تستغيثان بذوي القلوب الرحيمة لمساعدتهما أم وابنتها المعاقة تتكبدان الجوع والحرمان في بيت قصديري تزامنا مع حملة الترحيل التي مست بعض الأحياء القصديرية في العاصمة ارتأينا تنظيم خرجة إلى أحد الاحياء قبل طي ملفاتها نهائيا لرصد معاناة المعذبين في الأرض وبالفعل قادنا عملنا إلى بيت سيدة قاسمتنا هموما وأحزانا تهتز لها الجبال تعدى عمرها 25 عاما فهي مطلقة تكفل بمفردها شابة معاقة دون أدنى دخل حيث تعتمد في عيشها وعيش ابنتها على منحة المعاق التي تستفيد منها ابنتها.. حواء سي محند تنقلنا قبل أيام قليلة إلى أحد الأحياء القصديرية العتيقة بالعاصمة وهو الحي المتواجد بعين المالحة ببلدية عين النعجة بعد أن قادنا عملنا إلى هناك للوقوف على حالة العائلات داخل هذا الحي الهش الذي يعود إلى سنوات الاستقلال ونحن نسير بين أزقته الضيقة والمنحدرة بصعوبة بالغة نتلمس جدرانه التي تآكلت من أثر الأمطار وتعاقب السنوات السوداء التي تركت بصمتها على كل زاوية وكل بيت في هذا الحي التقينا ب(حمدة) لتروي لنا قصتها المؤلمة التي عاشت ولا تزال تعيش تفاصيلها في هذا الحي.. حكم قاس يطلقه الأب ... تعيش السيدة (حمدة) منذ زواجها قبل 26 عاما في هذا الحي القصديري حيث أنجبت ابنتها الوحيدة التي ولدت معاقة حركيا وذهنيا لا تسير ولا تتكلم بدأت تعاني مع مرور الأيام والأعوام من نوبات الصرع الحادة التي زادت من حدة وضعها الصحي وفي ظل هذه الظروف المزرية التي كانت تتخبط فيها العائلة لم يتحمل الوالد فكرة إنجابه طفلة معاقة فقرر أن يرمي بحملها ومسؤوليتها على عاتق الأم المسكينة وهجرهما معا وكانت ابنته المعاقة لم تتعد عاما واحدا دون أن يلتفت وراءه أو يتزعزع إحساس الأبوة لديه لتبدأ معاناة الأم المسكينة عاشت أياما مريرة وهي تبحث هنا وهناك عن مصدر رزق يكفل لها -على الأقل- ثمن الدواء والحفاظات لابنتها.. كبرت (ليلى) وكبرت معها آلامها ومعاناتها فقد توقفت عن المتابعة الطبية بسبب انعدام أدنى مورد رزق يحفظ لها حقها في العلاج كيف لا وهي تكاد لا تجد ما تسد به رمقها فالأم وابنتها تعتمدان على صدقات الجيران كما بدأت تنتابها نوبات صرع حادة جدا في السنوات الأخيرة حيث تلتوي أطرافها العلوية والسفلية ويعوج عمودها الفقري لتفقد الوعي تماما بعدها وتدخل في غيبوبة قد تدوم لساعات تفقدها حتى الرغبة في الأكل ومع تكرار هذه النوبات أصبحت الطفلة عبارة عن هيكل عظمي يكسوه جلد رفيع السمك فميزانها لا يتعدى 15 كليوغراما علما أنها لا تتغذى سوى على السوائل بسبب عدم قدرتها على المضغ والهضم!! إلى متى تستمر المعاناة ؟! هي إذن معاناة مزدوجة أبطالها أم وابنتها لا حول لهما ولا قوة تنتظران بزوغ الفجر ليأذن بالفرج والانعتاق من هذه الحال علما أن البيت الهش الذي تعيشان تحت سقفه قد ساهم بشكل كبير في مضاعفة معاناتهما فالمنزل لا يصلح حتى لحياة الدواب بيت مظلم هش سقفه صفائح من الخشب الرقيق وأثاثه أغراض قديمة جمعتها السيدة (حمدة) من هنا وهناك دون الحديث عن وضع المنزل خلال تهاطل الأمطار فنعمة الغيث تتحوّل إلى نقمة بسبب تسرب المياه وابتلال كل ما يحويه البيت بمياه الأمطار وهو ما تسبب بنوبات الحساسية وضيق التنفس ل(ليلى) التي باتت تتنفس بصعوبة بالغة مما يستوجب عرضها على الطبيب في أقرب الآجال حتى لا تزداد حالتها تدهورا مع وجوب دخولها المستشفى من أجل المتابعة الطبية عن قرب.. هي حالة من بين الحالات الكثيرة للمعاقين الذين يعيشون الأمرين تحت أسقف الأحياء القصديرية التي تنعدم فيها أدنى شروط الحياة التي يحتاجها البشر فإلى متى تستمر هذه الحال؟ وفي انتظار حل نهائي لحالتها تبقى السيدة (حمدة) تترقب بقلق ما سيسفر عنه برنامج الترحيل في عين المالحة فالحالة المزرية التي يتخبط فيها سكان الحي تستوجب الانطلاق في ترحيله اليوم قبل الغد بالنظر إلى استعصاء الظروف لاسيما في فصل الشتاء. وعلى الراغبين في مساعدة هذه السيدة وابنتها الاتصال على الرقم 0554.72.01.85 وأجر المحسنين على الله تعالى.