تحولت المخبزات بالعاصمة خلال شهر رمضان إلى مكان مفضل للعديد من الصائمين الذين تشدهم رائحة الخبز الساخن فتجدهم "يصولون ويجولون" عبر هذه المحلات التي يزينها أصحابها بشتى أنواع الخبز والحلويات التقليدية و الشرقية، فلا يمرهؤلاء الذين يقال عنهم "يغلبهم رمضان" قرب مخبزة إلا ويقتنون منها أنواعا وأشكالا من الخبز والحلويات، فتجدهم يدشنون زيارتهم بالجناح المخصص للخبز الذي تشدهم رائحته وسخونته، قبل تجولهم عبر مختلف الأنواع المعروضة بين الدائري الشكل والعادي والخبز المخلوط بالزيتون والثوم والبصل قبل أن ينتقلوا إلى الحلويات الشرقية والرمضانية وعلى رأسها "قلب اللوز" لينتهي بهم المطاف بجناح الحلويات التقليدية. ولا يخرج أحدهم من المحل إلا وهو محمّل بشحنة ممّا لذ وطاب، ولا يكتفي به المطاف بمحل واحد بل يخرج من محل ليدخل آخر وثالثاً ورابعاً... ويجد "مغلوب رمضان" نفسه نهاية اليوم وهو محمّل بحمولةٍ من علب الحلويات وأكياس الخبز، وقد يتحايل بعضهم للتخلص من عتاب الزوجات والأمهات بتقسيم بعضها على الأصدقاء والجيران، وهكذا تعاد الكرّة يومياً.. ومن أطرف الأمور أن "مغلوبي رمضان" يعترفون بالخطأ لكنهم يحمّلون الشهر الكريم المسؤولية بحجة أنه يغلبهم، في حين أن غالبهم الأكبر هو "البطن" الذي لا يملأ منه هؤلاء عند الإفطار إلا قليلاً، ليرمى الباقي في سلة المهملات، بشهادة ربّات البيوت اللواتي يحرصن على توجيه الأموال المنفقة في الخبز الزائد لشراء مستلزمات أخرى الحاجة إليها ماسة.