يقتنينها جاهزة من المخابز نسوة يلغين عادة صنع حلويات العيد بالمنزل مما هو معروف عند المسلمين في كل أقطار المعمورة أن العيد هو يوم فرح وسرور يتبادلون فيه الزيارات وعبارات المعايدة المليئة بأماني دوام المال والصحة ومما هو متوارث أيضا من السنن في هذا الشأن هو لبس أثواب جديدة وتحضير أشهى أنواع الحلويات للتعبير عن فرحة العيد ولكن في وقتنا الراهن بات تحضير الحلويات يحمل في طياته طعم المفاخرة والتباهي ما يظهر من الإسراف في تحضير أنواع كثيرة من الحلويات. ياسف آسيا فاطمة منذ القدم توارث الجزائريون عن سلفهم الصالح وصفات عدة لأنواع مختلفة من الحلويات تنوعت بين الحلويات الجافة والمعسلة والمصنوعة من أنواع عدة من المكسرات وقد تكون بعض أصناف هذه الحلويات معقدة وصعبة التحضير فهي تحوي خطوات عدة مثل (الفنيد) و(البقلاوة) و(القنيدلات) التي يعتبر تحضيرها صعبا نوعا ما وخصوصا بالنسبة للمبتدئات في عالم الطبخ فالحلويات هي أصعب جزء تواجهه المبتدآت لأنها تستلزم مقادير دقيقة وصفاء ذهن أثناء التحضير حتى تكون النتيجة في المستوى وهذا ما تفتقده معظم النسوة في وقنا الحاضر. عاملات يتذرعن بضيق الوقت ولكل طريقتها لتحصيل الوصفات فبين من تفضل اقتناء الكتب وبين من ترغب في أخذ دروس خصوصية قصد تعلم الوصفة الأصلية تبقى اللواتي لا يملكن الوقت والجهد الكافي لهذا وذاك مجبرات على تقديم طلبياتهم لحلوى العيد في المحلات المتخصصة لبيع الحلويات التقليدية بأنواعها وأخذها جاهزة قصد تقديمها يوم العيد وحقيقة فإن هذه الظاهرة لاقت رواجا كبيرا خصوصا في أوساط النسوة العاملات فهن أكثر فئة تقبل على اقتناء حلوى العيد تبعا لظروفهن منهن إحدى السيدات التي قالت إن طبيعة عملها صعبة ولا تملك الوقت الكافي لتحضير الحلويات لأفراد عائلتها فهي متعودة على شرائها. وغلاء المستلزمات سبب آخر أما أخريات فقد قلن بأن شراء مستلزمات العيد تشهد غلاء وميزانيتهن لا تسمح لهن باقتنائها فهن يفضلن شراء كمية من الحلويات جاهزة لاجتياز العيد من المخابز التي توفرها بأثمان معقولة حتى ولو تم تحضيرها بالفول السوداني فلا بأس ونسوة قليلات من أرجعن السبب إلى فشلهن في إعداد الحلوى وهن يفضلن شراءها جاهزة بدل تبذير المستلزمات في كيفيات غير ناجحة. ما لاحظناه أثناء تجوالنا عبر بعض المخابز لرصد الإقبال هو طغيان أصناف الحلويات العصرية على الساحة فبين مستحسن ومستنكر يحاول معدو مثل هذه الأصناف إيجاد مكان لها في السوق الجزائرية التي لا تزال متذبذبة في هذا الشأن فهناك صنف من المحافظين على التقاليد القديمة الذين يستنكرون أي تغير فهو بالنسبة لهم يشوه الحلوى الشهية القديمة لكثرة التفاصيل في الحلوى العصرية أما المرحبون فهم يرون أن العصرية أضفت لمسة جمالية على الحلويات التقليدية. ظاهرة شراء الحلويات جاهزة من المحلات تلقى معارضين فبالنسبة لهؤلاء فإن نكهة العيد تكمن في إعداد المرأة لحلويات العيد بنفسها أياما قبل حلول عيد الفطر المبارك بحيث تجتمع النسوة ويتعاون على تحضيرها في جو مفعم بالحيوية فلطالما عرفت المرأة الجزائرية قديما بأنها سيدة بيت ماهرة تتفنن في إعداد أصناف متنوعة من الحلويات أما المرأة العصرية اليوم فقد استبدلت شغفها وحبها للمطبخ بأمور أخرى فالحكم على هؤلاء صعب جدا نظرا للظروف المحيطة بكل سيدة لتبقى عادة تحضير حلوى العيد تحمل نكهة لا تضاهيها نكهة استعدادا للعيد المبارك السعيد.