أعلن وزير الصناعة والمؤسسة الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار محمد بن مرادي أمس، أن صانع السيّارات الألماني فولسفاغن يلحّ كثيرا على المجيء للاستثمار في الجزائر، وهو ما يعتبر رسالة مباشرة لصانع السيّارات الفرنسي رونو المتردّد بعض الشيء في الاستثمار ببلادنا، رغم أن السوق الجزائرية توفّر امتيازات كثيرة وتعد بتحقيق أرباح كبيرة للمستثمرين الأجانب· قال بن مرادي في ندوة نشّطها بمنتدى يومية المجاهد بالجزائر العاصمة، يقول إن فولسفاغن يلحّ كثيرا حاليا على المجيء للاستثمار في الجزائر، ولقد تحادثنا مطوّلا مع هذا المجمّع وأكّد أن الأمر يتعلّق بصانع سيّارات أجنبي الثاني من نوعه الذي يهتمّ بالسوق الجزائرية، والذي يعتبر الجزائر بوّابة لاقتحام السوق الإفريقية· وأضاف الوزير أنه منذ ستّة أشهر عاد صانع السيّارات الفرنسي رونو باقتراح أفضل، موضّحا أن رونو درس باهتمام أكبر تطلّعات الجانب الجزائري· وكان وزير الصناعة كشف عن أهمّ العقبات التي عطّلت مجيء صانع السيّارات الفرنسية للجزائر، وهو أن هذا الأخير اشترط على الجزائر شروطا قابلتها الجزائر بالرّفض القاطع على اعتبار أنها تضرّ بالاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن رونو تقوم بإعداد ملفات من أجل الإجابة على عدد من تساؤلاتنا، كما نقوم نحن أيضا بتحضير إجابات على عدد معيّن من التساؤلات التي طرحها الجانب الفرنسي· وعن مطالب الجزائر في إطار المفاوضات مع رونو، أوضح بن مرادي: إننا نطالب بأن لا يكون المشروع عبارة فقط عن مصنع للتركيب وإنما مصنعا حقيقيا لتصنيع السيّارات، مع نسبة اندماج تدريجي تسمح للمناولة الجزائرية بالمشاركة في المشروع· في ذات الصدد، أبرز الوزير أن الجانب الفرنسي طرح كذلك بعض الشروط التي تتعلّق خاصّة بحماية السوق الوطنية للسيّارات وإلغاء استيراد السيّارات، كما أوضح أنهم يشترطون عددا معيّنا من الضمانات التي لا يمكننا تلبيتها لهم وهي ضمانات تخصّ حماية السوق، وأنه لن يكون هناك استيراد للسيّارات···الخ، وهذه هي المسائل التي نحن نشتغل عليها· وقد تناول الجانبان ملف إقامة مصنع ل رونو في الجزائر خلال الزيارة التي قام بها إلى الجزائر في نهاية شهر نوفمبر الأخير جون بيار رافاران المبعوث الخاصّ للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي· وقال بن مرادي حينها إن تفاصيل هذا الاستثمار لم يتمّ تحديدها بعد، إلاّ أن المبدأ المتّفق عليه خلال محادثات الجانبين هو التوصّل إلى إنتاج 75 ألف سيّارة خاصّة سنويا تشمل ثلاثة أو أربعة أنواع· أمّا المحادثات فتتعلّق بأن يتمّ في مرحلة أولى إنشاء مصنع للتركيب يتبع في المرحلة الثانية بتصنيع سيّارات بنسبة اندماج للصناعة الوطنية تقدّر ب 40 بالمائة تمتدّ على أربع سنوات· كما أضاف الوزير أنه في حال إذا ما نجحت المفاوضات فإن المصنع سيتمّ إقامته في مواقع الشركة الوطنية للسيّارات الصناعية، مؤكّدا أن رونو أعربت عن استعدادها لتسويق سيّاراتها في السوق الجزائرية بحلول سنة 2012·