يبدو أن السهو والنسيان أكثر ما يشتكي منه الصائمون خلال شهر رمضان الفضيل وخصوصا وأن ساعات الصيام باتت أطول نوعا ما بسبب تزامنه مع فصل الصيف مما يزيد مشقة الصائمين، ما تجسده الصراعات الروتينية الحاصلة وهو ما وقفنا عليه على مستوى إحدى المخابز بالعاصمة التي كانت تعرض أنواعا من الخبز الشهي وكانت رائحته الزكية تفوح من بعيد، فدخل إلى المخبزة كهل يبدو عليه التعب من مشقة الصيام وحرارة الطقس وأيضا بعض النرفزة وبصوت متقطع مبحوح طلب من صاحب المخبزة أنواعا من الخبز وكانت الكمية التي طلبها أكبر مما يتناوله الفرد العادي في باقي أيام السنة، حمل الرجل كيسه وذهب لبيته وبعد حوالي ساعتين عاد ليشتري الخبز مجددا وهذا ما أثار سخرية صاحب المخبزة الذي حاول إستفزازه بشيء من الطرافة، كونه تفطن بأنه غلبو رمضان، مما أغضب الرجل الذي دخل معه في مشادات كلامية وأعلمه أنه حر ويشتري ما يريد وفي الوقت الذي يريد، ولولا سعة صدر البائع ومحاولة بعض من كانوا هناك تسوية الأمر لدخل الزبون في عراك حقيقي معه وما كان من هذا الأخير إلا أن باعه الخبز مرة أخرى، ويبدو أن كل الجزائريين أصيبوا بهوس الخبز وتكون نهايته الحاويات في ديكور يندى له الجبين.