض الأحيان. وإضافة إلى هذا التجند الشعبي غير المسبوق في مواجهة التكفيريين الجدد، نجحت الجهود السياسية والأمنية الخيّرة في البلاد، في جعل الجماعات التكفيرية في البلاد تنتقل من موقع المخطط لقتل كل الجزائريين إلى موقع الخائف من الانقراض.. الذي يبدو وشيكا!