شكل موضوع الإذاعة الوطنية من صوت الجزائر المكافحة إلى الرقمنة موضوع محاضرة ألقاها بعد ظهر الثلاثاء السيد محمد شلوش مساعد المدير العام للإذاعة الوطنية مكلف بالإعلام والعلاقات العامة بمبادرة من النادي الفكري لدار الثقافة لميلة في سياق إحياء الذكرى ال30 لوفاة المجاهد عبد الحفيظ بوالصوف· ولعب المرحوم بوالصوف كما أكد المحاضر دورا أساسيا في إنشاء إذاعة الجزائر المكافحة بدءا من 16 ديسمبر 1956 حين نجحت النواة الأولى للإذاعة في تحويل أجهزة لاسلكية بسيطة إلى وسائل بث منقولة فوق شاحنة في منطقة الناظور بالمغرب، مشيرا إلى بعض الرموز التي خاضت ذلك العمل الإعلامي الثوري آنذاك من أمثال الراحلين عبد المجيد مزيان وعبد الرحمان الغواطي وعيسى مسعودي فيما بعد· ونوه المحاضر أمام مثقفين وإعلاميين بدار الثقافة لميلة بالدور الذي لعبته هذه الإذاعة في إسماع صوت الجزائر المكافحة من أجل استرجاع سيادتها وتوسيع المد التضامني العربي والعالمي متطرقا إلى مظاهر مساندة القضية الجزائرية في الخارج آنذاك· وأشار السيد شلوش بالمناسبة أيضا إلى ذلك التحدي الكبير الذي رفعه التقنيون الجزائريون يوم 28 أكتوبر 1962 غداة استقلال البلاد بضمانهم مواصلة إشارات البث الإذاعي والتلفزي ورفع العلم الجزائري بعدما غادر التقنيون الفرنسيون مواقع العمل قبل أن يتناول بالتحليل تلك المراحل الأخرى التي عاشتها الإذاعة الوطنية في مسيرتها الإعلامية كتلك التي بدأتها في سنة 1986 مع إعادة هيكلة الإذاعة والتلفزيون وبروز المؤسسة الوطنية للبث الإذاعي وتحولها في 20 أفريل سنة 1991 إلى مؤسسة عمومية· وتخوض مؤسسة الإذاعة الوطنية حاليا كما أكد السيد شلوش معركة جديدة من أجل إتمام شبكة الإذاعات الجهوية التي بلغ عددها حاليا 46 إذاعة وتوسيع رقمنة التجهيزات والبث الإذاعي الذي يطال حاليا 24 إذاعة مجهزة بالرقمنة وكذا 15 أستوديو مركزي إلى جانب العمل على تطوير برامج التكوين بما يحسن من مستوى الأداء الإعلامي وتوفير الخدمة العمومية وتعزيز التواصل الاجتماعي والثقافي وترقية الإعلام الجواري لاسيما على مستوى الإذاعات المحلية·