حصل الطيار الجزائري لطفي رايسي على رسالة رسمية من وزارة العدل البريطانية يقر فيها الوزير جاك سترو بحقه في الحصول على تعويض كامل عن فترة الحبس التي قضاها في سجن بلمارش بتهمة تدريب عدد من منفذي تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، وهو ما اعتبره الطيار الجزائري الشهير بمثابة »اعتذار رسمي« من بريطانيا. أكد لطفي رايسي في تصريح لقناة الجزيرة عن سعادته بقرار وزارة العدل البريطانية لصرف تعويض له، واعتبر إقرار وزير العدل جاك سترو بحقه في هذا التعويض بمثابة »اعتذار رسمي بريطاني له«، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي تعتذر فيها بريطانيا لجزائري وعربي ومسلم! وقد حصل رايسي على رسالة إلكترونية من وزارة العدل تقر ببراءته من كل التهم التي وجهت إليه، وهو ما يمثل تعويضا معنويا هام للطيار الجزائري بعد سنوات طويلة من المعاناة. وأشارت وزارة العدل البريطانية إلى أنها ستسند إلى طرف مستقل مهمة تقدير قيمة المبلغ الذي يتوجب دفعه لرايسي. وعبر رايسي -بعد صدور القرار وإبلاغه به من قبل الوزير سترو- عن سعادته، مذكرا بأن الاتهام تسبب في تدمير حياته وعمله كطيار، وأحال السنوات التسع الماضية إلى جحيم بالنسبة له. وكان رايسي قد حصل على اعتذار علني من صحيفة بريطانية وتعويض عن الأضرار التي لحقت به من جراء هذا الاتهام. وحكمت المحكمة العليا في لندن، قبل مدة، لصالح رايسي على صحف إسوشيتد برس التي تنشر صحيفة ميل أون صنداي التي نشرت بدورها تلك المزاعم. كما رفع رايسي دعوى قضائية منفصلة ضد كل من مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي ووزارة العدل الأمريكية. وأبلغ لويس شارالامبوس محامي رئيسي المحكمة أن صحيفة ميل أون صنداي نشرت موضوعا يوم 30 سبتمبر 2001 أشارت فيه إلى مزاعم رددتها واشنطن بأن رئيسي درب بعض الخاطفين الذين خطفوا طائرات استخدموها في الهجوم على مركز التجارة العالمي بنيويورك ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون). جدير بالذكر أن رايسي قد درس بمدرسة للطيران بأريزونا قد اعتقل في لندن بعد عشرة أيام من وقوع الهجمات على الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر واحتجز في أحد السجون التي تفرض عليها إجراءات أمن مشددة. لكنه بريئ في وقت لاحق من ارتكاب أي مخالفات أثناء إجراءات تتعلق بعملية ترحيله. وقال القاضي الذي برأه إن المسؤولين الأمريكيين لم يقدموا أي أدلة تثبت صحة الاتهام على صلته بالإرهاب. وزعم تقرير صحيفة ميل أون صنداي أيضا أن رايسي استغل رقم الأمن القومي لجدته المتوفاة للحصول على هوية أمريكية مزورة. وقالت المحكمة إن الصحيفة أقرت بما توصلت إليه المحكمة في الجلسة الخاصة بقضية الترحيل بأنه لا توجد أدلة تعزز الرأي القائل بأن رئيسي تورط في هجمات 11 سبتمبر. وصرح تيموثي بينتو محامي ميل أون صنداي أن الصحيفة اعتذرت لرئيسي عن أي إزعاج تسببت فيه. وقال رايسي إنه وزوجته سعدا بتبرئة سمعتهما من قطاع من الإعلام أخفق في معاملته معاملة نزيهة بعد أن وجهت إليه الحكومة الأمريكية اتهامات كاذبة.