مهمّة تقع على عاتق المرأة تنظيم الوقت ... سر الأسرة الناجحة
يتصور البعض منا أنه يعيش حياته بطريقة مثالية بينما في الحقيقة هو يعيش نصف حياة أو ربع حياة أو حتى لا حياة فعمرك لا يحسب كما تتصوره بالسنين والشهور والأيام بل بما حققت من نجاحات وإنجاز وعمل يحسب لك في حياتك وبعد موتك..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناهُ وعن شبابه فيما أبلاهُ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقهُ وعن علمه ماذا عمل فيه). التلفاز والهاتف مضيعة للوقت أما عنك أنتِ فقد تجدين نفسك تعيشين نصف يومك في المطبخ أو نصف يومك أمام المرآة ومحلات التسوق وأخرى تقضيه أمام التلفاز وبجوار سماعة الهاتف.. وهذه جميعها صور لحياة منقوصة يعيشها أصحابها دون وعي منهم بضياعها بلا قيمة.. في حين إدارتك لوقتك كربة أسرة لا تعني نجاحك أنت فقط ولكن إدارتك لوقتك تعني نجاح أسرتك ككل وتربية جيل يقدر قيمة الوقت ويقدر قيمة الإنجاز. خطة لإدارة الوقت أولاً وجب تحري عوامل البركة في الوقت فهناك يوم يمضي دون عمل يذكر وهناك يوم حافل بالإنجازات واليوم هو اليوم ولكن عنصر البركة من أهم عوامل اتساع وقتك كمسلم ومن أهم هذه العوامل: الاستيقاظ مبكراً وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (جعلت بركة أمتي في بكورها الصلاة في وقتها ولعلك تلاحظين أنك حين تأخذك انشغالاتك بعيداً عن الصلاة ترتبك أعمالك بينما لو انتزعت نفسك انتزاعاً من خضم العمل وصليت في أول الوقت وجدت الراحة والبركة فيما تعملين. وسائل تنظيم الوقت تحديد الأهداف بمعنى أن عليك بعد الاستيقاظ من النوم وقبل النهوض مباشرة مراجعة خطتك اليومية فبعد الاستيقاظ سأعد الفطور للأولاد وسأنزل بهم للمدرسة وسأتوجه لعملي وبعد الانتهاء من العمل سأعود للبيت لأحضر طعام الغذاء وأرتب المنزل وبعد ذلك سأساعد في مذاكرة الأبناء وانتهي من كذا وكذا..فإعدادك للخطة اليومية حتى ولو ذهنياً سيساعدك كثيراً في إنجاز أكبر قدر من الأعمال المطلوبة.. ويمكنك الاستعانة بالكتابة حتى لا تتوه منك بعض المهام في زحام الأعمال وتكون هذه الخطة المكتوبة أسبوعية بحيث تراجعينها يومياً وستضربي بهذا نموذج وقدوة لأبنائك في تنظيم المهام وترتيب الأولويات.. يجب أن تكون خطتك متوازنة وأن تراعي عجلة التوازن فهناك جانب العمل الأسرة الصحة العلاقات الاجتماعية وبر الوالدين العبادة.. خدمة المجتمع مع ترتيب الأولويات و قبل النوم يمكنك مراجعة خطتك ذهنياً فقد أنهيت اليوم كذا وكذا وأجلت كذا وكذا للغد. حذار من التأجيل إذا وجدت أنك تستخدمين كلمة سوف كثيراً بمعنى تأجيل المهام بصورة متكررة فهذا يعني أن هناك خللا في خطتك وخللا في همتك في إنجاز مهامك..لذا عليك من جديد مراجعة الخطة ومنح بعض المهام وقتاً إضافياً أو التعجيل وتأجيل بعضها البعض وللعجب فإن إبليس يستخدم نظام التقارير ومحاسبة الذات بشكل يومي لإنجاز أعماله.. استخدام التقنيات الحديثة في أداء أكثر من عمل في وقت واحد فيمكنني أن أجري بعض المكالمات وأنا أطهو الطعام باستخدام اللاسلكي والمحمول ويمكنني أن أحفظ القرآن وأنا أقوم ببعض المهام الأسرية ويمكنني أن أتابع الأخبار أو بعض البرامج الهادفة وأنا أنجز بعض الأعمال المنزلية ويمكنني مراجعة الدروس مع أولادي وأنا أجلسهم معي في المطبخ.. استراتيجية لا وقت فارغ لا وقت ضائع فأنت تستطيعين أن تضعي هذه الاستراتيجية في حياتك ضعي خطة احتياطية لاستغلال أي وقت ضائع فيكون معك كتاباً أو مصحفا لا يغادر حقيبتك لاستغلال الأوقات عند زيارة الطبيب أو في المواصلات أو بعد الانتهاء من العمل وانتظار موعد الانصراف اليومي فهذا سيعود عليك بأعظم الفائدة وسيجعلك تستغلين الكثير من الأوقات المهدرة.. تقسيم الأعمال لأعمال يومية وأعمال أسبوعية فبعض الأعمال تتم بصورة آلية يومياً وبعضها يمكن تأجيله أسبوعياً كالخروج للسوق لشراء مستلزمات المنزل أو زيارة بعض الأقارب أو اصطحاب الأطفال لنزهة أو حضور جلسات العلم أو حتى بعض المكالمات التي تتوقعين أنها ستأخذ منك وقتاً.. تجنب مضيعات الوقت بداية يجب أن تحددي مع نفسك الأشياء التي تهدر وقتك فمثلاً إذا كان المطبخ يستهلك وقتاً طويلاً فلتحددي أيام الطبخ واستعين بالأكلات السهلة خلال الأسبوع كالسمك أو الأطباق سابقة الإعداد والتجهيز وإذا كان كوي الملابس فلتستعيني بإرسال الملابس للكي الخارجي للتخفيف وإذا كانت مكالمات الجوال فلتجعليه صامتاً في بعض الأوقات من اليوم لأداء أعمالك الهامة بتركيز.. تجنب الطوارئ فمن أسوأ مضيعات الوقت الأمور الطارئة التي تشتت ذهنك وتبدد وقتك كزيارات الأقارب المفاجئة أو التليفونات الطويلة أو الخروج للتسوق لأيام متوالية وهنا لا نعني أن نغلق أبوابنا في وجوه الأهل والأصدقاء ولكن يمكننا بهدوء إشعار الغير بأن هناك قواعد منزلية نلتزمها بتحديد أوقات الاتصالات الهاتفية والزيارات العائلية دون الاضطرار لإحراج أحد أو مقاطعتهم.. التخلي عن فكرة المرأة السوبر ومن بمعنى أن عليك توزيع المهام على أفراد الأسرة حتى لا تجدي نفسك في طاحونة يومية لا تنتهي ومن المهم توجيه الأبناء لترتيب غرفهم وملابسهم والاعتماد النسبي على أنفسهم.