في غياب الرقابة والأمن *** لم تعد ظاهرة السرقة حكرا على الأماكن المعروفة والمزدحمة في العاصمة كساحة الشهداء وتافورة والحراش بل تعدتها في الأونة الأخيرة إلى العديد من محطات نقل الطلبة إذ يستغل اللصوص غياب الأمن والفوضى وبهذا الخصوص يشكو طلبة كلية علوم الإعلام والإتصال ببن عكنون المستخدمون لمحطة نقل الطلبة إنتشار ظاهرة السرقة والإعتداءات الخطيرة التي يمارسها منحرفون في ظل نقص الرقابة وغياب الأمن في الأماكن المزدحمة.. وعبّر العديد من الطلبة بكلية علوم الإعلام والإتصال عن سخطهم الكبير من الظروف الكارثية التي تشهدها محطة نقل الطلبة إذ أكّد لنا بعض الطلبة أنّهم تعرضوا لعمليات سرقة إستهدفت هواتفهم النقالة ومبالغ مالية معتبرة منتهزين تدافع الطلبة على ركوب الحافلة أثناء وصولها وحسب الطلبة أيضا أنّ هذه الظاهرة تأخذ أبعادا خطيرة لأن في كثير من الأحيان يستخدم اللصوص الأسلحة البيضاء التي تهدد حياة الطلبة. كما إشتكت العديد من الطالبات من هذه العمليات الإجرامية التي تستهدف البنات أكثر لأنهن فريسة سهلة كون معظمهن عاجزات عن الدفاع عن أنفسهن وفي هذا السياق أخبرتنا إحدى الطالبات أنها أثناء ركوب الحافلة وفي ظل التدافع تعرضت لمحاولة سرقة لأنها إكتشفت السارق بمساعدة أحد الطلبة الذي كان خلفها وعندما حاول مساعدتها فعلق هذا الأخير في شجار مع السارق وصل إلى حد إستخدام الأسلحة البيضاء أما طالبة أخرى تعرضت أيضا لسرقة في نفس المحطة أخبرتنا عن إستيائها لأنّ هذه الظاهرة تكون أمام مرأى الجميع وأمام الشرطة فالشرطة لا تبعد إلا أمتار عن هذه المحطة. وقد أبدى العديد من الطلبة تخوفهم الشديد من إستفحال ظاهرة اللصوصية خاصة في الفترة المسائية بين الرابعة والسادسة مساء كما أخبرنا أحد الطلبة أنّ هذا الأمر راجع إلى غياب الرقابة من طرف أعوان الأمن لأن حافلات نقل الطلبة أصبحت مثل حافلات النقل العمومي يستغلها مواطنون ليست لهم علاقة بالتعليم العالي إذ أصبحت هذه الحافلة تشهد إزدحاما كبيرا وجد فيه المنحرفون غايتهم لتنفيذ خططهم الإجرامية لأن أعوان الأمن تخلوا عن مراقبتهم لبطاقة الطالب أو بطاقة النقل الجامعي. وما لاحظناه في هذه المحطة أن اللصوص يتقمصون مختلف الأدوار من أجل الوصول إلى مبتغاهم إما عن طريق تبادل أطراف الحديث مع البنات أو عن طريق التحرش ويتقمصون أيضا دور الطلبة إذ يحملون محافظ أو كتب لكي لا يلفتوا الأنظار ولكي لا يكون محل شك من طرف الطلبة كما علق أحد الطلبة أنّنا أصبحنا كلما نصعد في الحافلة فلا تمر إلا بعض الدقائق والسائق يتوقف على صراخ إحدى الفتيات فاقت من غفلتها بعد فوات الأوان هذه الظاهرة أثارت إستياء وسخط الطلبة وتخوفهم الشديد إذ أصبحت السرقة تهدد حياتهم إذ طالبوا السلطات المعنية بتوفير الأمن في محطات النقل الجامعي وتكثيف المراقبة في الحافلة لكن للأسف لا حياة لمن تنادي.