حذّر رئيس المرصد الفرنسي لمناهضة الإسلاموفوبيا عبد الله زكري من ارتفاع الأفعال المعادية للمسلمين، داعيا السلطات الفرنسية إلى ضرورة التحرك لحماية المواطنين الفرنسيين مهما كانت ديانتهم، كاشفا عن عدد من الاعتداءات مست مساجد بفرنسا. وقال رئيس المرصد الفرنسي لمناهضة الإسلاموفوبيا، عبد الله زكري، إن هناك على الأقل ثلاثة مساجد تعرضت للاعتداء بفرنسا، منها مسجد الصباح بمدينة كريتاي، حيث تم رسم صلبان معقوفة ترمز للنازية على جدران المسجد، وتحرض على الاعتداء على المسلمين حيثما وجدوا، مضيفا أن شبابا فرنسيا دخل المسجد مقنعا وهو يردد شعارات رفعت أثناء الحرب العالمية الثانية في إشارة إلى "الهجوم والقضاء على المسلمين". كما اتهم المتحدث في تصريح ل«البلاد" اليمين الفرنسي المتطرف بالتحريض ضد الجالية المسلمة، من خلال رفع شعارات "الموت للمسلمين" و«إلى حقائبكم أو السجن". كما أضاف زكري أن شابا فرنسيا مسلما تعرض للضرب المبرح من طرف جمعيات عنصرية معادية للأجانب بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة. وفي هذا السياق، اتهم زكري السلطات الفرنسية بعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة والتقصير في حماية الجالية المسلمة، مشيرا إلى أنه تم في الآونة الأخيرة تخصيص ما يقارب 9 ملايين أورو لوضع كاميرات مراقبة داخل وبمحيط المساجد، غير أن هذا الإجراء لم يتم العمل به لحد الساعة، حسب تأكيدات زكري، الذي استغرب تصريحات بعض المسؤولين الفرنسيين بأن هناك عمليات إرهابية أخرى مرتقبة، وهو ما قد يؤجج النزعة العنصرية لدى البعض. وحسب إحصائيات التي سجلها المرصد، أكد زكري ارتفاع أعمال العنف ضد المسلمين بنسبة 200 بالمائة، حيث تم إحصاء خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية 330 عملا معاديا للمسلمين في مقابل 110 في سنة 2014، كما تم تسجيل خلال الفترة من جانفي إلى 30 سبتمبر الماضي 103 أفعال ضد المسلمين مقابل 45 في الفترة نفسها من السنة الماضية، ما يمثل زيادة ب129 بالمائة، وتسجيل 227 تهديد في نفس الفترة مقابل 45 في السنة الماضية بارتفاع بلغ 249 بالمائة. ودعا عبد الله زكري، رئيس المرصد الفرنسي لمناهضة الإسلاموفوبيا، الدولة الفرنسية إلى أن تعيد النظر في سياستها الخارجية "التي تربطها علاقات طيبة مع دول راعية للإرهاب". فيما طمأن المتحدث بأن المجتمع المدني من جمعيات وشخصيات وحتى مراصد لمناهضة الإسلاموفويا تجري اتصالات مع السلطات الفرنسية لحماية الجالية المسلمة، خاصة بأماكن إقامتها، أو عملها وحتى بمحيط المساجد. من جهة أخرى، أكد مدير إدارة مسجد باريس ونوقي محمد في تصريح للإذاعة، أنه لم يتم تسجيل أي حوادث عنصرية أو شكاوى مضايقات لحد الساعة ضد الجالية الجزائرية عقب الاعتداءات الإرهابية التي هزت العاصمة باريس مساء الجمعة، وأن الأمور تسير وفق تنسيق محكم مع السلطات الفرنسية لحماية المساجد والمصلين حيث تحظى أماكن العبادة بحماية من طرف الشرطة والدرك منذ "قضية شارلي إبدو".