قبل سنوات، قامت قيادة تنظيم "الجيا" بتصفية محمد السعيد رئيس رابطة الدعوة الإسلامية وعبد الرزاق لرجام وأكثر من 600 عنصر محسوبين على تيار الجزأرة في التنظيم، ويقول متابعون إن "الجيا" تحت إمارة جمال زيتوني آنذاك عام 1995 سعت لتصفية هؤلاء بسبب مساعيهم لقيادة "الجيا" والسعي للتفاوض مع السلطات حول مخرج للأزمة والتوصل لحل سياسي لها، وثانيا لأسباب إيديولوجية بعد تسجيل صعود التيار السلفي والتحاق العديد من التكفيريين والمتطرفين بالتنظيم الذي عرف انحرافا ونفذ أبشع المجازر الجماعية ضد المدنيين. وكانت بداية الحرب على الشعب بعد تكفيره وجواز سلب ممتلكاته وسبي النساء، بعدها بسنوات يتم إغتيال أبو حفص إمام مسجد المحمدية، أحد الوسطاء البارزين في مسعى المصالحة الوطنية وبعده الشيخ عبد الناصر في إطار التصفيات التي باشرتها قيادة درودكال عبد المالك "أبو مصعب عبد الودود" "للتخلص" من المرجعيات داخل صفوف التنظيم خاصة في ظل معارضتها للمنهج الذي اعتمدته قيادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمارة درودكال إبتداء بإبعاد حسان حطاب الأمير الوطني للتنظيم، حيث سارعت إلى إصدار بيان "براءة من أفعال حطاب"، وقعه خليفته درودكال، مما طرح تساؤلات حول مستقبل التنظيم الذي يرفع اليوم شعار القاعدة للتغطية عن تجاوزاته، وهل يتكرر نفس السيناريو بعد أن أعلنت الهيئة الشرعية والقضائية للتنظيم ضمنيا "الحرب ضد المواطنين الذين يحتكون بأفراد الأمن، واستهدافهم مضطرة لتغلغل الطاغوت في أوساطهم"، كما أحل مالهم من خلال سلب أموالهم في عمليات السطو والإختطاف. وهي الأفعال التي لم يتبرأ منها درودكال رغم أنها تتناقض وتتعارض مع ميثاق الجماعة، وتتجه اليوم إلى نشاط العصابات التي لا يختلف عن عمل "الجيا" في آخر سنوات نشاطه بعد موجة التوبة والتصفيات والإنشقاقات التي عصفت به، ولايختلف وضع تنظيم درودكال عن ذلك رغم محاولاته تفنيد ذلك، كما سعى سابقا إلى التستر على سقوط مدنيين في تفجيرات 11 أفريل، التي لا تزال بعد أكثر من شهرين من وقوعها تثير الجدل داخل صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وخارجه، ولا تزال العديد من التساؤلات تطرح حول التبرير الشرعي لهذه العمليات رغم "توضيح" الهيئة الشرعية والقضائية التي تضمن بيانها العديد من التناقضات، وذهب سائل مثلا على شبكة الإخلاص الإسلامية في إتجاه الشيخ أبو مسلم عندما يقول "أثناء تفحصي لموقع القاعدة ببلاد الجزائر، لا أقول بالمغرب لأنها تتواجد إلا في الجزائر ببعض الولايات، أثارتني أسئلة منها أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال تعتقد أن الشعب الجزائري مسلم وحرام دمه وماله فهو منها وهي منه ومن اعتدى عليه بالقتل وسلب أمواله فقد ارتكب ما نهى الله عنه، والمرتكب هما صنفان من الناس، أولهما الخوارج التكفيريون من جماعة زوابري، هؤلاء لم يعد لهم وجود يذكر على الساحة"، حسب السائل الذي وقع باسم "أبو إعصار"، وهي مقاطع من ميثاق الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تبناه أيضا تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، لكن المعطيات المتوفرة، تؤكد خرق القيادة الحالية لهذا الميثاق الذي شدد الشيخ أبو مسلم على ضرورة الإلتزام به لعدم الخروج عن شرع الله، وينسب الميثاق تقتيل الشعب وسلب ممتلكاته وماله "الخوارج التكفيريون جماعة زوابري"، ويضيف أن "المعتدين على الشعب شيوخه ونساءه وأولاده هم الضالون من جماعة التكفير والهجرة الذين يضاهون الخوارج المارقين ..."، معتبرة أن أهم مقاصدها "قتال النظام الجزائري"، ونقرأ في الميثاق أيضا "أن الجماعة ترفض وجود أصل من أصول الفرق المنحرفة في منهجها" وتعترف أن ذلك يؤدي إلى إبعادها عن الحق عاجلا أم آجلا. نائلة. ب:[email protected]