تفجير الكويت يكشف مخطّطا دمويا يستهدف الأمّة عندما يتحوّل تفجير المساجد إلى وسيلة للانتقام الطائفي * الكويت تكشف تفاصيل جديدة عن منفّذ التفجير أثار تفجير مسجد (الإمام الصادق) في دولة الكويت الجمعة المنصرم ردود أفعال غاضبة في أوساط الخليجين من ساسة ودعاة ورجال دين، مؤكّدين أن مثل هذه الجرائم تسعى لخلق حالة من الفوضى والحرب الطائفية التي تخطّط لها طهران في دول الخليج وتخدم في المقاوم الأوّل (ألدّ خصوم العرب) الكيان الصهيوني. تبنّى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تفجير المسجد الذي يرتاده الشيعة، ما أسفر عن سقوط أكثر من 20 قتيلا وإصابة العشرات، بينهم أطفال، حيث قال أحد مقاتلي (داعش) ويدعى أبوخطاب البغدادي، عبر مواقع للتنظيم إن (جنود الخلافة شنّوا غزوة جديدة ضد الرّافضة في الكويت بعد أن فجّروا إحدى معابدهم -في إشارة إلى مسجد الصادق- بمنطقة الصوابر). وأدان الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القرة داغي التفجير وقال: (تريد داعش أن تشعل حربا طائفية في دول الخليج يستفيد منه أعداءنا، فهي لا تعيش إلاّ في أجواء الحروب والصراعات والفتن)، وتساءل: (هل ستتوقّف داعش عند تفجير مساجد الشيعة؟)، مؤكّدا أن (ما حدث مجرّد بداية للتفجيرات لأن فكر التكفير يؤدّي دوما إلى التفجير ولا يفرّق بين شيعي وسُنّي، وأن كلّ من لا يؤيدهم مرتدّ)، على حد قوله. كما وصف رئيس حزب (الأمّة) الكويتي الدكتور حاكم المطيري ما حدث بأنه (جريمة إرهابية)، مؤكّدا أنها لم تراعي حرمة المساجد ولا حرمة الأبرياء، وأن من نفّذها يريد تجهيز الخليج لحرب أهلية تنتهي بتقسيمه طائفيا. * منفّذ التفجير سعودي كشفت وزارة الداخلية الكويتية أمس الأحد عن هوية الانتحاري الذي فجّر نفسه يوم الجمعة الماضي في جامع الإمام الصادق بمنطقة الصوابر، وأوضحت أنه يحمل الجنسية السعودية ويُدعى فهد سليمان عبدالمحسن القباع. وقالت الوزارة في بيان صحفي إن الانتحاري دخل البلاد فجر يوم الجمعة الماضي عن طريق المطار، وهو اليوم نفسه الذي وقعت فيه الجريمة النكراء، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية. وكانت الوزارة أعلنت، في وقت سابق القبض على صاحب منزل آوى سائق مركبة أوصل منفذ تفجير مسجد الإمام الصادق الذي وقع الجمعة في العاصمة الكويتية وأسفر عن مقتل 27 شخصا. وأوضحت الوزارة، في بيان صحفي، (أن صاحب المنزل كويتي الجنسية، وأن التحقيقات الأوّلية أفادت بأنه من المؤيّدين للفكر المتطرّف المنحرف). من جهتها، قالت مصادر أمنية (إن صاحب المنزل يدعى ف.ش، وهو من المخطّطين للتفجير، وكان ضمن خلية أسود الجزيرة وحكم عليه سابقا بالسجن 4 سنوات لتستّره على أعضاء الخلية). وأضافت المصادر أن (الخلية المخططة للتفجير مكونة من سبعة أشخاص وجرى القبض على جميع أفرادها). وخلية (أسود الجزيرة) مجموعة مؤلفة من 37 إرهابيا حوكموا بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة ونفّذت أربع عمليات إطلاق نار في جانفي الثاني 2005 أسفرت عن مقتل تسعة إسلاميين وأربعة من أفراد القوّات الأمنية آنذاك. وفي ديسمبر 2005 حكم على ستّة من أعضاء الخلية (ثلاثة كويتيين وثلاثة من البدون - دون جنسية) بالإعدام، وحكم على متّهم سابع كويتي الجنسية بالسجن المؤبد، ونال 22 متّهما أحكاما بالسجن تتراوح بين 4 أشهر و15 عاما، بينهم حكم بالسجن أربع سنوات، بحق المتهم طلال قدري، الأسترالي من أصل عربي. وكانت أجهزة الأمن الكويتية ألقت القبض فجر أمس على سائق المركبة الذي أوصل الإرهابي إلى مسجد (الإمام الصادق) وفرّ بعد التفجير مباشرة، وفق بيان للداخلية. وأوضحت الوزارة، في بيان صحفي، أن (السائق يُدعى عبد الرحمن صباح عيدان سعود، من مواليد عام 1989، وهو من المقيمين بصورة غير قانونية -البدون)، وأشارت إلى أن (الشرطة عثرت على السائق مختبئا في أحد المنازل في منطقة الرقة جنوبالكويت).