فيما يدعم الاتحاد الأوروبي جهود الأممالمتحدة الجزائر تدعو إلى تكريس حق الشعب الصحراوي أكّد ممثل الجزائر الدائم لدى منظمة الأممالمتحدة صبري بوقادوم أنّ مسألة الصحراء الغربية لا يمكن حلها إلا من خلال تمكين الشعب الصحراوي من حقه (الأساسي) في تقرير مصيره. وفي مداخلته خلال النقاش الذي نظّمته لجنة المسائل السياسية الخاصة وتصفية الإستعمار بالأممالمتحدة والتي تتواصل أشغاله بنيويورك ذكر السيد بوقادوم بأنّ مسألة الصحراء الغربية تندرج ضمن مسار تصفية الإستعمار مؤكدا أنّه لم يتم بعد تسويتها بما أن الصحراء الغربية لا تزال مدرجة ضمن قائمة الأراضي غير المستقلة. وأضاف أنّ هذه المسألة (هي مسألة إفريقية أيضا بدليل المواقف المتعددة التي إتخذها الإتحاد الإفريقي لدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وهو الحق الذي أقره مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة). وفي ذات السياق أبرز السيد بوقادوم أهمية (التأكد من أنه لا أحد يمس بالقواعد التي حددتها الجمعية العامة ومجلس الأمن بإعتبارهما مرجعيتين وليسا طرفين) داعيا منظمة الأممالمتحدة إلى (الإلتزام بمسؤولياتها والسّهر على حماية حقوق الإنسان والحفاظ على الموارد الطبيعية لهذه الأراضي). وذكر ممثل الجزائر أنّه يشاطر رأي بعض الوفود القاضي بكون نزاع الصحراء الغربية يشكل تهديدا على المنطقة مجددا عزم الجزائر على تعزيز تعاونها مع منظمة الأممالمتحدة بشأن هذه القضية. وخلص إلى القول بأن الجزائر ستكون أول من (يعرب عن إرتياحه عندما يقرر الشعب الصحراوي مصيره). من جانب آخر أكّدت الممثلة السامية للسياسة الخارجية والأمنية بالإتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فيدريكا موغريني أن الإتحاد الأوروبي لن يقوم بأي عمل من شأنه إضعاف المسار الأممي لتسوية نزاع الصحراء الغربية. وقالت السيدة موغريني أنّ (الإتحاد الأوروبي يدعم جهود الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ويحظى بقبول الطرفين) لهذا النزاع (كما أنّ الإتحاد الأوروبي لن يقوم بأي عمل من شأنه إضعاف هذا المسار). وجاء تدخل المسؤولة الأوروبية كرد على سؤال للنائب الأوروبي الإسباني خوسو خواريستي أبونث الذي دعا الإتحاد الأوروبي إلى تعيين خبير (لمراقبة حقوق الإنسان) بالصحراء الغربية من أجل توسيع مهام بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء بالصحراء الغربية (المينورسو) إلى حقوق الإنسان. وبعد أن أعربت عن إنشغالها بشأن (إستمرار هذا النزاع الإقليمي وإنعكاساته على الأمن والتكامل بالمنطقة وضعت نفس المتحدثة تصريحات النائب الأوروبي في إطارها الصحيح موضحة أنّ الإتحاد الأوروبي يرفض أي تدخل في مسار تسوية قضية الصحراء الغربية التي تبقى (من الإختصاص الحصري للأمم المتحدة). وذكرت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية في هذا السياق أن مجلس الأمن كان قد مدد عهدة المينورسو إلى غاية أفريل 2016 مضيفة أن أي عمل خارج الإطار الأممي من شأنه إضعاف جهود المجموعة الدولية الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للنزاع.