إقبال عشوائي على مواد غذائية معروضة تحت أشعة الشمس تسممات خطيرة في رمضان * مصطفى زبدي: الطاولات الفوضوية سبب أوّل في التسمّمات على الرغم من الحملات التحسيسية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك قبيل رمضان والتي حملت شعار (حذار من التسممات الغذائية) بحيث جابت تلك القافلة التحسيسية العديد من بلديات الجزائر العاصمة تزامنا مع حلول فصل الصيف وكذلك حلول الشهر الفضيل المقترن بكثرة التسسمات لكن تلك الاحتياطات لم تغن المصالح المختصة عن تسجيل تسممات قاتلة خلال النصف الأول من شهر رمضان عتيقة مغوفل عادة ما يتخوف العديد من المواطنين وبحلول فصل الصيف من التسممات الغذائية وذلك بسبب تلف العديد من المواد الاستهلاكية بفعل ارتفاع درجات الحرارة لذلك يتخلى العديد منهم عن بعض المواد حفاظا على صحتهم في حين فإن فئة أخرى من الناس لا يعطون للأمر أهمية وهو الأمر الذي يجعلهم يعرضون حياتهم للعديد من المشاكل الصحية الناتجة عن لامبالاتهم المستشفيات تستقبل العديد من الحالات حتى نتمكن من إنجاز الموضوع تنقلت (أخبار اليوم) إلى الاستعجالات الطبية لمستشفى لمين الدباغين مايو سابقا ببلدية باب الواديبالجزائر العاصمة وحاولنا التقرب هناك من أحد الأطباء العاملين بالمصلحة لنعرف عدد حالات التسممات التي تم إحصاؤها منذ بداية شهر رمضان لهذه السنة إلا أن الطبيب الذي قابلناه رفض الحديث إلينا في بداية الأمر وحجته في ذلك عدم امتلاكنا ترخيصا من وزارة الصحة بقينا هناك إلى أن قابلنا طبيبة أخرى كانت تبدو الطيبة من ملامح وجهها فحاولنا أن نستفسر منها عن عدد حالات الإصابة بالتسمم التي أحصتها المصالح التي تعمل بها إلا أن هذه الأخيرة أكدت لنا أنها لا تعرف الرقم الحقيقي لأنها لا تعمل في جميع المناوبات إلا أنها أكدت لنا أنها استقبلت العديد من حالات الإصابة بالتسمم الغذائي خلال النصف الأول من شهر رمضان وقد تراوحت ما بين 5 إلى 7 حالات أصيبوا كلهم بتسممات غذائية مختلفة نتيجة تناولهم بعض المواد الغذائية سريعة التلف فمنهم من تسمم بأكل بعض اللحوم غير الطازجة ومنهم من تسمم ببعض أنواع الحلويات أما عن الفئات العمرية التي أصيبت بالتسمم فردت علينا الدكتورة أن أغلب الحالات التي أسعفتهم فقد كانت من أعمار مختلفة إلا أن أخطر الحالات كانت لشيخ كبير في السن كادت الحلويات أن تودي بحياته طاولات الشواء خطر وقد قامت (أخبار اليوم) بالتقرب من بعض المواطنين الذين تعرضوا لتسممات غذائية خلال النصف الأول من شهر رمضان حتى نقف على بعض حالاتهم ومن بين هؤلاء (محمد) شاب يبلغ من العمر 22 ربيعا تعرض لتسمم غذائي خلال إحدى السهرات الرمضانية والسبب أنه خرج برفقة مجموعة من أصدقائه إلى ساحة السابلات بالجزائر العاصمة وأقاموا هناك حفل شواء طوال فترة السهرة وقد تناول محمد الكثير من النقانق المشوية رفقة أصدقائه ولكنه وبمجرد دخوله إلى البيت أحس بدوار ورغبة في التقيؤ قام واستفرغ إلا أن آلام البطن لم تفارقه فاستفرغ مرة ثانية وثالثة لكن دون جدوى أغمي عليه فأخذه أفراد أسرته على جناح السرعة إلى المستشفى من أجل إسعافه حيث قام الأطباء هناك بإعطائه إبرتين وتركه تحت المصل لمدة 4ساعات حتى تمكن من التماثل للشفاء شيئا فشيئا وأوقف الاستفراغ ولكن وحفاظا على سلامته طلب الأطباء منه أن يخضع للحمية لمدة ثلاثة أيام وذلك حتى تخرج كل المواد السامة من معدته مشتقات حليب تعرض تحت الشمس بعد(محمد) قابلنا (سيرين) التي تبلغ من العمر 16 عاما هي الأخرى أصيبت بتسمم غذائي خطير كاد أن يقتلها والسبب في ذلك المايونيز التي اقتنتها من عند الباعة الفوضويين بسوق باب الوادي روت لنا ما وقع معها فقالت إنها قامت رفقة والدتها باقتناء عبوتين من المايونيز وأخرى من الخردل عندما قامتا بشراء المواد الغذائية خلال الأيام الأخيرة من شهر شعبان استعدادا لشهر رمضان وقد قامت هي ووالدتها بالتسوق من عند الباعة الفوضويين وذلك لأنهم يبيعون بأسعار منخفضة نوعا ما مقارنة بالمحلات وخلال بداية شهر رمضان قامت باستهلاك المايونيز التي اشترتها مع البطاطس المقلية إلا أنها أحست خلال الفترة المسائية بآلام حادة في البطن رغم أنها أخذت بعض التيزانة إلا أن الألم لم يتوقف واستفرغت مرتين ليتم أخذها فيما بعد إلى المستشفى وبعد الكشف عليها من طرف الطبيب أخبرها أنها أصيبت بتسمم غذائي نتيجة تناولها مادة غذائية دسمة وبعد أن فكرت جيدا استنتجت أنها تسممت من المايونيز التي تناولتها مصطفى زبدي: ليس هناك عدد محدد لحالات التسمم وحتى نتمكن من التحري أكثر في الموضوع ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالسيد (مصطفى زبدي) رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك الذي أكد لنا بدوره أن مصالحه سجلت العديد من حالات التسمم الغذائية خلال النصف الأول من شهر رمضان وذلك عبر مختلف ولايات الوطن أبرزها 15 حالة تسمم التي تم تسجيلها في كل من ولاتي خنشلة وباتنة وذلك بسبب تناولهم لمواد استهلاكية سريعة التلف خصوصا في فصل الصيف وما يزيد من صعوبة الأمر أن أغلب حالات التسمم يلجأ أصحابها للعلاج الذاتي أو في المنزل ولا يقصدون المؤسسات الاستشفائية من أجل العلاج لذلك يصعب على المصالح المعنية إحصاء عدد حالات الإصابة بمختلف التسممات فحسب السيد زبدي أن العدد بعيد تماما عن الواقع خصوصا وأن بعض الأطباء لا يصرحون بالتسممات هذا من جهة ومن جهة أخرى اعتبر السيد زبدي مصالح الرقابة في كل ولاية مسؤولة عن زيادة حالات التسمم بسبب تماطلها في أداء مهامها من جهة والسماح للمواد سريعة التلف أن تباع على الأرصفة من طرف الباعة الفوضويين تحت أشعة الشمس الحارقة