أكثر من 1.5 مليون زائر للصالون الدولي للكتاب *** الكتاب الديني في الصدارة دائما --- أسدل الستار أوّل أمس على فعاليات الطبعة ال 20 للصالون الدولي للكتاب والذي عرف مشاركة أكثر من 900 ناشر من أزيد من 50 بلدا وهي الطبعة التي عرفت إقبالا جماهيريا معتبرا قدّر بأزيد من مليون و200 ألف زائر صنعوا طيلة العشرة أيّام جوّا متميّزا من الحركة والنشاط والبحث عن العناوين التي تستهويهم ليثبت الجزائريون أنهم (مازالوا يقرأون الكتب) عكس ما هو شائع وكالعادة واصلت الكتب الدينية احتلال الصدارة في الصالون الدولي للكتاب. حسب استطلاع قامت به (أخبار اليوم) من خلال تجوّلها في أروقة أجنحة الصالون طيلة ال 10 أيّام للطبعة فقد كانت أجنحة الكتب الدينية والتاريخية الأكثر استقطابا للزوّار وهذا ما يعكس شغف القارئ الجزائري بأمور دينه وتاريخ بلاده بصفة خاصّة وتاريخ العالم بصفة عامّة. كما لوحظ أيضا إقبال الزوّار على أجنحة الكتب المدرسية وشبه المدرسية وقصص الأطفال. وفي هذا الصدد أكّد القائمون على هذه التظاهرة أن الطبعة ال 20 سرت على أحسن وجه من حيث التنظيم الإقبال والتنوّع من حيث البرامج التي سطّرت حيث يلاحظ المتجوّل تنوّع العناوين التي تجذب انتباه القرّاء والعائلات التي جاءت من مختلف أنحاء الوطن للبحث عن نوع من أنواع الأدب الخاصّ كالرواية الشعر القصص وغيرها من المؤلّفات. بدوره فتح المعرض الدولي للكتاب خلال هذه السنة فرصة أمام الكتّاب الشباب الذين وجدوا أنفسهم أمام جمهور متعطّش إلى القراءة والمطالعة حيث قاموا بعدّة عمليات للبيع بالإهداء في مساحات دور النشر والتوزيع التي فتحت بدورها بابا أمام هذه الفئة لتقديمهم في أحسن وجه أمام عشّاقهم. ومن جانب آخر لمسنا من بعض دور النشر المشاركة خلال هذه الطبعة استياء للتراجع المحسوس من حيث المبيعات مقارنة مع التظاهرات الماضية والتي أرجعت سبب ذلك إلى الانخفاض المحسوس في القدرة الشرائية للمواطن الجزائري والتزاماته الاجتماعية الأخرى. للإشارة عرف صالون الكتاب مشاركة 290 ناشر جزائري إلى جانب 620 عارض أجنبي يمثّلون 47 دولة إضافة إلى 25 ألف عنوان أين استضاف 175 أديب ومفكّر وروائي وباحث من مختلف أنحاء العالم ناهيك عن منع 106 عناوين من العرض بسبب ما تتضمّنه هذه الكتب وإقصاء 50 دار نشر لاختراقها القانون الداخلي للمعرض السنة الماضية. وتصدّرت دور نشر دولة الأردن قائمة العناوين الممنوعة بحوالي 40 عنوانا واحتلّت مصر المرتبة الثانية ب 28 كتابا ممنوعا ومن بين الكتب الممنوعة: (الماسونية في العالم العربي 2007) وكتاب (من الإرهابي؟) إضافة إلى عناوين صادرة عن دور نشر فرنسية أبرزها (الجزائر جنرالات) و(صديقنا بوتفليقة). فرنسا تثير الجدل ما ميّز طبعة هذا العام -التي احتضنت فرنسا كضيف شرف وهو خيار أثار الكثير من الجدل خصوصا وأن كثيرين اعتبروا أن (فافا) لا تستحقّ هذا الشرف- هو منح جائزة آسيا جبّار للرواية ولأوّل مرّة حيث فاز بها كلّ من عبد الوهّاب عيساوي في اللّغة العربية عن عمله (سييرا دي لا مويرتي) (جبل الأموات) ورشيد بوخروب في الأمازيغية عن (تيسليت نو غنيم) وأمين آيت الهادي في الفرنسية عن (ما بعد الفجر؟). وقال محافظ الصالون حميدو مسعودي في كلمة لقاء عقب الاختتام إن طبعة الصالون لهذا العام (عرفت عرض 25 ألف عنوان في مختلف المجالات أغلبها جديدة) مؤكّدا أن الكتاب الديني (لم يغب ولم يطغ أيضا) على الصالون. وتأسّف المتحدث ل (بعض النقائص) التي لازمت التظاهرة ك (عدم اِلتزام بعض الناشرين بالقانون الداخلي للصالون الذي يمنع عليها البيع بالجملة) مذكّرا بتشميع جناح دار نشر سورية مختصّة في الكتب الدينية لمحاولة بيعها لكتبها بالجملة مؤكّدا أنها (أقصيت نهائيا) من المشاركة مستقبلا. واحترمت أغلب الدور العربية التي يقارب عددها ال 300 هذا الإجراء الذي تمّ تطبيقه بصرامة خلال هذه الطبعة حيث رحّبت تلك المتخصّصة في الكتب العلمية والأكاديمية بهذا القرار على خلاف ناشري كتب الدين والأطفال. واعتبر السيّد مسعودي أنه رغم منع البيع بالجملة ومراقبة تطبيقه عبر رجال الأمن والجمارك إلاّ أن هناك (عدّة طرق غير مشروعة) مازال يستعملها بعض الناشرين لتهريب كتبهم معتبرا أنه (من المستحيل مراقبتها كلّها) على حدّ قوله. كما تأسّف محافظ الصالون ل (تسرّب بعض العناوين) غير المرغوب فيها والتي وصفها ب (القليلة جدّا) مؤكّدا (سحبها من طرف لجنة القراءة) ومذكّرا في هذا الصدد بأن محافظته تحفّظت خلال هذه الدورة على (106 عناوين). إقصاء 40 دار نشر كما أوضح مسعودي أن هذه الطبعة (أقصت 40 دار نشر لم تحترم السنة الماضية القانون الداخلي للصالون بالإضافة إلى رفض دور نشر أخرى نظرا للمساحة الصغيرة) لقصر المعارض الذي (لا يستطيع استقبال أعداد أكبر من الناشرين والجمهور على حدّ سواء) مشيرا إلى وجود مشروع في المستقبل القريب بين محافظة الصالون ومديرية قصر المعارض (صافاكس) حول (إعادة هيكلة وتفعيل) قصر المعارض الذي يعود تاريخ تشييده إلى العام 1969 ل (يلبّي مستقبلا احتياجات الأعداد الكبيرة للزوّار) معتبرا أنه (غير ملائم) اليوم لاستقطاب هذا العدد (الهائل) منهم. وعن عدد زوّار هذه الطبعة قال المحافظ إنهم (تجاوزوا المليون وخمسمائة ألف زائر) حيث (بلغ تعدادهم ذروته يومي الفاتح نوفمبر ب 343 ألف شخص والسادس نوفمبر ب 423 ألف). وفي ردّه على سؤال حول سبب قلّة الزوّار في عدد من الندوات واللّقاءات قال السيّد مسعودي إن الصالون (وفّر كلّ الشروط بما فيها الإشهار) مضيفا أن محافظته (غير مسؤولة عن عدم رغبة النّاس في الحضور) كما قال. وكان برنامج اللّقاءات الفكرية والمحاضرات -المنظّم على هامش الصالون- قد استقبل أعدادا قليلة جدّا من الزوّار باستثناء اليوم الدراسي التاريخي حول مجازر الثامن ماي 1945 حيث اعتبر بعض هؤلاء أن سبب العزوف يكمن في نقص المعلومات حول الفعاليات وغياب الملصقات وإلغاء بعض الأنشطة. وأشاد المحافظ من ناحية أخرى بالتعاون الحاصل بين محافظة الصالون ووزارتي الشؤون الدينية والتربية الوطنية خلال هذه الطبعة قائلا في هذا الإطار إن (80 ألف تلميذ من 20 ولاية زاروا الصالون) هذا العام. وختم مسعودي بالقول إن الدورة المقبلة لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا 2016) ستكون بين 26 أكتوبر و5 نوفمبر 2016 مع إمكانية (تمديد فعاليات التظاهرة إلى العاشرة ليلا ليوم أو يومين).