مقاطعة غربية وتحذير من السفر إلى مصر *** تحوّلت كارثة الطائرة الرّوسية إلى قنبلة موقوتة تهدّد مستقبل نظام الانقلاب في مصر فالخسائر المادية تلاحق الحكومة التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياحة وعليه فإن مقاطعة مصر يعزلها ويضعها في حفرة كبيرة ألقاها فيها السيسي وأتباعه. ق.د / وكالات سقطت الطائرة الرّوسية يوم السبت الماضي في سيناء وراح ضحيتها 224 قتيل ومنذ ذلك اليوم تتواصل التحقيقات بشأن أسباب السقوط المفاجئ لها الأمر الذي بات يشكّل خطرا جديدا أو كما يقول البعض (كارثة) جديدة للنّظام المصري خاصّة بعد أن أعلنت كافّة الدول الغربية إلغاء أو تعليق رحلاتها الجوّية إلى مصر وبالتحديد إلى مطار (شرم الشيخ) الذي أقلعت منه الطائرة المنكوبة. بعد سقوط الطائرة بساعات خرجت حسابات موالية لتظيم (ولاية سنياء) على مواقع التواصل الاجتماعي لتعلن مسؤولية التنظيم الموالي للدولة الإسلامية (داعش) عن سقوط الطائرة لثتير مخاوف الدول الغربية. * إحراج السيسي إعلان تنظيم الدولة أظهر النّظام المصري في صورة الرجل العاجز أو الضعيف غير القادر على مواجهة التنظيم المسلّح في الوقت الذي يزعم فيه أنه قضى على ما يسمّيه ب (الإرهاب) والتنظيمات المسلحة هذا الأمر أكّدته صحيفة (الإندبندنت) البريطانية التي قالت إن حادث سقوط الطائرة الرّوسية يوم السبت الماضي في شبه جزيرة سيناء أحرج الجنرال المصري عبد الفتّاح السيسي في كلامه عن القضاء على (الإرهاب) في مصر. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن إسقاط الطائرة بقنبلة أمر يتماشى مع سياسة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مؤكّدة أن تحطّم الطائرة يضرّ بالطرفين المصري والرّوسي مشيرة إلى أن السيسي يحاول إقناع الغرب بأنه قضى على التنظيمات المسلّحة منذ الإطاحة ب (محمد مرسي) إلاّ أن حادثة الطائرة الرّوسية أحبطت جهوده وأضافت أن سياسة القمع التي تتبعها السلطات المصرية سواء ضد جماعة (الإخوان المسلمين) أو غيرها من الفئات المعارضة يعزّز فرص انضمام وتأييد الكثيريين لتنظيم الدولة الإسلامية. * بوتين يبيع السيسي لم يقف أكبر حليف أو (صديق) ل السيسي وهو الرئيس الرّوسي فلاديمر بوتين كثيرا مُكبّل اليدين أمام سقوط طائرة بلاده ومقتل المئات من أبناء شعبه بل قرّر أن يتخلّى عن صديقة العربي وأمر على الفور بتعليق الرحلات الجوّية للطائرات الرّوسية إلى مصر وكلّف حكومته بوضع آلية لإعادة المواطنين الرّوس من مصر حتى تتّضح أسباب كارثة سيناء وفقا لتصريحات المتحدّث باسم (الكرملين) دميتري بيسكوف. يأتي هذا بعد أن أوصى مدير هيئة الأمن الفديرالية الرّوسية ألكسندر بورتنيكوف بوقف الرحلات الجوّية إلى مصر حتى تتّضح أسباب تحطّم طائرة الركّاب الرّوسية فوق سيناء في 31 أكتوبر الماضي. وأرجعت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية سبب تغيّر الموقف الرّوسي بهذا الشكل الحاسم إلى أن موسكو حصلت على المعلومات حول هجوم محتمل على الطائرة على محمل الجدّ وفقا لما قاله أليكسي ماكاركين نائب رئيس مركز التكنولوجيا السياسية بموسكو. وأوضحت الصحيفة أنه في البداية عندما تبنّى تنظيم الدولة مسؤولية الحادث وأكّد أنه انتقاما من التدخّل الرّوسي في سوريا فيما نفت روسيا هذا الكلام ووصفته بأنه كلام انتهازي ليس له أساس من الصحّة إلاّ أنها عادت وتعاملت معه بإثباتية قوية. * جسر جوّي لإجلاء السيّاح من شرم الشيخ واصلت روسيا وبريطانيا أمس الأحد إجلاء سيّاحهما من شرم الشيخ ومناطق سياحية أخرى في مصر بعد ثمانية أيّام على حادث تحطّم الطائرة الرّوسية في سيناء الذي ينسبه الغربيون إلى انفجار قنبلة. وفي مواجهة رحيل السيّاح وتعليق الرحلات إلى مصر حيث تعتبر السياحة قطاعا أساسيا للاقتصاد تتمسّك السلطات المحلية بموقفها مؤكّدة انتظار نتائج التحقيق حول حادث تحطّم الطائرة الذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية الناشط في شمال سيناء مسؤوليته عنه. وفي شرم الشيخ القبلة السياحية في شبه جزيرة سيناء والتي أقلعت منها طائرة (أيرباص آيه 321) الرّوسية في 31 أكتوبر وعلى متنها 224 شخص قبل أن تتحطّم كان آلاف السيّاح الرّوس والبريطانيين ينتظرون إعادتهم إلى بلادهم وسط أجواء من القلق. وأرسلت موسكو السبت 44 طائرة فارغة إلى شرم الشيخ والغردقة المنتجعين السياحيين على البحر الأحمر حيث ما يزال هناك نحو 78 ألف سائح روسي. وقالت ألكسندرا كوندراتييفا وهي تنتظر وسط مئات السيّاح الرّوس في مطار شرم الشيخ على أمل الصعود بأسرع وقت ممكن في طائرة: (ما يحصل للسياحة المصرية لا يهمّني كلّ ما أريده هو العودة إلى بلادي بأمان). أمّا لندن التي علّقت رحلاتها من وإلى شرم الشيخ فقد باشرت الجمعة إعادة مواطنيها من مصر وقامت بإجلاء حوالي 3500 بريطاني في 17 طائرة خلال 48 ساعة من أصل حوالى عشرين ألفا موجودين في مصر. * 11 ألف روسي هربوا من مصر خلال 24 ساعة نقلت وكالة الإعلام الرّوسية أمس الأحد عن أركادي دفوركوفيتش نائب رئيس الوزراء الرّوسي قوله إن موسكو أعادت 11 ألف سائح روسي من مصر خلال ال 24 ساعة الماضية. ويوجد حوالي 80 ألف روسي في مصر بعد قرار (الكرملين) يوم الجمعة تعليق كلّ الرحلات الجوّية إلى مصر بعد تحطّم طائرة روسية في شبه جزيرة سيناء. وقدّرت وزارة السياحة المصرية الخسائر المصرية بعد القرار الرّوسي بتعليق الرحلات إلى شرم الشيخ بما لا يقلّ عن 25 من إجمالي العائدات السياحية. وقال عاملون بمدينة شرم الشيخ المصرية التي تعدّ المقصد الأهمّ للسياحة الرّوسية إن هذا القرار سوف يدفع إلى أن تعلن المدينة إفلاسها وسوف تنتهي السياحة من مدينة شرم الشيخ إلى حين تراجع روسيا عن قرارها.