(همجية) الصهاينة تشعل العالم *** اعتقال تعسّفي لرئيس علماء فلسطين --- أفاقت أخيرا المنظّمات الدولية المعروفة بتدخّلها الدائم في الدول العربية والإسلامية بإصدار تقارير استنكار وإدانة دائمة لانتهاك الحقوق الإنسانية في هذه الدول وعلى رأسها (أمنستي) التي أصدرت تقرير إدانة متأخّر بعد أسابيع من الانتفاضة الفلسطينية والانتهاكات العلنية للصهاينة. ق. د / وكالات استنكرت منظّمة العفو الدولية (سلسلة عمليات القتل غير القانونية) و(التدابير المتطرّفة) التي نفّذتها دولة الاحتلال في حقّ الفلسطينيين في كلّ من القدس الشرقية والضفّة الغربية المحتلّتين. وقالت المنظّمة إنها توصّلت إلى أن بعض العمليات التي سقط فيها فلسطينيون قتلى لم تكن مبرّرة وإن القوّات الصهيونية تستخدم (إجراءات مفرطة وغير قانونية). وأضافت المنظّمة في بيان أنها وثّقت ما لا يقلّ عن أربع حالات تمّ فيها إطلاق النّار عمدا على فلسطينيين دون أن يمثّلوا أيّ تهديد مباشر (فيما يبدو أنه خارج نطاق القضاء). ورصد بيان المنظّمة في بعض الحالات ترك الشخص المصاب بالرصاص (ينزف حتى الموت على أرض الميدان ودون تقديم مساعدة طبّية عاجلة له في انتهاك لحظر التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيّئة). ووفق البيان فإن قوّات الاحتلال قتلت منذ 1 أكتوبر أكثر من 30 فلسطينيا في الضفّة الغربية المحتلة بعد عمليات طعن أو (ما تزعم دولة الكيان أنه كان تهديدا بعمليات طعن). وقال فيليب لوثر مدير منطقة الشرق الأوسط وبرنامج شمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: (برز نمط واضح للقوّة المميتة التي تستخدم بصورة غير قانونية من قِبل قوّات الاحتلال في أعقاب موجة من هجمات الطعن الأخيرة التي نفذها فلسطينيون ضد مدنيين صهاينة وقوّات الجيش أو الشرطة في الاحتلال والضفّة الغربية المحتلّة). ووفق المنظّمة فإن (هناك أدلّة متزايدة على أنه كما ارتفعت حدّة التوتّر بشكل كبير وفي بعض الحالات يبدو أن قوّات الاحتلال مزّقت كتاب القواعد ولجأت إلى تدابير متطرّفة وغير قانونية). ويضيف التقرير يبدو أنهم عرضة بشكل متزايد لاستخدام القوّة المميتة ضد أيّ شخص يرون أنه يشكّل تهديدا دون التأكّد من أن التهديد حقيقي. * حملة اعتقالات واسعة بالتزامن مع هذه الردود العالمية شنّت قوّات الاحتلال فجر أمس الأربعاء حملة اعتقالات في عدد من مناطق الضفّة الغربية والقدس المحتلّتين طالت عشرات الفلسطينيين بينهم رئيس رابطة علماء فلسطين مصطفى شاور وكذلك أسرى محرّرين. ودهمت قوّات الاحتلال منزل شاور في مدينة الخليل وقامت باعتقاله فيما قامت باعتقال الناشط في تجمّع شباب ضد الاستيطان في الخليل محمد الزغير كما اعتقلت 28 فلسطينيا من محافظة الخليل حسب ما أفاد الباحث الصحفي في مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان محمود مطر. وفي رام اللّه (وسط الضفة) اعتقلت قوّات الاحتلال خمسة فلسطينيين بينهم طالبة جامعية عقب دهم منزلها بقرية شقبة غربي رام اللّه في وقت اعتقلت فيه شابّين من قرية بيت فوريك شرقي نابلس إلى الشمال من الضفة. قوّات الاحتلال اعتقلت أيضا شابّين من مدينة جنين أحدهما الأسير المُحرّر فتحي محمد عتوم أثناء مروره عن حاجز زعترة جنوبي نابلس فيما اعتقلت فلسطينيا آخر من بلدة طمون بمحافظة طوباس شرقي الضفة. وفي القدس اعتقلت قوّات الاحتلال 15 فلسطينيا من مناطق مُتفرّقة في محافظة القدس بينهم امرأتان واقتادتهم إلى مراكز التحقيق التابعة لها فيما اعتقلت شابّين من مدينة بيت لحم عقب دهم منزلهما. إلى ذلك اقتحم مستوطنون باحات الأقصى بحماية من شرطة الاحتلال حيث قاموا بآداء طقوس تلموذية هناك وفق ما قال المركز الإعلامي المتخصّص بشؤون القدس والأقصى (كيوبرس). ورفض النائب العربي في الكنيست باسل غطاس طلبا من شرطة الاحتلال في القدس بمغادرة باحات المسجد الأقصى تنفيذا لتعليمات كان أصدرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أخيرا يحظر فيها على وزراء في حكومته وأعضاء كنيست دخول المسجد الأقصى وزيارته. لكن النائب غطاس زار الأقصى وجال في ساحاته قبل أن تعترضه قوّات الاحتلال وتحاول إخراجه من هناك إلاّ أنه لم ينصع لتعليماتها وواصل الجولة وسط حالة من التوتّر سادت المكان في أعقاب ما أثارته تلك الجولة من ردود فعل صهيونية غاضبة والتحذيرات التي وجهت له من قبل ضباط الشرطة. على صعيد آخر أطلقت قوّات الاحتلال الرصاص المطاطي باتجاه طلبة المدارس في منطقة رأس العامود ببلدة سلوان ولم يبلّغ عن وقوع إصابات في حين خرجت مسيرة طلاّبية حاشدة في بلدة قباطية جنوبي جنين مُطالبة بتسليم جثمان الشهيد الفتى أحمد محمد كميل المحتجز لدى سلطات الاحتلال لليوم الخامس على التوالي وجابت المسيرة شوارع بلدة قباطية. * الرائد صلاح يشدّد: (تفاهمات كيري مكانها سلّة المهملات) قال رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتلّ رائد صلاح إن (التفاهمات التي يحاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تمريرها في المنطقة مكانها سلّة المهملات) مقلّلا من شأن الحكم الذي صدر عليه أمس بالسجن الفعلي مدّة 11 شهرا. وأكّد صلاح في حديث للصحفيين عقب النطق بقرار محكمة الاحتلال بالقدس أن كيري يهدف من خلال تفاهماته إلى (تكريس شرعية باطلة للاحتلال في المسجد الأقصى وإضفاء شرعية لاقتحامات المستوطنين وتحويل حقّ المسلمين في الدفاع عن القدس إلى إرهاب أو تحريض). ورفضت أمس المحكمة اللوائية التابعة للاحتلال في القدس استئناف رائد صلاح حيث سيدخل السجن في 15 / 11 / 2015 لقضاء حكم سابق بالسجن الفعلي لمدّة 11 شهرا. يذكر أن نيابة الاحتلال طالبت باعتقال الشيخ صلاح ما بين 18 و40 شهرا بزعم التحريض في خطبة ألقاها عام 2007 في وادي الجوز في القدس المحتلّة وتعقيبا على قرار الحكم عليه بالسجن قال إن (هذه ليست محاكمة لأشخاصنا بل محاكمة لثوابتنا) مشدّدا على أن (الأقصى حقّ إسلامي عربي فلسطيني خالص وأن الوجود الصهيوني فيه باطل بلا شرعية وإلى زوال) وقلّل من شأن التهديدات بإخراج (الحركة الإسلامية) و(التجمّع) عن القانون مضيفا: (لن نخاف كل التهديدات).