خبراء الصحة يدقون ناقوس الخطر الاستعمال الواسع للأكياس البلاستيكية يهدد البيئة
ربما لا يتصور البعض أن يعيش دون استخدام البلاستيك في حياته اليومية خاصة في ظل انتشار استخدام الأكياس البلاستيكية لتغليف وتعبئة ونقل معظم السلع لاسيما الغذائية. آثار صحية وبيئية كارثية تتزايد مع ارتفاع معدلات استخدام البلاستيك وكمثال فإن عدد أكياس البلاستيك المستهلكة سنوياً على الصعيد العالمي تتراوح بين 500 إلى 1000 مليار كيس! أنواع عديدة من التلوث الغذائي تحدث بسبب استخدام هذه النوعية من الأكياس الأمر الذي دفع خبراء الصحة والبيئة للمطالبة بالسعي إلى عالم بلا أكياس بلاستيكية! ويىء الخيراء أن المواد البلاستيكية تبلغ أنواعها نحو 10 آلاف صنف معظمها يرفع نسب الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان! ومن ثم فإن ثمناً باهظاً يدفعه الإنسان بإصراره على اللجوء للبلاستيك في حياته اليومية والفاتورة مزدوجة بمعنى أن الشخص يدفع مرتين: الأولى من صحته والثانية في العلاج المكلف الذي يتطلب تكاليف تفوق قدرته! أضف إلى ذلك السلبيات الناتجة عن تدوير المخلفات البلاستيكية بشكل خاطئ إذ تعد من أهم المشاكل التي تعاني منها الحكومات وذلك بعد أن أصبحت تشكل تهديداً مباشراً للصحة العامة هذا في الوقت الذي عجزت فيه الجهات المسؤولة عن اتخاذ إجراءات رادعة تجاه المصانع العشوائية التي تستخدم تلك المخلفات السامة وتعيد بيعها للتجار بمختلف أنشطتهم يستخدمونها لتعبئة المواد الغذائية التي يشتريها المواطنون مما يهدد حياتهم بالخطر. خطورة البلاستيك تكمن في كونه مادة غير آمنة ولا يجوز استعماله بعد تدويره في تعبئة المواد الغذائية مهما كانت درجة نقائه وذلك لأنه عند تدويره يتحول إلى مواد مسرطنة ضارة بالصحة نظراً لاحتوائه على مادة (الدايوكسين) وهي من مشتقات المواد البتروكيماوية كما أن المواد التي تدخل في صناعة البلاستيك الخام عند انصهارها بالحرارة تتحول إلى مواد ضارة تساعد على تسمم الكبد لذا يجب ألا يتم استعمال أكياس البلاستيك في حفظ الأطعمة لخطورتها على صحة الإنسان. كما أن عمليات التدوير المتبعة حالياً في صناعة البلاستيك تعتمد مع الأسف على أرخص وأسهل وسيلة حيث يتم تدخين وغليان جميع أنواع البلاستيك بعد تجميعه عند درجة حرارة معينة تسمح له بالانصهار مما يؤدي لاستخراج أنواع غير نقية. من الضروري اللجوء إلى استعمال البدائل الآمنة مثل الزجاج لأنه مادة خاملة ولا تتفاعل مع أية أطعمة أو سوائل وأيضاً الورق لتجنب إصابة الإنسان بالأمراض الخطيرة التي تؤثر على صحته. ولا ننفي العديد من المبادرات الجزئية التي انطلقت في العديد من الدول على غرار الجزائر وتشكل في مجملها خطوات على طريق الوصول إلى (حياة بدون بلاستيك) من ذلك: حملات تدعو إلى مقاطعة الأكياس البلاستيكية واستخدام أخرى ورقية وفرض ضرائب أكبر على المنتجين لخفض أرباحهم. كتابة عبارات تحذير على العبوات البلاستيكية للتخويف من الاستمرار في استخدامها مع صعوبة التخلص منها. التوسع في البدائل خاصة التغليف بالورق. غير أن المبادرة الأكثر ثورية تتمثل في اللجوء إلى تقنية مختلفة تماما لإنتاج نوع من البلاستيك القابل للتحلل إلى مواد صديقة للبيئة دون صعوبة كما هو الحال بالنسبة للأنواع المستخدمة الآن لإنتاج الأكياس البلاستيكية صعبة التدوير والتي يكلف التخلص منها الكثير لكن إلى أن يتم تعميم الفكرة ونشرها عالمياً فإن الحكومات ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالبيئة والصحة ينبغي أن تنشط في شن حملات واسعة النطاق للتحذير والكشف عن مخاطر الأكياس البلاستيكية.