بلا نتائج مباشرة على الواقع 4300 قتيل ل داعش العراق في عام كشفت مصادر عن إحصائية أعدتها وزارتا الدفاع والداخلية العراقيتان حول عدد قتلى تنظيم (الدولة الإسلامية) (داعش) منذ مطلع العام الجاري بالعراق تظهر ارتفاعاً ملحوظاً في الخسائر البشرية التي تكبدها التنظيم جراء المعارك وغارات التحالف الدولي وسط تأكيدات ضابط عراقي أن أثر الحصيلة غير مباشر لأن التنظيم مستمر بالتجنيد في ظل دخول نحو 40 مقاتلاً من جنسيات مختلفة إلى العراق يومياً بسبب إبقاء الحدود مفتوحة مع سورية بحسب ما كشف مسؤولون . وذكر التقرير العراقي الصادر في السادس عشر من الشهر الجاري أن عدد قتلى تنظيم داعش بلغ منذ مطلع العام الجاري 4300 مقاتل من 29 جنسية مختلفة يشكل المقاتلون المحليون منهم نحو 55 في المائة فقط. وأشار التقرير الى أن (60 في المائة من قتلى التنظيم الإجمالي قضوا خلال معارك برية شمال وغرب البلاد كان أعنفها مع العشائر السنية والنسبة المتبقية هي ضربات للتحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة). وأكد أن التقرير حظي بقبول أميركي خصوصاً وأن الأرقام تقريبية الى حد يلامس الواقع وفقاً للمستشارين الأميركيين العاملين في بغداد. وقال مسؤول عراقي في حكومة حيدر العبادي إن الحكومة العراقية تحتفظ بجثث 279 مقاتلا لداعش غالبيتهم قتلوا بالأنبار وصلاح الدين وهم من جنسيات مختلفة وفاتحت بعض تلك الدول لاستلام الجثث غير أن حكومات بلادهم رفضت وطالبت بالتخلص منهم . ولفت المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه الى أن من بين قتلى داعش قياديين بارزين ومهمين قضوا بالغارات التي تشنها قوات التحالف الدولي. غير أنه انتقد غارات الطيران العراقي التي تسببت ب(ازهاق أرواح مئات المدنيين في المدن الشمالية والغربية من العراق). وقال إن التقرير أعد بطلب من رئيس الوزراء وأشرف على إنجازه مجموعة ضباط يعملون خارج نطاق العاصمة بغداد. من جهته قال القيادي من قوات العشائر المناهضة لتنظيم داعش الشيخ محمد الدليمي إن (الحصيلة رغم اعتبارها مرتفعة عن العام الماضي إلا أنها مخيبة فالخسائر بالمقابل كبيرة من القوات العراقية المشتركة سواء بشرية أو مادية وتبلغ أربعة أضعاف خسائر داعش). وأضاف العلواني أن (على رئيس الوزراء تحدي الرغبة الإيرانية والرضوخ للعقل والمنطق والبدء بتسليح العشائر السنية كما يفعل مع المليشيات لأنه يعلم من القادر على طرد (داعش) وجرب المليشيات عاما كاملا ولم يحصد سوى الدمار ومواكب القتلى المتجهة للجنوب والوسط). ولفت الى أن (الولاياتالمتحدة تعي هذه الحقيقة لذا تضغط على العبادي. غير أن الضغط الإيراني كبير بدوره فطهران لا ترغب بقوة سنية مسلحة ومنظمة بالعراق خارج التصنيف الإرهابي وتكون فيما بعد قوة سياسية فاعلة لأن ذلك يهدد مصالحها) بحسب تعبير المسؤول الإيراني. ورأى الدليمي أن (الطيران العراقي متخصص بقتل المدنيين وليس عناصر (داعش) والمجازر التي يحدثها كل يوم تكسب التنظيم دعماً شعبياً من قبل أهالي تلك المدن الذين انقطعوا عن العالم الخارجي ولا يسمعون سوى الوالي أو الخليفة) على حد وصفه. من جهته قال اللواء الركن ماجد عبد الحميد الساعدي العامل بقيادة أركان الجيش العراقي إن الحصيلة غير مبشّرة لأن التنظيم مستمر بالتجنيد وهناك ما معدله 40 مقاتلاً يدخلون للعراق يومياً من جنسيات مختلفة بسبب إبقاء الحدود مع سورية مفتوحة . وأبدى المسؤول العسكري نفسه استغرابه من عدم جدية الأميركيين في تنفيذ ما وعدوا به سابقاً في فرض حظر بري على طول الحدود بواسطة طائرات مسيرة مزودة بالصواريخ. ورأى أن داعش لا يزال ناجحا في مجال التعويض عن خسائره البشرية وهذا يعني أن أمد الحرب سيطول كثيراً وليس لدينا سنوات أخرى نقضيها في هذه اللعبة التي استنزفت الأرواح والمال . ولفت الى أن (القيادة العراقية باتت على ثقة وقناعة تامة أن أي تدخل غير الأميركي في التصدي لمشروع داعش لن يكون ذا جدوى خصوصاً أن التجربة السورية حاضرة في المد والمساعدة الإيرانية خمس سنوات دون أن تحقق شيئا) على حدّ قوله.