تلاميذ يدرسون وسط الأنقاض وآخرون يدرسون ب (الدالة) يعود اليوم ملايين التلاميذ إلى مدارسهم بعد العطلة القصيرة لعيد الأضحى المبارك وبعد مشاركة الفرحة الكبيرة مع الأهل والأصدقاء يعاودون الرجوع إلى مقاعد الدراسة أين يجدون مدارسهم على حالها بكلّ المشاكل المتراكمة في الداخل والخارج. س.ب حالة لا توصف وقفت عليها (أخبار اليوم) في بعض المدارس في قلب العاصمة فبعد أن كان الحديث عن مشكل الاكتظاظ المتواصل منذ الدخول المدرسي فإن المشكل الآن يتجاوز ذلك بكثير إذ لم يعد الأمر يقتصر على مستقبل التلاميذ الدراسي وإنما وصل إلى حدّ تهديد حياتهم بالخطر. عيّنات أخذناها من كلّ من بلدتي الجزائر الوسطى والقصبة أين واجهتنا مشاهد كارثية لمؤسّسات تربوية تعرف مستويات متقدّمة من التدهوّر تحيط بها الأنقاض من كلّ ناحية والمارّ بمحاذاتها لا يصدّق أن هناك تلاميذ يدرسون في هذه المؤسّسات ويتلقّون تعليمهم ويحاسبون على الغيابات والحضور إلى أقسام تتواجد في قاع الأنقاض. مدرسة الشهيد (فرحات شريك) المتواجدة ببلدية الجزائر الوسطى حالة قد لا تكون فريدة من نوعها في إقليم البلدية بالنظر إلى عمليات الترحيل الجماعية التي عرفتها المنطقة في الفترة الماضية والتي خلّفت أطنانا من الأنقاض ما تزال تراوح مكانها منذ شهور في انتظار من يقوم برفعها فأينما ولّيت وجهك في هذه المنطقة تقابلك الأنقاض وكأن زلزالا ما مرّ من هنا والحال كذلك منذ شهور. من ضمن المتضرّرين من هذه الوضعية هذه الابتدائية الواقعة في قلب الأنقاض فلقد شهد محيطها عملية ترحيل ضخمة لثلاث بنايات هشّة وفيما تمّ تهديم البنايات بشكل شبه كلّي بقيت الأنقاض على حالها دون أيّ عملية رفع وتطهير حيث أصبحت المدرسة محاطة تماما بالأنقاض حتى باتت لا تكاد ترى من بعيد. والمشكل أن موسم الشتاء قد اقترب والخطر سيتضاعف في حال سقوط بقايا البنايات عندها ستحدث الكارثة. والكارثة لا تقتصر على هذه المدرسة في بلدية الجزائر الوسطى وإنما تعرفها أيضا البلدية المجاورة لها وهي القصبة التي باتت تعرف بالتدهوّر الشديد لبناياتها والآن باتت المؤسّسات التربوية هي الأخرى في مرمى الخطر حيث تعرف متوسّطة (محمد بوراس) بحي النصر هي الأخرى نفس الحالة من تراكم الأنقاض عقب عملية ترحيل لبعض البيوت المقابلة للمدرسة حيث بقي الوضع على ما هو عليه والتلاميذ يدرسون في متوسّطة محاصرة بالأنقاض والمخاطر. مأساة المدارس في العاصمة خلال هذا الموسم الدراسي طبعتها أيضا مشاكل الاكتظاظ التي تتكرّر في كلّ موسم دراسي والتي مسّت خلال هذا العام الجهة الشرقية للعاصمة بسبب عمليات الترحيل الكبرى التي عرفتها المنطقة حيث تضاعفت الكثافة السكّانية بشكل كبير وبالتالي تضاعف عدد التلاميذ ولم تستوعب إلى اليوم هذه المؤسّسات المتواجدة في هذه المناطق الكمّ الهائل من التلاميذ والعيّنة أخذناها من حي 700 مسكن في عين النعجة والذي عرف عملية ترحيل كبرى في الفترة الماضية وفي هذه النقطة تمّ تبديل توقيت دراسة التلاميذ فتلاميذ السنة الأولى أصبحوا يدرسون فقط في الفترة الصباحية بالنظر إلى الاكتظاظ الذي أجبرهم في بداية السنة على تدريس مجموعات في قسم واحد. كما تمّ تحويل تلاميذ متوسّطة إلى ابتدائية للتخفيف من المشكل الذي تحوّل إلى كابوس يسيطر على هذا الموسم الدراسي فمن ينقذ تلاميذ الجزائر من هذا الواقع المخيف؟