تجاهل ملف القاعدة الأمريكية.. السبسي: ** في وقت تزايد فيه الحديث عن تصدّع العلاقات الجزائريةالتونسية بفعل قضية القاعدة العسكرية الأمريكية وخلافات أخرى خرج الرئيس التونسي أخيرا عن صمته نافيا جملة وتفصيلا ما يشاع حول (الخلاف المزعوم) فيما أكّد وجود (لوبيات) لم يسمها تسعى إلى توتير العلاقة بين البلدين الجارين. نفى رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي وجود أيّ خلاف بين تونسوالجزائر مستغربا ما تمّ تداوله في بعض وسائل الإعلام وقال: (ليس لنا أيّ خلاف مع الجزائر وهناك لوبيات تسعى إلى توتير العلاقة بين تونسوالجزائر). واختتم السبسي في قصر قرطاج الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية لتونس بحضور رئيس الحكومة وأعضائها. وقال السبسي -وفقا لمواقع تونسية- إن العلاقات التونسية-الجزائرية في أفضل حالاتها والتعاون بين تونسوالجزائر يشمل مختلف المجالات وتحدّث أيضا عن الوضع في ليبيا وسوريا وشدّد على أنه ليس هناك دولة ساعدت ليبيا مثل تونس: وقال: (هناك دول لديها أجندات في ليبيا لكننا نرفض أيّ تدخّل عسكري) وأضاف قائلا: (نتمنّى للشعب الليبي الشقيق كلّ أسباب الراحة). بالمقابل تجاهل الرئيس التونسي الحديث عن ملف القاعدة العسكرية الأمريكية التي تشير جلّ المعطيات والتسريبات المستقاة من (قصر قرطاج) إلى أن السلطات التونسية تكون قد أمضت رسميا على اتّفاق بشأنها مع واشنطن الأمر الذي من شأنه الإبقاء على الغموض في هذه القضية وتغذية الإشاعات هنا وهناك. وتزايد الحديث هذه الأيّام عن تصدّع العلاقات الجزائرية-التونسية متأثرة بالفتن في شاكلة اتّفاق (النّاتو) والقاعدة العسكرية الأمريكية والحملات المغرضة التي ربما انطلقت من حقّ يراد به باطل على غرار (وينو البترول) وفيما تحاول الدبلوماسية الجزائرية إخفاء (الأزمة) لدواعي مختلفة لا يتوانى المسؤولون التوانسة في تبرير بعض الأساليب (المريبة) التي تنتهجها حكومتهم. في السياق نفت تونس على لسان وزير خارجيتها الطيّب البكوش مؤخّرا أيّ توتّر أو فتور في العلاقات التونسية-الجزائرية على خلفية الاتّفاقية الأمنية الموقّعة بين بلاده وواشنطن وبعدها منح تونس صفة حليف رئيسي خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتصبح بذلك الحليف السادس عشر الرئيسي للولايات المتّحدة مؤكّدا أن واشنطن لم تعرض على بلاده مقترح إقامة قاعدة عسكرية على التراب التونسي. ومن جهتها ردّت الجزائر بشكل ضمني على الدول الساعية لاستضافة قواعد عسكرية فوق أراضيها في منطقة شمال إفريقيا حينما قال وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل إن (الدولة القادرة على مكافحة الإرهاب والتطرّف لا تحتاج إلى قاعدة عسكرية أجنبية وهي تعرف كيف تدافع عن مصالحها السياسية والجيو-استراتيجية والاقتصادية) فيما أشارت مصادر صحفية إلى أن السلطات الجزائرية خيّرت تونس بين الإبقاء على علاقاتها الوطيدة مع الجزائر أو قَبول صفة الشريك الأساسي مع أمريكا وهي الصفة التي تمهّد لإقامة قاعدة عسكرية على الأراضي التونسية.