طفت إلى السطح من جديد أزمة الاكتظاظ والفوضى التي شهدتها وستشهدها مع الدخول المدرسي القادم مدارس المدينةالجديدة علي منجلي بقسنطينة في ظل التأخر الكبير الذي تعرفه المشاريع الجاري إنجازها، وتلك التي تمت برمجتها منذ مدة، ولم تنطلق بها الأشغال بعد. مشكل الاكتظاظ بقسنطينة عاد ليطرح نفسه في وضعية قديمة جديدة لازمت المؤسسات التربوية بالمدينتين الجديدتين علي منجلي وماسينيسا منذ سنوات، غير أن الأمر هذه المرة يتعلق بعمليات ترحيل بالجملة ستمس على مراحل حوالي 10 آلاف عائلة يتطلب احتواء أطفالها المتمدرسين توفير ما لا يقل عن 12 مؤسسة تعليمية جديدة، بالإضافة للموجودة حاليا لبلوغ نسب متوسطة داخل كل قسم تتراوح بين 30 و35 تلميذا، الأمر الذي تشير المعطيات المتوفرة -حسب مصدر مسؤول بمديرية التربية- إلى أن تحصيله يتطلب سنوات أخرى، وأن أقل معدل يمكن بلوغه بعد حوالي ثلاث سنوات من الآن لن يقل عن 40 تلميذا في القسم بعد استلام جميع المشاريع المبرمجة والجاري إنجازها، ويقدر عددها بحوالي 20 مشروعا من بينها 13 مشروعا لا يزال مجرد حبرا على ورق، ويتعلق الأمر بإنجاز مجمعات مدرسية في الطور الابتدائي وأربع متوسطات بالوحدات الجوارية 14، 17، 18 و19 إلى جانب مشاريع لثلاث ثانويات. المصدر ذاته أضاف بأن معدلات الاكتظاظ ستبقى على حالها والعدد مرشح للارتفاع إلى ما بين 55 و60 تلميذا بسبب محدودية عدد الأماكن وعدم استلام المشاريع التي كان من المقرر أن تدخل حيز الخدمة مع بداية الموسم الدراسي القادم، ويتعلق الأمر بمتوسطتين بلغت نسبة الأشغال بهما عتبة ال 90 بالمئة بكل من الوحدتين الجواريتين 13 و18 ومشاريع أخرى ذكر أصحابها، على هامش الزيارة التي قادت والي قسنطينة إليها، صباح أمس، أن نقص السيولة المالية كان السبب في تأخر موعد التسليم، وأنهم وجهوا نداءات متكررة للجهات المختصة، غير أنها لم تعرهم أي اهتمام، وهو ما احتج عليه المسؤول الأول على الولاية. الوضعية التي تعيشها معظم مؤسسات علي منجلي ستستمر على حالها لمواسم دراسية أخرى، حسبما صرح به ممثل عن المصالح البلدية بعلي منجلي الذي أضاف في حديثه بأن أكبر نسب الاكتظاظ ستسجل بالمؤسسات المتواجدة بالوحدات الجوارية 13 و12 و18 و19 التي سيتم بها إسكان العائلات التي سترحل مستقبلا، وقد وصل عدد التلاميذ بها السنة الماضية إلى 65 تلميذا في القسم خاصة على مستوى متوسطة سعدة خلخال وثانوية بوهالي السعيد وعدد كبير من المدارس الابتدائية المتواجدة بالجهة العلوية للمدينة، الأمر الذي جعل إمكانية تقديم الدروس أمرا شبه مستحيل في وضعية عجلت بدق الأساتذة والمعلمين لناقوس الخطر، وطالبوا حينها الجهات الوصية بوضع استراتيجية عملية توافق فيها بين عمليات الترحيل ومواعيد استلام المؤسسات التربوية الجديدة. تجدر الإشارة إلى أن السلطات المحلية بالولاية حددت تاريخ الفاتح سبتمبر الداخل للشروع في عملية ترحيل سكان حي فج الريح وبعض المناطق الأخرى كمرحلة أولى، ويقدر عددهم بحوالي 1700 عائلة على أن يمس الترحيل سكان باقي الأحياء التي أجريت القرعة لسكانها خلال الفترة التي امتدت بين سبتمبر 2011 وجويلية 2012 في وقت لاحقا تماشيا واستلام المشاريع السكنية الجاري إنجازها بالمدينتين الجديدتين علي منجلي وماسينيسا.