* خسائر بالملايير·· وحديث عن أيادي خفية يُنتظر أن تشهد أسعار السكر والزيت انخفاضا محسوسا في الساعات القليلة القادمة، وعلى أقصى تقدير في غضون أيام قليلة، وذلك بعد أن اتخذت الحكومة إجراءات صارمة للضرب بيد من حديد على أيدي المضاربين الذين ألهبوا الشارع الجزائري، وتسببوا في اندفاع عدد من الشباب والمراهقين نحو استخدام أساليب غير حضارية للتعبير عن غضبهم من الزيادات الأخيرة في الأسعار، وهي الزيادات التي ستكون محور اجتماع طارئ لمجلس وزاري مشترك يُعقد اليوم السبت لكبح جنون الأسعار· علمت أخبار اليوم من مصادر مطلعة أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وجّه أمرا مستعجلا للحكومة لاتخاذ الإجراءات المناسبة التي من شأنها كبح أسعار السلع ذات الاستهلاك الواسع التي شهدت ارتفاعا كبيرا في الأيام الأخيرة، وهو الارتفاع الذي اتخذ منه المتهورون من المراهقين مبررا للتخريب والشغب، بينما لم يستبعد بعض المتتبعين وجود أيادي خفية وزراء أعمال التكسار التي طالت ممتلكات خاصة وعمومية، وخلفت خسائر بالملايير· ولا يستبعد المتتبعون أن تكون أيادي في الداخل، لها امتدادات وولاءات خارجية، وراء تنامي موجة التخريب عبر العديد من مدن البلاد، وهي أيادي أزعجها التطور الكبير الذي شهدته الجزائر في السنوات الأخيرة، والثورة التنموية التي تمهد لوضع الجزائر على خارطة البلدان الأكثر تقدما في العالم، فأبت إلا أن تضرب برنامج الرئيس والمخطط الخماسي بهذه الطريقة الدنيئة، مستغلة غضب الشارع الجزائري من الزيادات الكبيرة في أسعار بعض المنتجات· وفي سياق متصل، أكد وزير التجارة السيد مصطفى بن بادة يوم الخميس أن توزيع المواد ذات الإستهلاك الواسع التي شهد بعضها ارتفاعا مفاجئا في بداية شهر جانفي سيعرف انفراجا إبتداء من الأسبوع المقبل· وفي تصريح للصحافة أكد السيد بن بادة أن مصالحه قد بدأت تتحكم في الأزمة التي سببها الارتفاع المفاجئ في أسعار بعض المواد الواسعة الاستهلاك مضيفا أن بوادرانفراج هذه الأزمة ستظهر ابتداء من الأسبوع المقبل· وفي سياق ذي صلة، كشف وزير التجارة أمس الجمعة أنه سيتم اليوم السبت عقد مجلس وزاري لدراسة وسائل التحكم في الارتفاع الكبير لأسعار بعض المنتجات ذات الاستهلاك الواسع الذي تم تسجيله في الأيام الأخيرة· وسيخصص هذا اللقاء حسب الوزير لدراسة النصوص التطبيقية للقوانين المتعلقة بالمنافسة والممارسات التجارية لا سيما الشق المتعلق بهوامش الربح الخاصة بالمنتجات ذات الاستهلاك الواسع· وفي هذا السياق ذكر السيد بن بادة بتنصيب مجموعة عمل مشتركة تضم مسؤولين بالوزارة وممثلين عن منتجي ومحولي المنتجات ذات الاستهلاك الواسع للسماح لهؤلاء المتعاملين بالمساهمة في تطبيق هذه النصوص· وقد شهدت أسعار المنتجات الأساسية كالسكر والزيت والفرينة والحبوب ارتفاعا كبيرا بلغ من 20 إلى 30 بالمائة لبعض هذه المواد تلته إشاعات خالية من الصحة حول ارتفاعات محتملة وندرة في بعض المواد· وتندرج هذه الزيادة في إطار وضع دولي يتميز بارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية في الأسواق الدولية· وقد بلغت أسعار المنتجات الغذائية أرقاما قياسية في شهر ديسمبر الفارط حسب منظمة التغذية العالمية، حيث ارتفع مؤشر 55 منتجا غذائيا أساسيا في شهر ديسمبر للشهر السادس على التوالي· وقد شمل ارتفاع الأسعار العالمية كل من السكر والحبوب والزيوت ومشتقاتها·