في ظل غياب أماكن الترفيه عبر الأحياء الشوارع وسلالم العمارات المكان المفضّل للعب الأطفال إن اللعب هو أكثر ما ينفس فيه الطفل عن ما بداخله كما أن الخبراء يؤكدون يوميا على أن اللعب مهم جدا في تطور عقل الطفل ونموه وكذا تكوين شخصية الطفل فهو بهذا يطور أيضا خبراته عن العالم الخارجي ولكن المؤسف هو أن الجزائر العاصمة لا تجود بأماكن التسلية المخصصة للأطفال فأحياء كاملة تنعدم فيها ساحات مخصّصة للعب ولو أن الأحياء الجديدة احترمت ذلك الجانب بتخصيص مساحات لإنجاز بعض العاب الأطفال على غرار الأرجوحات. إن أكثر ما بات يؤرق العائلات الجزائرية اليوم هو الغياب الكلي لأماكن التسلية المخصصة للأطفال فأغلب أحياء العاصمة لا تحوي على ساحات للّعب فلا يجد الأطفال متنفسا لهم غير قضاء الوقت أمام الحواسيب أو المخاطرة واللعب بمحاذاة الأرصفة مما قد يؤدي بهم إلى التهلكة فقد بات أكثر ما تحتاجه أحياء العاصمة اليوم هو تخصيص أماكن عامة يقضي فيها الأطفال حقهم الطبيعي في اللعب. أقبية العمارات ملاذهم المفضل للعب ولأن مشكل غياب المرافق الخاصة بالأطفال أكثر ما يؤرق الجزائريين في موسم العطل فإن العائلات القاطنة في الطوابق الأولى من العمارات يشتكون من إزعاج الأطفال لهم خصوصا في موسم العطل المدرسية لأن الأطفال في هذا الوقت تزادد رغبتهم في اللعب نظرا لتحررهم من قيد الدراسة فيخرجون للشارع للعب ويؤذون بأصواتهم العالية وألعابهم العنيفة سكان الطوابق الأولى لأنه في أغلب الأحيان ما يختارون اللعب بقرب عماراتهم لضيق المساحة وهذا ما نقله لنا الحاج بوعلام الذي ضاق ذرعا بأبناء الحي الذين لا يجدون مكانا للعب إلا بالقرب من بيته فقد قال لنا بأنه شيخ كبير ولا يقوى على تحمل الصعود في الأدراج وقد إختار العيش في الطابق الأرضي بطلب من الطبيب قصد الإبتعاد عن الإجهاد ولكنه وجد نفسه يعاني من إرهاق آخر هم أبناء الحي وصراخهم أثناء لعبهم العنيف. عائلات تمنع أطفالها من الخروج أما عائلات أخرى فقد إختارت أن تمنع أطفالها من الخروج واللعب في الخارج خوفا عليهم ممّا قد يحمله لهم الشارع وهذا ما أخبرتنا به السيدة رشيدة التي لا تسمح لأولادها بالخروج واللعب مع أقرانهم في الخارج فحسب رأيها فإن غياب أماكن اللعب المخصّصة للأطفال هو الذي دفع بها لترك أولادها في البيت وبدل من اللعب بشكل طبيعي فإن أولادها يتسلون بالحواسيب والألعاب الإلكترونية وقد قالت بأنها تتأسف على الحال الذي وصلت له وهي تعي مدى خطورة الحاسوب على أطفالها ولكن ليس باليد حيلة على -حد تعبيرها-. الرياضة هي الحل بالنسبة للبعض فيما يرى بعض الأولياء أن الرياضة هي الحل الوحيد واتخذوها كمتنفس لأطفالهم وهم يتكبدون عناء البحث عن القاعات الرياضية ونقل أطفالهم لها لأن هذه الأخيرة غير متوفرة بجميع الأحياء ولإيجادها وجب قطع أشواط كبيرة في ذلك وقد أخبرنا عبد المالك رياضي سابق في رياضة الفنون القتالية بأنه عازم على إشراك أطفاله في نادي رياضي مهما كلّفه الأمر رغم إبتعاد المكان ليتفادى خروجهم إلى الشارع ولعبهم بالأرصفة وبمحاذاة السيارات مثلما شاع عن أطفال اليوم مما يعرضهم إلى حوادث المرور وكذا ملاحظات الجيران وشكواهم المتكررة. إن اللّعب مهمٌ جدا في تكوين شخصية الطفل المستقبلية لهذا وجب تخصيص أماكن خاصة للعب الأطفال وكذا تهيئة القاعات الرياضية لتستوفي طلب المقبلين عليها نظرا لأهمية الموضوع الذي يُعد واحدا من العوامل التي من شأنها أن تضمن تنشئة الطفل تنشئة سليمة.