الوجه الآخر للحرب الصليبية الجديدة نار الكراهية تحاصر المسلمين في الغرب موجات من العنف والإساءات بدأت ضد المسلمين في عدد من دول أوروبا عقب الهجمات الإرهابية التي قامت بها جماعة داعش الإرهابية وراح ضحيتها مئات القتلى والمصابين ليدفع بذلك المسلمون في الغرب ثمن أفعال إرهابية لا دخل لهم بها. فلم يكد الفرنسيون يفيقون من أثر تلك الهجمات الإرهابية حتى خرج العشرات في عدد من المدن الفرنسية ليطالبوا بطرد المسلمين ويصفون المسملين جميعًا بالإرهابيين الذين يجب القضاء عليهم. حرق المصحف في فرنسا لم يتوقف الأمر إلى حد التظاهرات فقط بل تعدى الأمر إلى حد الاعتداءات الجسدية وإهانة مقدسات المسلمين حيث قام بعض المتطرفين الفرنسيين خلال إحدى التظاهرات بحرق المصحف الشريف ورفعوا لافتات كتُب عليها فليطرد المسلمون . وذكرت صحيفة لو باريزيان أن شعار انهضي يا فرنسا كان مكتوبا بالطلاء على جدار مسجد في جنوبفرنسا بينما كتبت عبارة الموت للمسلمين على الجدران في أجزاء مختلفة من ايفرو إلى الشمال من باريس. محاولة قتل في بريطانيا لم يقتصر الأمر على فرنسا فحسب بل تخطاها لعدد من دول أوروبا حيث قام أحد المتطرفين البريطانيين بدفع سيدة مسلمة محجبة بقوة في اتجاه مترو الأنفاق في محطة بيكادلي بالعاصمة البريطانية لندن. حرق مسجد في إسبانيا تعرض أحد المساجد بإسبانيا إلى عملية إحراق مدبرة نفذتها مجموعة معادية للإسلام والمسلمين وذلك في بلدة دون بينيتو الإسبانية حيث تعرض لبعض الأضرار المادية فقط دون أن يتم تسجيل أي خسائر في الأرواح. وأكد العمدة خوسيه لويس كوينتانا أنه لا يستبعد إمكانية أن يكون الحريق ناجم عن هجوم انتقامي فيما تمكن رجال الإطفاء سريعا من إخماد النيران. حرق مسجد في هولندا وفي هولندا مساء الجمعة الماضية حاول مجهولون في مدينة روزندال التابعة لمقاطعة شمال برابنت إحراق مسجد وتجري الشرطة الهولندية التحقيقات حاليًا لمعرفة المسؤولين على تدمير هذا المسجد الذي يرتاده المغاربة القاطنون في تلك المنطقة. حرق مخيمات اللاجئين السوريين ولم تسلم مخيمات اللاجئين السوريين في فرنسا من اعتداءات المتطرفين الفرنسيين الغاضبين عقب هجمات باريس الإرهابية حيث أشعلوا النيران في مخيم كالاي شمال العاصمة الفرنسية حيث يقطن هذا المخيم 6 آلاف لاجئ أغلبهم من سوريا وبلدان أخرى شرق أوسطية وإفريقية. ارتفاع نسبة الاعتداءات ضد المسلمات في فرنسا أفاد مرصد حقوقي فرنسي بوقوع 32 حادثة مناهضة للمسلمين الأسبوع الماضي بينما وثقت جمعية أخرى 29 حادثة مماثلة مما يدفع المسلمين بفرنسا الذين يمثلون أكبر جالية مسلمة بأوروبا للخوف من تزايد هذه الحوادث التي لم تتوقف طوال العام. وتعرضت عدد من المسلمات لمضايقات واعتداءات الأمر الذي زاد من الضغوط عليهن هناك. وتتزايد مخاوف المسلمين في فرنسا بعد أن أكدت منظمتان فرنسيتان ازدياد وتيرة الاعتداء عليهم منذ وقوع هجمات باريس يوم ال13 من الشهر الحالي فضلا عن مخاوفهم من تورط الشرطة في سوء المعاملة أثناء المداهمات الأمنية. ونقلت وكالة رويترز عن المرصد الوطني لمناهضة الخوف من الإسلام أن 32 حادثة مناهضة للمسلمين وقعت الأسبوع الماضي. بينما أعلن رئيس المرصد عبد الله ذكري أنه يتلقى ما يتراوح بين أربع وخمس شكاوى من مسلمين أسبوعيا. وتوقع ذكري وقوع مزيد من الحوادث بالأسابيع المقبلة لأن هجمات الأسبوع الماضي شجعت جماعات قومية متطرفة واليمين المتطرف وعنصريين على استغلال هذه الأجواء. ويستعيد مسلمو فرنسا أجواء الخوف التي اعترتهم مطلع هذا العام حيث سجل المرصد 178 حادثة مناهضة للمسلمين في جانفي الماضي2015م بعد هجوم على صحيفة شارلي إيبدو ومتجر للأطعمة اليهودية في باريس. وسبق أن أكد رئيس المرصد في جويلية أن عدد الاعتداءات والتهديدات بحق المسلمين خلال الشهور الستة الأولى من العام الجاري بلغ 274 حالة في حين أن الرقم لم يتجاوز 72 حالة اعتداء وتهديد للفترة نفسها من العام المنصرم وذلك استناداً لبيانات الداخلية الفرنسية. وفي ذات السياق ذكرت جمعية التصدي للخوف من الإسلام في فرنسا (مستقلة) أنها سجلت 29 حادثة اعتداء على المسلمين وقال المتحدث باسم الجمعية ياسر اللواتي: إن مكتبه تلقى سيلا من التقارير والشكاوى من مسلمين وكذلك اتصالات تتساءل عما إذا كان ذهاب الأطفال للمدارس آمنا. وأضاف اللواتي أصبح المسلمون هم العدو في الداخل مشيرا إلى أن اهتمام وسائل الإعلام بهذه الحوادث كان متفاوتا. وذكر عدة حالات اعتداء على مسلمات بمناطق فرنسية عدة كما تحدث عن إصابة شخص تركي الأحد الماضي في ظهره برصاص انطلق من سيارة ترفع علم فرنسا في كامبراي شمال لكن جروحه ليست خطيرة. يذكر أن عدد أفراد الجالية المسلمة في فرنسا يصل إلى خمسة ملايين مسلم وهي أكبر جالية مسلمة في أوروبا وتمثل نحو 8 بالمائة من السكان.