منظّمة حقوقية تحذّر وتطالب بإنقاذ ليبيا (الغريقة) *** تتصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية في ليبيا الشقيقة التي تغرق يوما بعد آخر في الظلام وبالتزامن مع إعلان سرت عاصمة للدواعش الليبيين ترافع الجزائر لحلّ سلمي وسياسي مع الفرقاء من أجل الوقوف يدا واحدة في وجه الظلم والظالمين الذين استغلّوا الفوضى لإغراق البلاد في عاصفة الدماء. ق.د / وكالات أصدرت اللّجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا بيان أمس الثلاثاء أعربت فيه عن قلقها البالغ (إزاء إعلان مدينة سرت المنكوبة إنسانيا عاصمة لتنظيم داعش الإرهابي بليبيا والذي من شأنه أن يؤدّي إلى تصاعد وتيرة الجرائم والانتهاكات البشعة والجسيمة لحقوق الإنسان في ليبيا). وأكّدت اللّجنة في بيانها على أن (طبيعة ممارسات والجرائم تنظيمات داعش والقاعدة الإرهابيين المرتكبة في ليبيا ترتقي إلى حد ارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية في ظلّ فشل واضح للسلطات الليبية المتعدّدة والمجتمع الدولي في حماية المدنيين من جرائم وانتهاكات التنظيمات الإرهابية في مدينة درنة وبنغازي وأجدابيا وسرت المنكوبة إنسانيا الذين يواجهون كلّ أساليب انتهاكات حقوق الإنسان مثل القتل والذبح والتنكيل والعنف والتهجير والقمع والاغتيالات المنظّمة). * أين أنتم؟ جدّدت اللّجنة دعوتها (إلى المجتمع الدولي لتعاضد الجهود وتوحيدها وإنهاء حالة ازدواجية المعايير إزاء خطر الإرهاب والتطرف للقضاء على هذه الآفة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين وسلام وحرية وحياة شعوب العالم كافة) وأن يتحمل المجتمع الدولي كامل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية والقانونية وألاّ يظل مكتوف الأيدي أمام فضائع وجرائم تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين في حق المدنيين في ليبيا وللحد من تمدد وتوسع سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على عدة مدن ليبية أخرى في ظل استثمار هذا التنظيم الإرهابي لحالة الانقسام بين الأطراف الليبية). كما جدّدت اللّجنة مطالبتها للمجتمع الدولي والأسرة الدولية بضرورة اتخاذ الإجراءات العاجله لحماية المدنيين بليبيا وفقا للقرارات الأممية رقم 2214 و2015 بالتحديد الفقرتين الثالثة والسابعة والقرار 1970 و1973 عام 2011 بشأن حماية المدنيين في ليبيا ولما نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 2161 عام 2014 الصادر عن لجنة مجلس الأمن الخاصة بالعقوبات على تنظيم القاعدة يوم 19 نوفمبر 2014 العام الماضي على إضافة اسمين إلى قائمة الأشخاص والتنظيمات المُستهدفة بالعقوبات المالية بالإضافة إلى حظر السفر والسلاح المنصوص عليها في الفقرة رقم (1) من قرار مجلس الأمن رقم 2161 عام 2014 الصادر في الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي تضمن إدراج تنظيم أنصار الشريعة وداعش الإرهابيين كتنظيمات إرهابية في ليبيا. وذكرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا في بيانها أنها قد (حذرت مرارا وتكرارا من استفحال خطر هذه الجماعات والتنظيمات الإرهابية كتنظيم داعش والقاعدة الإرهابيين ومن نظرتها التوسيعية على النطاقين الجغرافي والنوعي في كامل ليبيا نتيجة حالة الانفلات الأمني والانقسام السياسي وغياب مشروع مصالحة وطنية شاملة في ليبيا والذي من شأنه أن يشكل خطرا كبيرا على الأمن والسلم الدوليين والإقليمي) مؤكّدة أن (الإرهاب الذي استفحل في ليبيا لا يهدد أمن ليبيا فحسب بل يهدد دول المنطقة وحوض المتوسط بالكامل). ودعا البيان المجتمع الدولي إلى تعاضد الجهود وتوحيدها وإنهاء حالة ازدواجية المعايير إزاء خطر الإرهاب والتطرف للقضاء على هذه الآفة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين وسلام وحرية وحياة شعوب العالم كافة). * تقرير أسود لمدينة سرت الليبية أهمية خاصة عند تنظيم (داعش) بسبب قربها من حقول نفطية رئيسة ومصاف شرق ليبيا فضلا عن موقعها من السواحل الإيطالية إذ يمكنه العبور منها إلى الاتحاد الأوروبي حسب ما ذكرته صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية ونقلته (بوابة الوسط) الليبية. وقد اعتبرت الصحيفة الأمريكية أن تطور العمليات التي ينفذها تنظيم (داعش) داخل ليبيا دليل على قدرته على النمو والتكيف حتى مع زيادة الحملة العسكرية ضده في العراقوسوريا من قبل التحالف الدولي بقيادة واشنطن والضربات الروسية. وقدَّرت الجريدة في تقرير نشرته أعداد المقاتلين التابعين ل (داعش) في مدينة سرت بنحو 5000 مقاتل لافتة إلى محاولات التنظيم جذب المقاتلين المهرة في تشغيل المنشآت النفطية وأشارت إلى وصول عدد كبير من المقاتلين الأجانب وعائلاتهم إلى سرت في دليل آخر على عزم التنظيم تقوية وجوده داخل المدينة. وكان التنظيم دعا المقاتلين إلى التوجه إلى ليبيا بدلاً عن سوريا كما أرسل عددا من قياداته ومقاتليه إلى ليبيا. ونقلت الجريدة عن مسؤولين ليبيين قولهم (إنها فقط مسألة وقت قبل أن يحاول التنظيم السيطرة على مزيد من المنشآت النفطية والمصافي قرب مدينة سرت لزيادة مصادر الدخل والتمويل الخاصة به والتي تمكنه من تمويل عملياته في الشرق الأوسط وأوروبا) وأوردت عن مسؤول في الاستخبارات العسكرية بليبيا: (لقد أعلنوا نيتهم صراحة يريدون نقل معركتهم إلى روما). كما يروج (داعش) عبر محطات الراديو الخاصة به في سرت أن (المدينة لن تكون أقل أهمية من مدينة الرقة). وقالت الجريدة إن محاولات التنظيم للنمو داخل ليبيا بدأت مباشرة عقب رحيل القذافي. وأوضحت الجريدة أن التنظيم استطاع استغلال الانقسامات الشديدة داخل ليبيا والاشتباكات بين الفصائل المختلفة لإنشاء معاقل له قرب شواطئ البحر المتوسط وقرب إيطاليا لافتة إلى تحقيق التنظيم عدة انتصارات أمام جماعات مسلحة مختلفة بينها مصراتة. ورأت الجريدة أنه رغم التحديات التي يواجهها التنظيم فإن ل (داعش) خططا كبيرة لسرت وظهر ذلك في حوار نشرته مجلة (دابق) الالكترونية التابعة للتنظيم مع أبو مغير القحطاني والذي تعهد (باستغلال موقع ليبيا الجغرافي ومواردها النفطية لمهاجمة أمن واقتصاد أوروبا).