انتقلت موجة حوادث الشغب المتفرّقة إلى بلدية مفتاح بولاية البليدة، إذ قام مئات المحتجّين بأعمال تخريبية طالت مقرّ الأمن الحضري، وكذا وكالة الضمان الاجتماعي ومقرّ شركة التأمينات، فضلا عن مقرّ الدائرة الإدارية وسرقة كلّ أجهزة الكمبيوتر بها والأثاث الموجود بها وباقي الأغراض وحرق الوثائق الرّسمية. حيث التهبت النيّران في كلّ هيئة حكومية تعبيرا من الغاضبين على سياسة الدولة في عدم التحكّم في الأسعار التي مسّت جيوبهم وأجّجت نيران غضبهم، وقام المتظاهرون بأعمال تخريبية حالت دون تمكّن قوّات الأمن التي انتشرت في كلّ مكان من احتواء الوضع رغم تعزيز قوّاتها بفرق الدرك الوطني وعناصر من الجيش الوطني الشعبي بعد تخريب عدد المقرّات العمومية وحرقها كمقرّ شركة سونلغاز. وقد حاول المحتجّون التنقّل إلى مصنع تكرير الزجاج التابع لرجل الأعمال يسعد ربراب المتعامل الأوّل لمادة الزيت والسكر بالجزائر غير أن تعزيز قوّات الأمن تواجدها حال دون تمكّنهم من الولوج غليه وإلحاق أضرار به، كما طوّقت مقرّ البنك الفلاحي بمفتاح لحمايته من أيّ تخريب قد يطوله· بلدية الكاليتوس هي أخرى لم تسلم من أعمال التخريب التي طالت أمس كلّ من ملحقة بلدية الكاليتوس ومقرّ الضرائب بأولاد الحاج رفقة مؤسسة تربوية مسعودة جيدة بعد أن أقدم عشرات من الشباب على اقتحامها وشنّ هجوم على كلّ ما هو تابع لأملاك الدولة، إذ تعرّضت المؤسسة لتخريب وسرقة مختلف الهياكل الخاصّة بها من كراسي ومكاتب وتعرّضت القاعات للتكسير والتخريب، قبل أن تتدخّل قوّات مكافحة الشغب التي عزّزت قوّاتها وانتشرت في مختلف المداخل المؤدّية إلى البلدية. وقد شهدت الاحتجاجات موجة اعتقالات بعد أن قام المتظاهرون بإشعال النّيران واستعمال القارورات المسيلة للدموع وأسلحة خطيرة زيادة عن الرّشق بالحجارة الذي طال عناصر الأمن، حيث لم تسجّل إصابات في صفوفهم، مع العلم أن تمركز المحتجّين كان بالقرب من مقرّات الأمن بكلّ من الطريق الرئيسي. وقد واجهت قوّات الأمن صعوبة كبيرة في احتواء موجة الغضب الشديدة هذه، إذ اضطرّت عناصر الأمن إلى التراجع بعد اقتحام مقرّ البلدية من قبل المحتجّين·